لملس يغادر عدن بشكل مفاجئ وسط مؤشرات على تصاعد التوتر بين الرياض وأبوظبي
تقرير خاص – المساء برس|
غادر محافظ عدن احمد لملس صباح اليوم الجمعة متجهاً إلى دولة الإمارات ومعه حسب ما نقل ناشطون جنوبيون موالون للإمارات عدد من مساعديه في سلطة عدن.
وقالت مصادر في مطار عدن إن لملس غادر المدينة بشكل مفاجئ على متن طائرة اليمنية التي اتجهت إلى مدينة دبي في الإمارات.
ولم يعرف حتى اللحظة ما إذا كانت مغادرة لملس لعدن تأتي في سياق الصراع المتصاعد مجدداً بين الإمارات والسعودية أم في سياق التوترات بين الانتقالي وقوات هادي بعد رفض الأول السماح للأخير بدخول مدينة عدن لحماية قصر معاشيق مقر إقامة حكومة المحاصصة والذي يأتي في سياق الشق العسكري والأمن من اتفاق الرياض الذي يرفض الانتقالي تنفيذه حتى اليوم.
ويتخوف الانتقالي من انفراط عقد السيطرة على عدن بعد السماح لقوات هادي المحسوبة على الإصلاح فيما يعرف باللواء الأول حماية رئاسية من دخول عدن والسيطرة على قصر معاشيق ومحيطه بغرض حماية الحكومة الجديدة بموجب ما نص عليه اتفاق الرياض في شقه العسكري والأمني.
واتهم ناشطون من حزب الإصلاح، محافظ عدن لملس بأن عودته إلى عدن بعد زيارة الإمارات سيحمل معه توجيهات أبوظبي وخطتها للمرحلة المقبلة، مشيرين إن أبوظبي لم تسمح بتطبيق اتفاق الرياض وأنها بصدد دفع الانتقالي للتصعيد ضد الحكومة بهدف الوصول إلى إفشال الاتفاق برمته.
وتأتي مغادرة لملس لعدن مشابهة لمغادرة أمين عام الجمعية العمومية للانتقالي ورئيس سلطة الإدارة الذاتية احمد بن بريك الذي غادر عدن أواخر اكتوبر الماضي إلى جمهورية مصر على اعتبار أنه سيقضي فترة نقاهة بسيطة وسيعود إلى عدن غير أن الرجل لم يعد حتى اليوم، الأمر الذي يراه مراقبون بأنه قد ينطبق على المحافظ لملس والذي لم يتمكن من تنفيذ أي مهام من تلك التي وعد بها فور وصوله عدن بعد أكثر من شهر من تعيينه في يوليو الماضي.
وكان لملس قد كشف في مقابلة تلفزيونية على قناة حضرموت التي يمولها حزب الإصلاح، إنه لم يتلقَ أي دعم مالي سواء من حكومة هادي والرئاسة في الرياض أو من التحالف السعودي الإماراتي منذ أن وصل إلى عدن وحتى اليوم، كاشفاً أيضاً أن جميع المحافظات الجنوبية والتي يسيطر عليها التحالف السعودي الإماراتي لا تقوم بتوريد أي مبالغ من إيراداتها إلى البنك المركزي في عدن.
واتهم ناشطون التحالف السعودي بأنه يتعمد إزاحة الشخصيات السياسية والمسؤولة في حكومة هادي عن المشهد بعد أن بدا الرجل جاداً في تحركاته وحريص على تنفيذ الوعود التي قطعها لأبناء عدن بإعادة الخدمات بالكامل كالماء والكهرباء وتوفير المشتقات النفطية واستتباب الأمن وتسديد الرواتب للعسكريين والمدنيين، وهو ما لم يتم تنفيذه بسبب الخلافات التي طرأت على المشهد السياسي في عدن بعد عودة الحكومة إلى المدينة بعد حلفها اليمين الدستورية أمام هادي في الرياض ومن ذلك استمرار حالة الانفلات الأمني في عدن ومنها التفجيرات التي تشهدها المدينة بشكل يومي منذ عودتها في 30 ديسمبر الماضي، وتقف خلفها جهات مجهولة وسط مؤشرات على وقوف السعودية وراء تلك التفجيرات بهدف إظهار المجلس الانتقالي بصورة الفاشل والعاجز عن تحقيق الأمن وغير القادر على حماية الحكومة الأمر الذي ستستغله الرياض لإجبار الانتقالي على تسليم عدن قوات لهادي، الأمر الذي يعني تسليم عدن للإصلاح تحت غطاء “قوات هادي” وهو ما لن تقبل به أبوظبي على الإطلاق وتوجه حليفها في عدن الانتقالي لرفضه أيضاً.
وعلى الرغم من كل ما قيل بشأن مغادرة لملس لعدن بشكل مفاجئ، إلا أن مراقبون يرون أن أقرب المؤشرات المفسرة لمغادرة لملس عدن بهذه الطريقة هي وجود خلافات كبيرة جداً بين الرياض وأبوظبي، خصوصاً بعد عجز الرياض أمام حليفتها أبوظبي بشأن إدخال قوات هادي إلى مدينة عدن لحماية قصر معاشيق، وكذا فشلها في اتمام اتفاق الرياض فيما يتعلق بتنفيذ شقه العسكري والأمني وهو الفشل الذي تراه الرياض بأن أبوظبي هي من تقف خلفه وخلف رفض الانتقالي تنفيذ هذا الجزء من الاتفاق.