قراءة تحليلية لخطاب زعيم أنصار الله وما حمله من رسائل ترسم خطوط المرحلة المقبلة
خاص – المساء برس|
قال زعيم حركة أنصار الله عبدالملك الحوثي إن الولايات المتحدة لا ترى في عملائها في المنطقة بأنهم جديرون بأن يكونون وكلاء لها، وأنها تعتبرهم فقط بقرة حلوب وأن بعض عملائها لا تعتبرهم حتى بقرة حلوب بل “أشباه أحذية” حسب وصفه.
وقال الحوثي في كلمة متلفزة بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد وهي مناسبة سنوية تقيمها حركة أنصار الله سنوياً على مدى شهر كامل تكرم فيها شهداءها وتكرم أسرهم وترعاهم وتقدم لهم الدعم والإسناد والمعونات المالية الشهرية إضافة إلى تمكينهم من مشاريع اقتصادية لإعالة أبنائهم وأبناء شهدائهم، قال إن تحرك قطار التطبيع علناً كشف علاقة بعض الأنظمة بالعدو الإسرائيلي لتمكينه من قيادة المنطقة بكونه وكيلاً لأمريكا.
ووصف الحوثي المعركة في المنطقة بأنها بقيادة أمريكا وإسرائيل وأن بعض الكيانات في المنطقة العربية إنما انضمت فقط إلى واشنطن وتل أبيب، مضيفاً إن تطبيع بعض الأنظمة مع الكيان الإسرائيلي إنما سيعزز سلطة إسرائيل على الدول المطبعة وأما الشعوب المقاومة فلديها القدرة على مواجهة إسرائيل الهادفة للسيطرة عليها.
وعلق الحوثي على حرف مسار الصراع العربي الإسرائيلي الذي تتبناه السعودية والإمارات، قائلاً إن “كل محاولات تحويل بوصلة العداء إلى الداخل الإسلامي عبر توجيهها إلى إيران ودول محور المقاومة هي لإبعاد الأمة عن التصدي لأعدائها الحقيقيين”، في إشارة واضحة على أن اليمن جزء لا يتجزأ من معركة العداء ضد العدو الإسرائيلي خاصة وأن الأخير بدأ مؤخراً بالتغلغل العسكري في جنوب الجزيرة العربية والبحرين الأحمر والعربي وبدأ عبر علاقاته بالإمارات بالإعداد لتواجد عسكري في الجغرافيا اليمنية منها ما تم تسريبه من وسائل إعلام إسرائيلية باعتزام الأخيرة إنشاء قاعدة استخبارية عسكرية في جزيرة سقطرى.
وقدم الحوثي عرضاً مبسطاً للطريقة التي تم بها تحويل مسار الصراع في المنطقة، حيث أكد على أن أول من تحدث عن ما يسمى “الخطر الإيراني” هم الأمريكيون والصهاينة، لافتاً أن هذا الحديث كان قبل أن يتردد بشكل دائم عند النظامين السعودي والإماراتي.
وأضاف الحوثي أن واشنطن وتل أبيب أشعلتا نيران الفتنة الطائفية في أوساط الأمة بهدف تحريك التكفيريين داخلها، رابطاً الحرب على اليمن بأنها جزء مما حدث في المنطقة العربية برمتها وأن واشنطن تشرف على هذه الحرب ويتعاون معها في ذلك الكيان الإسرائلي.
واعتبر الحوثي إن مؤامرات السعودية ضد من وصفهم الحوثي بـ”أحرار الأمة” في إشارة إلى دول محور المقاومة ضد الكيان الصهيوني، اعتبرها الحوثي بأن السعودية في هذه المعركة تتبنى العمل والتنفيذ بدلاً عن الأمريكيين والإسرائيليين.
وفي تمهيد لتحالف استراتيجي تشترك فيه اليمن ضد إسرائيل ومشروعها التفكيكي في المنطقة، قال زعيم أنصار الله أن المعركة اليوم هي معركة الأمة في مواجهة خطر يستهدفها تقوده أمريكا وإسرائيل والأنظمة العميلة داخل الأمة الإسلامية، في إشارة إلى الإمارات والسعودية ودويلة البحرين ونظام السودان الجديد والمغرب، لافتاً إلى أن الأمتين العربية والإسلامية معنية بتعزيز الجهود وترسيخ مستوى التعاون فيما بينها لمواجهة الهجمة الإسرائيلية على المنطقة، وهو ما يبدو مؤشر على أن اليمن ستكون جزءاً من أي معركة ضد إسرائيل في حال أقدمت الأخيرة على استفزازات أو اعتداءات تطال أياً من البلدان المناهضة والمعادية للكيان الصهيوني وعلى رأسها اليمن والعراق وسوريا ولبنان وإيران.
ونبه الحوثي إلى أن تعدد البلدان المستهدفة من قبل إسرائيل لا يعني أن تكون المعركة مجزأة لافتاً إن الانتماء الإسلامي يشرف الجميع وان الاستهداف أيضاً يشمل الجميع، كما أكد على أن “عملاء أمريكا وإسرائيل يسعون لحصار كل شعب بمفرده، ثم يتحركون بمؤامراتهم بشكل جماعي لاستهداف أبناء الأمة الإسلامية وأن استهداف الأمة هو استهداف واحد وبمقابل ذلك يجب أن يكون جميع المستهدفون في خندق واحد وعليهم ألا يقبلوا بتجزئة المعركة”.
ويأتي الموقف الأخير المعلن من قبل حركة أنصار الله في اليمن في الوقت الذي تمهد فيه إسرائيل لتحقيق مكاسب عسكرية على الأراضي والمياه اليمنية نظراً لأهمية اليمن من الناحية الجيوسياسية.