بين دعوات “الحرب” و”السلام” الفرق بين موقفي الإصلاح وأنصار الله بشأن المصالحة الخليجية
المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
يبدو أن ثقافة الحرب والعنف والقتل لا تزال معشعشة في عقول صانعي القرار السياسي في حزب الإصلاح “إخوان اليمن”، وهذا ما يحكيه بيان الحزب الأخير الذي جاء على لسان مصدر مسؤول بالحزب تعليقاً على خبر المصالحة السعودية القطرية التي فرضت فرضاً من قبل الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب.
الحزب في تصريح للمصدر المسؤول في الأمانة العامة للإصلاح عبر عن مباركته لخطوة المصالحة بين قطر والسعودية، وهو أمر جيد وفق المراقبين، لكن الجانب المظلم في هذا التصريح والموقف هو الجزء الآخر منه إذ اعتبر الحزب أن هذه الخطوة مهمة وضرورية “من أجل عودة اللحمة الخليجية لمواجهة التحديات الراهنة وفي مقدمتها المشروع الإيراني”.
كما أمل الحزب أن تنعكس المصالحة الخليجية على دعم ما تسمى “الشرعية”، وذلك “لإنهاء التمرد وإقامة الدولة الاتحادية وأن تتحقق أهداف التحالف الكبيرة في اليمن بقيادة السعودية وعودة اليمن إلى سلطة الدولة وإلى الحاضنة العربية وبذل جهود موحدة لتسريع دحر الانقلاب” حسب التصريح.
ليس الإصلاح وحده من يسعى لاستغلال المصالحة في الخليج للدفع نحو استمرار القتل والحرب في اليمن بل تصطف مع الحزب قيادة دولة هادي المنفية في الرياض، فنائب الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، الجنرال علي محسن الأحمر، غرد على حسابه بتويتر قائلاً “نتطلع بثقة في أن تنعكس نتائج القمة بشكل إيجابي على اليمن بهزيمة الانقلاب واستعادة الدولة”، مضيفاً أيضاً “وحدة البيت الخليجي وإعادة لحمته، ضمان لأمن ووحدة المنطقة بأسرها، وصدٌ منيع أمام المخططات التي تُحاك ضدها وفي مقدمتها مهددات مشروع إيران التخريبي”.
رئيس حكومة المحاصصة، أو ما بات يطلق عليها بـ”حكومة السفير السعودي” معين عبدالملك علق في تصريح له على المصالحة السعودية القطرية بأن لديه ثقة في “أن تنعكس المصالحة إيجاباً على الأوضاع في اليمن ودعمها سياسياً واقتصادياً وعلى مهمة إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة وتحقيق السلام”.
دعوات وتصريحات حسب مراقبين، تحرض جميعها على القتل والدمار واستمرار الحرب من قبل التحالف السعودي الإماراتي ضد الشعب اليمني الذي يتحدث الإصلاح باسمه في بيانه الأخير الذي جاء على لسان المصدر المسؤول بالأمانة العامة للحزب، وهي تصريحات ومواقف تعكس – حسب المراقبين – حقيقة من هم تجار الحروب والمستفيدون من استمرار الحرب والحصار ضد اليمن، فالإصلاح وبعد أن نقل معظم استثماراته إلى الخارج خلال السنوات الست الماضية وبعد أن ضاعف ثروته وإمبراطوريته المالية ثلاثة أضعاف خلال هذه السنوات ووظفها باستثمارات في تركيا ومصر ودول أخرى بعضها أوروبية لا يرى في استمرار الحرب إلا وسيلة أساسية للكسب وجني الملايين من الدولارات من دون أن يكتوي بنيران الحرب والحصار.
على العكس من ذلك جاءت تعليقات وتصريحات قيادات في حركة أنصار الله وسلطة صنعاء متفائلة ومبدية أملها في أن تقود المصالحة إلى أن يعم السلام في المنطقة بأكملها وأن تتوقف الحرب في اليمن ويرفع الحصار على البلاد.
فالقيادي البارز في الحركة وعضو المجلس الرئاسي محمد علي الحوثي أبدى تفاؤله وأمله في أن تكون المصالحة بين السعودية وقطر “بداية لإنهاء الحروب والتوترات في المنطقة وعودة الحكمة العربية بتعزيز التآخي وإيقاف العدوان على اليمن وفك الحصار عنه”.
كما علق متحدث أنصار الله ورئيس وفد صنعاء المفاوض، محمد عبدالسلام بتوجيه رسالة إيجابية للتحالف السعودي الإماراتي، قائلاً إن ما يحصل على صعيد الخليج يؤكد أن سياسة الحصار والحرب والعدوان وصلت إلى حائط مسدود وأن الاحترام المتبادل هو أسلم وأقصر الطرق لتحقيق الأمن والاستقرار”، في إشارة إلى الطريق الأسلم والأنجع للرياض الذي يجب أن تسلكه مع اليمن إذا أرادتا الأمن والاستقرار الحقيقي في المنطقة.