بعد أحداث ديسمبر 2017.. لماذا منح التحالف الساحل الغربي لطارق صالح وما مهمته؟

خاص – المساء برس|

كشف باحثون في مجال التاريخ والجيوبولتيك أن وضع التحالف لطارق صالح في منطقة الساحل الغربي بعد أحداث ديسمبر 2017 التي أدت لمقتل علي عبدالله صالح وهروب التيار الذي كان يوالي التحالف داخل صنعاء سراً للتمركز في الشريط الساحلي الجنوبي الغربي لليمن، يعود إلى ما قبل 100 عام من اليوم.

حيث تكشف الوثائق البريطانية الرسمية الصادرة من المستعمرات البريطانية جنوب اليمن في القرنين الماضيين أن بريطانيا كانت تركز بشكل رئيسي في سيطرتها على منطقة جنوب الجزيرة العربية على منطقة عدن أولاً وتأتي بعدها مباشرة منطقة الساحل الغربي والجنوبي لليمن بشكل كامل، ولهذا يؤكد الباحثون إنه تبين من خلال الأحداث التي شهدتها اليمن في ديسمبر 2017 كان لها ارتباط مباشر بالأطماع التاريخية لبريطانيا والتي لا تزال قائمة حالياً وأصبحت تمثلها بدرجة متساوية الأطماع الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة.

وأكد الباحثون إن بقاء طارق صالح في الساحل الغربي ليس نابعاً من رغبة إماراتية بل نابع من رغبة أمريكية وإسرائيلية تحديداً، مؤكدين أن البعض من اليمنيين قد لا يصدقون هذه الحقائق ولكن في يوم من الأيام سيتبين أن للجميع أن إسرائيل تقف بشكل مباشر خلف ما يحدث في الساحل الغربي والجنوبي لليمن.

وأكد الباحثون إن القوى الكبرى عالمياً وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا والقوى الموالية لها على مستوى الإقليم على رأسها إسرائيل ترى في اليمن أنها من المناطق الحاكمة على مستوى العالم، وهذا ما تؤكده الحقائق التاريخية وما تثبته المعلومات الخاصة بعلم الجغرافيا السياسية، فاليمن مهيمن على مناطق استراتيجية تمثل أهمية قصوى عالمياً وهي المحيط الهندي من خلال جزيرة سقطرى وخليج عدن وبحر العرب ومضيق باب المندب والبحر الأحمر خصوصاً واليمن يمتلك مجموعة هائلة من الجزر المتحكمة بخطوط الملاحة الدولية ما يجعلها – اي اليمن – من الدول ذات الأهمية الاستراتيجية على مستوى العالم.

ومن وجهة نظر الباحثين فإن تعمد التحالف إبقاء طارق صالح في منطقة جنوب الساحل الغربي لليمن يأتي في سياق المخطط البريطاني الذي جرى محاولة تنفيذه في اليمن في القرن الماضي والذي يبدو أن الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا يحاولون إعادة تنفيذه اليوم من خلال السعودية والإمارات وتدخلهما العسكري في اليمن، الأمر الذي يعني أن تواجد طارق صالح في الساحل الغربي هو بمثابة الحراسة المؤقتة إلى أن يأتي الوقت المناسب لتقرير مصير هذا الجزء من اليمن وفق الأهداف والأطماع المرسومة من قبل 100 عام.

في هذا السياق أيضاً استذكر مراقبون أسباب إصرار طارق صالح على نشر الموالين له من المقاتلين بالقرب من باب المندب وعلى امتداد الشريط الساحلي وصولاً إلى المخا وحتى جنوب الحديدة، وذلك قبل أحداث ديسمبر 2017 ورغم ذلك سرعان ما سقطت هذه المناطق بيد قوات التحالف دون أي مقاومة وهو ما يؤكد أن الرجل كان يعمل مع التحالف السعودي الإماراتي منذ ما قبل الخلافات بين صالح وأنصار الله في 2017، وبمجرد خروج طارق من صنعاء بعد أحداث ديسمبر أعادت الإمارات طارق صالح إلى الساحل الغربي مجدداً.

قد يعجبك ايضا