سيناريو اقتصادي سوداوي ينتظره الجنوبيون بتخطيط وتنفيذ سعودي
خاص – المساء برس|
اعتبر الخبير الاقتصادي والصحفي المتخصص في الشأن المالي والاقتصادي في صنعاء رشيد الحداد عودة ارتفاع سعر الصرف وانهيار العملة المحلية من جديد في مناطق سيطرة التحالف السعودي الإماراتي جنوب البلاد نتيجة طبيعية للوضع الذي تعيشه من يفترض بها أن تكون سلطة رسمية ومعترف بها دولياً.
وكان سعر الصرف في عدن قد ارتفع بشكل كبير خلال الأيام القليلة الماضية، وبحسب مصادر “المساء برس” في عدن فإن سعر صرف الدولار الأمريكي الواحد بلغ 840 ريالاً يمنياً، بينما لا يزال سعر الصرف يحافظ على استقراره في المناطق التي تديرها سلطات صنعاء.
وقال الحداد في تعليق مقتضب على حسابه بالفيس بوك، ورصده “المساء برس”، على التطورات الاقتصادية الأخيرة في الجنوب، إن حكومة المحاصصة التي وصفها بأنها “محكومة من السفير” في إشارة إلى السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، قال بأنها لا تملك رؤية اقتصادية، مضيفاً إنها وإن امتلكت رؤية فإنها لن تستطيع تنفيذها على الأرض لأن الأرض والقرار بيد غيرها، في إشارة إلى التحالف السعودي الإماراتي وقواتهما المسيطرة فعلياً على القرار السياسي والسيادي.
وأضاف الحداد بأن المشكلة ليست في بنك عدن المركزي من ناحية وجود سياسة نقدية لديه من عدمها، وذلك بالنظر إلى البنك أساساً هو مصرف مركزي بمعنى أنه يتبع الحكومة، مؤكداً أن الحكومة التي يتبعها البنك “هي الخاضعة والخانعة للاحتلال ولا تملك قرارها” حسب تعبيره.
ولفت الخبير بالشأن الاقتصادي في تصريحه أن وقف انهيار العملة في المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرة التحالف لا يكون بتغيير محافظ للبنك المركزي واستبدال واحد بآخر، وأضاف “بل باستعادة تلك الحكومة كل مواردها وهذا الأمر لن يكون باستجداء دول الاحتلال أن تعيد الموارد أو أن تتوقف عن تدمير البنى التحتية في تلك المحافظات، بل باستعادة السيطرة على كل الموارد وطرد الغزاة” حسب توصيفه.
وكشف الحداد عن وديعة سعودية ستقدمها الرياض، لكنه قال بأنها ستقدم هذه الوديعة بعد أن “يصل السيل الزبى” حسب تعبيره، في إشارة إلى ستقدم تلك الوديعة بعد أن تدفع بالوضع الاقتصادي في الجنوب إلى الحظيظ وإلى مستويات خطيرة جداً من الانهيار الاقتصادي وانهيار العملة المحلية، وبعد أن يصل الوضع بالمواطنين المعدمين إلى حالة مريعة من التدهور المعيشي والوضع المزري، حينها فقط ستقدم السعودية وديعتها المالية، حيث يرى الخبير الاقتصادي إن السعودية هدفها من هذا السيناريو تقديم نفسها أمام المواطنين في الجنوب كمنقذ لهم بينما هي في الحقيقة تكون قد عملت على استلاب ما تبقى من سيادة وطنية في الجنوب.