هذه هي الحقيقة.. السعودية تثبت أنها أخضعت الجنوب وأركعت أبناءه بتجويعهم
خاص – المساء برس|
أثبتت المملكة السعودية أنها تستخدم سلاح التجويع لإخضاع وإذلال وتركيع ليس خصومها بل من يفترض أنهم حلفاءها وأدواتها المحلية.
فما حدث لسعر الصرف والعملة المحلية في المناطق الجنوبية والشرقية الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي الإماراتي بين عشية وضحاها يكشف بجلاء حقيقة استخدام الرياض سلاح التجويع لتركيع من تريد.
يشرح مراقبون كيف أن سعر الصرف للعملة المحلية مقارنة بالعملات الأجنبية تغير بشكل كبير جداً بين فترتين زمنيتين لم تفصل بينهما سوى ساعات قليلة، الفترة الأولى كانت قبل إعلان الحكومة الجديدة التي يرأسها في الحقيقة السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر والفترة الثانية بعد إعلان هذه الحكومة.
فسعر الصرف للدولار الواحد في عدن والمناطق الخاضعة لسيطرة التحالف جنوب وشرق اليمن كان يساوي 867 ريالاً لينخفض بشكل حاد بعد ساعات قليلة وبعد إعلان الحكومة إلى 760 ريالاً للدولار الواحد، الأمر الذي يعني أن الرياض تعمدت الدفع نحو انهيار العملة المحلية المطبوعة بدون غطاء نقدي من العملة الصعبة، إذ يرى مراقبون إن هذا العمل كان يراد منه أحد الأمرين، إما تشتيت انتباه الرأي العام لتمرير اتفاق الرياض، أو ضغوطاً اقتصادية لكل من الانتقالي وهادي والإصلاح من جهة والشارع الجنوبي من جهة ثانية والذي خرج بمظاهرات في معدن جنوبية عدة بعد أن وصل سعر الرغيف الخبز إلى 50 ريالاً، بهدف التهيئة لإعلان الحكومة الجديدة التي يعرف التحالف جيداً أنها لن تكون مقبولة شعبياً ولا سياسياً بدليل رفض مكونات جنوبية عريقة وبارزة كالحراك الجنوبي ولجنة الاعتصام السلمي في المهرة، لهذه الحكومة المسلوبة القرار والإرادة والسيادة على المناطق التي ستعمل فيها وفق ما يراه معظم قيادات وسياسيي بقية المكونات الجنوبية.
حكومة كهذه، يرى مراقبون أن على أبناء المناطق الجنوبية الخاضعة لسيطرة التحالف عدم الركون إليها أو أن ينتظروا منها أن تأتيهم بحلول لانتشالهم من الوضع المزري اقتصادياً وأمنياً وخدمياً الذي يعيشون فيه منذ سنوات، إذ لا يزال للرياض وأبوظبي قائمة طويلة من الأهداف والمطامع التي ستعمل منذ الآن على تنفيذها مستخدمة قفازها الجديد الذي صنعته بالحكومة الأخيرة التي اختار فيها السفير السعودي 6 من وزرائها وجميعهم وزراء الحقائب السيادية والهامة بالإضافة إلى رئيسها معين الذي يصفه تهكماً ناشطون يمنيون معظمهم من الموالين لهادي بـ”حرم السفير”.