تحركات إخوانية في ثلاث محافظات جنوبية لسحب البساط من تحت الانتقالي
خاص – المساء برس|
بدأ حزب الإصلاح الإخواني، الاثنين، بتحركات عسكرية في ثلاث محافظات جنوبية، في إطار مساعيه لسحب البساط من تحت المجلس الانتقالي الجنوبي.
وتمكنت قوات الإصلاح، اليوم الاثنين، من السيطرة على مواقع استراتيجية مطلة على محافظة عدن على طول المرتفعات الجبلية في محافظة لحج.
وقالت مصادر محلية في لحج، إن قوات اللواء الرابع مشاة جبلي، التابع للإصلاح، نشرت أسلحة متوسطة ومدافع ثقيلة في كهوف ممتدة على طول المرتفعات الجبلية الرابطة بين مديرات طور الباحة، مقر اللواء، مرورًا بالمضاربة والمقاطرة، وهي مواقع استراتيجية مطلة تشرف على مدينة مدينة عدن وتسيطر عليها ناريًا، فضلًا عن إطلالتها على قاعدة الجند الجوية، أهم قاعدة عسكرية في اليمن، في خطوة تدق ناقوس الخطر على فصائل الانتقالي الموالية للإمارات في عدن معقلها الرئيسي.
وحاول اللواء تبرير تحركاته بالقول إنها في إطار ملاحقة من اعتبرهم “قطاع طرق وعصابات”، لافتًا إلى تحريره عدد من الرهائن في المنطقة.
وتأتي هذه التحركات العسكرية الإخوانية للسيطرة على هذه المواقع الاستراتيجية المطلة على قاعدة الجند ومحافظة عدن، بعد الهجوم الذي استهدف مطار عدن لحظة وصول الحكومة الجديدة نهاية الأسبوع الماضي، بقذائف هاون من مواقع في أطراف عدن الشمالية، وهو ما يضع مواقع فصائل المجلس الانتقالي، في محافظة عدن، عرضة للاستهداف في أي لحظة.
كما أن هذه التحركات العسكرية المتسارعة لقوات الإصلاح، تزامنت مع تحركات عسكرية مكثقة أخرى في محافظة أبين، بعد أن شهدت حالة من الهدوء لعدة أيام، من خلال دفع طرفي اتفاق الرياض بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى المدينة، عقب استهداف مقر اللجنة السعودية المكلفة بتثبيت وقف إطلاق النار في وقت متأخر من مساء الأحد، فضلًا عن هجوم ثان استهدف مقر اللجنة السعودية اليوم، بعد 12 ساعة من الهجوم الأول، الأمر الذي دفع اللجنة السعودية للمغادرة إلى عدن قبل تقريرها العودة إلى المدينة مع تصاعد التوتر بين طرفي اتفاق الرياض ودفعهما لتعزيزات عسكرية إلى خطوط التماس، ما ينبئ بأن الوضع آيل إلى الانفجار مجددًا.
وفي السياق ذاته، بدأ حزب الإصلاح أيضًا بتحركات ناعمة في محافظة عدن، بالتزامن مع بدء الحكومة الجديدة مباشرة أعمالها، من خلال تنظيم أنصاره لوقفة احتجاجية للمطالبة بإطلاق سراح مساجين تم اعتقالهم من قبل الانتقالي منذ سنوات، في مؤشر على نية الحزب الإسلامي العودة مجددًا إلى الصدارة في عدن، مستغلًا عودة الحكومة إليها واتكائه عليها بعد أن كانت كل تحركاته في عدن بعيدة عن الانظار بسبب قمع قوات الانتقالي لأي تحرك لأتباعه في المدينة.
وتشير هذه التحركات الإخوانية، إلى نية الإصلاح المدعوم قطريًا وتركيًا، تضييق الخناق على الانتقالي تمهيدًا للانقضاض عليه في معقله الرئيسي في محافظة عدن، مستغلًا التطورات الأخيرة في المشهد السياسي.