انسحاب عسكري إماراتي من المخا وتصعيد ضد صنعاء.. هل تُخلي أبوظبي الساحة لتدخل إسرائيلي
الحديدة – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
بشكل غامض وبدون مقدمات قامت الإمارات بسحب كافة قواتها وضباطها وعتادها العسكري من قاعدتها العسكرية التي أنشأتها في مدينة المخا على ساحل البحر الأحمر قبل عدة أيام، ليليها بعد ذلك تصعيد عسكري كبير من قبل التحالف السعودي الإماراتي.
وفق مصادر موثوقة في الساحل الغربي فقد سحبت الإمارات كافة أسلحتها بما في ذلك إزالة أنظمة الدفاع الجوي وعربات التحكم والسيطرة وعربات الرادارات والاتصالات العسكرية، غير أن اللافت في الأمر هو تزامن انسحاب القوات الإماراتية مع بدء المليشيات المسلحة الموالية للتحالف في الساحل الغربي بشن هجمات عسكرية مكثفة على مواقع لقوات صنعاء، آخرها كان يومي السبت والأحد الماضيين حيث شنت قوات التحالف في الساحل الغربي هجوماً استخدم فيه الطيران التجسسي والقصف بالطيران المسير بثمان غارات على كل من حيس والدريهمي والجبلية بالإضافة لتحليق 15 طائرة تجسسية فوق منطقة الكيلو 16 وحيس والفازة والجبلية والدريهمي وإطلاق 1366 صاروخاً وقذيفة مدفعية خلال الـ24 ساعة الماضية فقط بالإضافة إلى زحف بري على الأجزاء الشمالية الغربية لحيس وهو ما أدى إلى سقوط العشرات من المسلحين الموالين للتحالف بين قتيل وجريح معظمهم من الجنوبيين.
وحسب المصادر فإن التصعيد العسكري لقوات التحالف وبالتزامن مع الانسحاب الإماراتي يشير إلى احتمال أن يتجه التحالف لتسليم الساحل الغربي لمقاتلين من غير ألوية العمالقة الجنوبية.
غير أن مراقبين اعتبروا الأمر أكثر من مجرد تسليم الساحل لقوات جديدة، مشيرين إلى احتمال دخول قوات جديدة تأتي عبر البحر للمخا، خاصة وأن مصادر في المخا كشفت اليوم أن القوات الموالية للتحالف فرضت طوقاً أمنياً مشدداً على منطقة ميناء المخا ومحيطه ومنعت دخول وخروج أي شخص من وإلى منطقة الميناء”.
إخلاء الإمارات للقاعدة العسكرية في المخا وسحبها جميع معداتها العسكرية بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي، اعتبره مراقبون بأن له علاقة بالتحركات الإقليمية في المنطقة مؤخراً والتي تهدف إسرائيل إلى الدخول على خط الصراع في المنطقة بذريعة مكافحة الإرهاب وحماية الممرات المائية الدولية ومكافحة القرصنة، وهو ما يعتقده مراقبون بأنه مؤشر على احتمال أن يتم تسليم المخا لقوات عسكرية أجنبية من غير القوات السعودية أو الإماراتية، غير مستبعدين أن تشهد المخا تواجداً عسكرياً أمريكياً وإسرائيلياً خصوصاً وأن الانسحاب من المخا يأتي قبل يومين اثنين فقط من إعلان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ضم إسرائيل إلى قيادة القوات الأمريكية الوسطى والمنتشرة في منطقة الشرق الأوسط وتنفذ عمليات عسكرية في المنطقة بما في ذلك داخل اليمن، وهو ما يعني مشاركة إسرائيل في تنفيذ عمليات عسكرية داخل اليمن بموجب الإعلان الأمريكي الأخير.
يعزز المراقبون وجهة نظرهم الأخيرة بتوجه الإدارة الأمريكية المعزولة “إدارة ترامب” نحو تصنيف حركة أنصار الله في اليمن ضمن قائمة الإرهاب، وهو ما يعطي إسرائيل الضوء الأخضر أمريكياً لشن عمليات عسكرية ضد قوات صنعاء، خاصة وأن جميع الأحداث وقعت في أوقات متقاربة وبعد فترة وجيزة من التصعيد الإعلامي الإسرائيلي الأخير بشأن التهديدات التي تشعر بها إسرائيل من أنها قد تتعرض لهجوم معادي صاروخي أو بالطيران المسير من قبل اليمن.