انكشاف زيف الديمقراطية الأمريكية.. ما موقف واشنطن لو أن ما حدث بالكونجرس حدث ببلد عربي
يحيى محمد – وما يسطرون – المساء برس|
لا حياد أمام الوطن.. ما حدث في واشنطن في السادس من يناير الجاري كان بمثابة ثورة إذا ما حدث في أي بلد عربي أو أي بلد حول العالم من تلك البلدان التي تسعى واشنطن للهيمنة على قرارها السياسي والاقتصادي والعسكري أيضاً.
في العادة تستغل واشنطن والأنظمة الأمريكية المتعاقبة مثل تلك الأحداث إذا ما حدثت في أي بلد آخر للتدخل في ذلك البلد، وفي العادة أيضاً فإن المتظاهرين والمحتجين ضد أي نظام أو سلطة في أي بلد حول العالم هم بالنسبة للسياسة الأمريكية عبارة عن ثوار وأبطال ولا يجب على السلطة استخدام العنف ضدهم.
لكن حين يحدث ذلك في أمريكا نفسها، فإن الأخيرة لا تعتبر هؤلاء المتظاهرين والمحتجين مواطنين لهم مطالب وحقوق وعلى السلطة تنفيذها والرضوخ لها، بل ذهب النظام الأمريكي إلى اعتبار هؤلاء المحتجين عبارة عن إرهابيين ومخربين ومجرمين ونسيت واشنطن أنها كانت تستغل مثل تلك الأحداث التي وقعت في الكونجرس حين تحدث في أي بلد آخر بهدف التدخل في شؤون هذا البلد بل ووصل بها الأمر إلى أنها كانت تتخذ مثل تلك الأحداث لإسقاط هذا البلد أو ذاك.
في أحداث الكونجرس انتفت عند الإدارة الأمريكية مصطلحات وعناوين “نعرب عن قلقنا من التوتر في واشنطن والمظاهرات الحاشدة ونناشد جميع الأطراف ضبط النفس، وندعو سلطات إنفاذ القانون في واشنطن احترام حرية التعبير وحقوق الإنسان، ونطالب بمعاقبة مرتكبي الجرائم بحق المتظاهرين ومطلقي النار عليهم”، تلك المصطلحات والمطالب التي لطالما استخدمتها واشنطن ضد أي دولة يحدث فيها أحداث مشابهة لما حدث في الكونجرس.
في أي دولة يحدث فيها ما حدث في واشنطن تخرج الأخيرة للزعم بأن صد أجهزة الدولة (س أو ص) لمرتكبي أعمال الشغب بأنها “أعمال عنف وقمع للحريات” وتشجب ما يتعرض له “المتظاهرين” وتصف مرتكبي أعمال الشغب من المحتجين بأنهم “نشطاء وحقوقيين” حتى وإن كانوا مسلحين وحتى وإن كان من بينهم عقائديين أو “إرهابيين”، لكن حين يحدث ذلك في أمريكا نفسها فإن الأمر يختلف والنشطاء والحقوقيين يتحولون من وجهة نظر أمريكا إلى “إرهابيين ومثيري شغب ومرتكبي جرائم” وتقوم أيضاً باستخدام السلاح الناري ضدهم لقتلهم كما حدث مع “اشلي بابل” المتظاهرة التي قتلت بعد اقتحامها الكونجرس والتي لو كانت مواطنة في أي دولة أخرى – عربية على سبيل المثال – لكانت واشنطن وصفتها بأنها الناشطة والمناضلة الحقوقية.
بكل ذلك أثبتت لنا أمريكا مدى زيف ديمقراطيتها التي ترفع شعاراتها ليل نهار وحين جاء الدور عليها خلعت ثوب الديمقراطية الزائفة، وعملت بمبدأ “الحياد في حضرة الوطن خيانة” وهو المبدأ الذي يسير عليه كل من قاوموا ويقاومون الهيمنة الأمريكية في كل العالم وتحديداً في منطقتنا العربية.