الجزر اليمنية من منظور التحالف السعودي الإماراتي ووجه الشبه مع منظور بريطانيا إبان الاستعمار

المساء برس| تقرير: يحيى محمد|

يكفي لمن لا يزالون في صفوف التحالف السعودي الإماراتي من اليمنيين المتواجدين خارج اليمن أو حتى من المتواجدين في مناطق سيطرة التحالف جنوب اليمن، أن يطلعوا فقط على الاستراتيجية التي تعاملت بها بريطانيا أثناء استعمارها جنوب اليمن في القرنين الماضيين مع الجزر اليمنية، ومقارنة ذلك باستراتيجية التحالف السعودي الإماراتي في التعامل مع ذات الجزر.

ويرى الباحثون أن بريطانيا كانت تنظر للجزر اليمنية من منظورين مختلفين الأول المنظور الذي يجب التعامل به مع هذه الجزر في حالة قيام حرب بين بريطانيا واليمن أو بين بريطانيا وأي قوة إقليمية أو عالمية أخرى، والمنظور الآخر هو منظور الجزر اليمنية بالنسبة لبريطانيا في حالة السلم.

وتقوم الاستراتيجية البريطانية بالنسبة للجزر اليمنية في حالة وجود حرب مع بريطانيا أنه لا بد من احتلال كلاً من “جزيرة سقطرى، وجزيرة كمران، وجزيرة حنيش، وجزيرة زقر، وجزيرة ميون أو بريم”، ويدلل الباحثون في حديثهم على ما قامت به بريطانيا في الحرب العالمية الأولى حين سارعت إلى احتلال جزيرة كمران وجزيرة حنيش بشكل غير مباشر وجزيرة زقر وجزيرة ميون.

أما في حالة السلم فإن الاستراتيجية البريطانية تجاه الجزر اليمنية تقوم على فرض الهيمنة على هذه الجزر مع عدم التواجد العسكري فيها باستثناء جزيرة ميون المتحكمة بمضيق باب المندب التي يرى البريطانيون ضرورة أن تكون خاضعة لسيطرتهم حتى بشكل عسكري غير معلن، كما أن من استراتيجية بريطانيا في حالة السلم تقوم على الهيمنة على جزر فرسان المقابلة لساحل جيزان وأن الحاكم في جيزان لا بد أن يكون من الموالين لبريطانيا.

ويضيف الباحثون إن بريطانيا حين احتلت جزيرة كمران لم تخرج منها إلا عند خروجها من جنوب اليمن في 1967م، وكي تحدث بريطانيا شرخاً بين نظامي الحكم في اليمن الشمالي والجنوبي قامت بريطانيا بتسليم كمران للجنوب على الرغم من أنها جزيرة تتبع اليمن الشمالي وكان الهدف من ذلك إحداث صراع مستمر بين اليمنين الشمالي والجنوبي ويكون هذا الخلاف والصراع ذريعة لتدخل عسكري بريطانيا فيما بعد في حال اقتضت الحاجة لذلك.

ومن حديث الباحثين يتبين أن الاستراتيجية السعودية والإماراتية في اليمن تجاه الجزر اليمنية تحديداً تقوم على ما تقوم عليه الاسترايتيجة البريطانية، وهو ما يجعلنا نقف اليوم أمام مخطط تنفذه بريطانيا من جديد في اليمن ولكن بأدوات إقليمية محيطة باليمن وهي السعودية والإمارات حيث نجد أن الإمارات سرعان ما اتجهت للسيطرة العسكرية على جزيرة زقر وجزيرة ميون باب المندب وجزيرة سقطرى.

من هنا يرى سياسيون جنوبيون أن على أبناء المناطق الجنوبية أن يتنبهوا لطبيعة المخطط الذي يحاك ضد اليمن عموماً والجنوب تحديداً من تقسيم وتفتيت واحتلال أو إخضاع للوصاية وأن كل قطرة دم يقدمونها للقتال مع التحالف السعودي الإماراتي إنما يصب في سياق استلاب الأجنبي لجزرهم التي تمثل لهم أكبر أهمية جغرافية ليس على مستوى المنطقة والإقليم وحسب بل على المستوى العالمي أيضاً.

قد يعجبك ايضا