ما وراء اللقاء الذي تم بين السفير الصيني وأبرز خصوم الإمارات بحكومة هادي
متابعات – المساء برس|
سرعان ما استغلت الصين تصريحات السفير الإماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة بشأن انسحاب قوات بلاده من اليمن، الأمر الذي دفع ببكين إلى إعادة فتح خطوط الاتصال والتباحث بشأن حصول الصين على موطئ قدم لها جنوب اليمن.
في الرابع من ديسمبر الجاري قالت السفارة الإماراتية في الولايات المتحدة الأمريكية أنها أنهت تدخلها العسكري في اليمن، وأضافت أن بلادها حريصة على انتهاء الحرب ودعم المبادرات لإعادة بدء العملية السياسية.
السفارة الإماراتية قالت في تغريداتها قالت إن تدخلها في اليمن أدى إلى “تحرير أجزاء كبيرة من البلاد من سيطرة الحوثيين، وعملت مع الولايات المتحدة على تقليص تهديد القاعدة في شبه الجزيرة العربية في الشرق”.
تصريحات السفارة الإماراتية وإن جاءت كرد على دعوات مشرعين أمريكيين لوقف مبيعات أسلحة للإمارات من بينها صفقة طائرات F35 إلا أن مراقبون يربطونها بالتطورات الأخيرة التي شهدتها المناطق الشرقية لليمن قبل يومين من تلك التصريحات، وعلى رأسها الحديث البريطاني عن هجوم استهدف سفينة تابعة لها قبالة سواحل المهرة شرق البلاد على البحر العربي، وبعد يومين أيضاً من زيارة السفير الأمريكي إلى اليمن كريستوفر هنزل إلى المهرة بشكل مفاجئ، ليليها بعد ذلك إعلان من البنتاغون الأمريكي – وزارة الدفاع – أنها بصدد سحب قواتها من الصومال ونقلها إلى دولة أخرى مجاورة خارج شرق أفريقيا لمواجهة التهديدات الإرهابية، في إشارة واضحة إلى اليمن وتحديداً الجزء الشرقي منها.
بدورها الصين سارعت إلى استغلال تصريحات السفير الإماراتي بواشنطن التي نشرتها السفارة، على حسابها في تويتر، حيث دفعت بسفيرها لدى اليمن كانغ يونغ للقاء بمستشار هادي، احمد عبيد بن دغر، والذي يمثل تيار حكومة هادي المناهض للإمارات التي تعتبرها بكين أداة بيد خصمها اللدود الولايات المتحدة الأمريكية، والسبب في ذلك هو أن واشنطن تتخذ أبوظبي أداة لمنع وصول الصين إلى منطقة جنوب الجزيرة العربية وتمرير طريق الحرير الجديد الذي يربط الشرق بالغرب والذي تأتي الحرب على اليمن من أبرز الوسائل الأمريكية التي تم استخدامها لإعاقة المشروع الصيني.
بن دغر قال على حسابه بتويتر إن لقاءه بالسفير الصيني حمل بشارات بدعم صيني غير مسبوق لـ”الشرعية”، الأمر الذي يشير إلى أن الصين قد تكون طرحت على حكومة هادي مشروع استثمار في أحد موانئ اليمن الجنوبية.
ومن وجهة نظر مراقبين فإن الصين تحاول استغلال أي فرصة لإيجاد موطئ قدم لها جنوب اليمن، غير أن هذا الطموح الصيني يفضل استغلال موقع اليمن على الخارطة العالمية بما لا ينتهك السيادة اليمنية على أراضي الجمهورية ومياهها على عكس المساعي الأمريكية الهادفة إلى بسط سيطرتها بالقوة سواء العسكرية أو السياسية عبر إنشاء حكومة تابعة لها على غرار طبيعة العلاقة بين النظام السعودي وواشنطن.
رغم ذلك يرى مراقبون إن التحركات العسكرية الأمريكية الأخيرة جنوب شرق اليمن وعلى المياه اليمنية بالساحل الشرقي وخليج عدن لها علاقة بلقاء السفير الصيني ببن دغر قبل يومين، الأمر الذي يشير إلى أن التحركات الدولية في المنطقة الشرقية لليمن أكبر من أن تكون بدوافع سياسية واقتصادية بقدر ما هي سباق على النفوذ.
بينما ترى مصادر اقتصادية بأن البحث عن أسباب اللقاء بين السفير الصيني وبن دغر يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الأنباء المسربة بشأن توقيع حكومة هادي عبر قيادات حزب الإصلاح المشاركة في السلطة عقوداً مع الصين لتشغيل ميناء بلحاف، حتى وإن كانت تلك الأنباء غير مؤكدة بالنظر إلى تزامنها مع احتدام الصراع بين الإصلاح والإمارات على منشأة بلحاف في أكتوبر الماضي، إلا أن وضعها في الاعتبار يقود إلى احتمال أن تكون سلطة هادي المناهضة للإمارات ونكاية بها قد تتجه نحو ارتكاب كارثة بحق السيادة اليمنية على الموانئ والجزر، إذ لا يُستبعد أن تكون حكومة هادي قد اتفقت على تأجير أحد الموانئ للصين.
المصدر: تقرير نشره موقع “الجنوب اليوم”