السعودية تمنح هادي مهلة وجيزة لإعلان تشكيل الحكومة تحت أي ظرف والإصلاح يستغلها عسكرياً
أبين – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
كشفت مصادر خاصة لـ”المساء برس” عن تفاصيل اللقاء الذي تم بين الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي الخاضع في العاصمة السعودية الرياض للإقامة شبه الإجبارية ونائب وزير الدفاع السعودي وشقيق ولي العهد محمد بن سلمان، الأمير خالد بن سلمان الخميس الماضي.
وقالت المصادر إن خالد بن سلمان أبلغ هادي أثناء اللقاء بأن أمامه أيام وجيزة فقط لتشكيل وإعلان الحكومة المناصفة بموجب اتفاق الرياض والتي يشترك فيها الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات ويستبعد فيها الإصلاح باستثناء بعض الحقائب الممنوحة له من غير الحقائب المهمة وذات التأثير.
المصادر أكدت أن بن سلمان أبلغ هادي أن عليه الإعلان عن تشكيل الحكومة تحت أي ظرف سواء انسحب الانتقالي من عدن أم لا، وكشفت أن بن سلمان أجبر هادي على تأجيل تنفيذ الشق العسكري والأمني من اتفاق الرياض من قبل الانتقالي الجنوبي والذي كان هادي يتخذه شرطاً أساسياً لتنفيذه قبل إعلان الحكومة وإشراك الانتقالي فيها.
كما أكدت المصادر أن بن سلمان التزم لهادي بأن تتولى القوات السعودية في عدن حماية حكومة اتفاق الرياض التي سيتم إعلانها في قصر معاشيق بعد عودتها إلى عدن في حال لم يلتزم الاننقالي بتنفيذ التزامه بشأن الشق العسكري والأمني، مشيرة إن بن سلمان قال لهادي إن القوات السعودية ستحمي الحكومة في قصر معاشيق حتى ينفذ الانتقالي الانسحاب من عدن.
على وقع هذه المعلومات التي حصل عليها “المساء برس” يبدو أن الهجوم الذي شنته قوات الإصلاح في أبين والتي تقاتل باسم قوات هادي ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، جاء بتوجيهات من قيادة سلطة هادي والإصلاح بهدف تحقيق أي تقدم عسكري ضد الانتقالي قبيل الإعلان عن تشكيل الحكومة كفرصة أخيرة، ولهذا يصب الإصلاح كامل ثقله العسكري في أبين منذ يوم أمس الجمعة.
وكانت قوات الإصلاح قد استهدفت أمس بهجوم جوي باستخدام طائرة من دون طيار حصلت عليها من تركيا، تجمعاً لقوات الانتقالي الجنوبية في جبهة الشيخ سالم ما أدى لمقتل أبرز قيادات الانتقالي في أبين وهما قائد عمليات الدعم والإسناد عوض السعدي وقائد إحدى الكتائب باللواء الأول دعم وإسناد عبدالمجيد بن شجاع وإلى جانبهم عدد من المجندين.
وحسب آخر المعلومات الواردة فإن عدد القتلى في هجوم يوم أمس على قوات الانتقالي بلغ 16 قتيلاً وعدداً غير معروف من الجرحى.
وتفيد المعلومات اليوم أن الإصلاح يشن منذ عدة ساعات أعنف هجوم على قوات المجلس الانتقالي الجنوبي مستغلاً في ذلك أن تكون قوات الانتقالي قد أصيبت بالإحباط جراء الخسارة التي تعرضت لها أمس، بالإضافة إلى أن قوات الإصلاح مطالبة بتحقيق انتصار في أبين ضد الانتقالي بأي ثمن قبل أن يعلن هادي عن تشكيل الحكومة التي بات مجبراً على إعلانها تحت أي ظرف.
غير أن مصادر جنوبية تؤكد أن قوات الانتقالي الجنوبي تقاوم هجوم قوات الإصلاح وعملت خلال الساعات الماضية على تعزيز مقاتليها في جبهات القتال بأبين، الأمر الذي يجعل من إمكانية تحقيق قوات الإصلاح نصراً على الانتقالي أمراً بعيد المنال بالنظر إلى التعزيزات العسكرية التي وصلت للانتقالي والتي أرسلتها الإمارات والتي تمثلت بأسلحة نوعية ومتطورة منها صواريخ حرارية ومضادات للدروع، وهو ما يمكنه من القدرة على البقاء في مواقعه في أبين خلال الأيام القليلة القادمة التي تعتبر آخر مهلة أمام هادي لإعلان الحكومة.
في هذا السياق كشفت مصادر سياسية في عدن في تصريح لـ”المساء برس” مساء اليوم السبت أن الإمارات أرسلت ثلاثة من ضباطها إلى معسكر قصر معاشيق في التواهي بعدن، وذلك بعد اللقاء الذي تم بين هادي وبن سلمان.
وأضافت المصادر السياسية أن الثلاثة الضباط الإماراتيين استدعوا عدداً من القيادات العسكرية التابعة للانتقالي أبرزهم كمال الهمشلي القائم بأعمال وزير الدفاع وقائد ألوية الصاعقة، وأوسان العنشلي قائد لواء العاصفة والذي تنتشر قواته في عدن وجلال الربيعي قائد الحزام الأمني لعدن ووضاح عمر عبدالعزيز قائد الحزام الأمني للحج وفتحي العدني قائد لواء المهمات الخاصة ووضاح عمر الصبيحي قائد الحزام الأمني في الصبيحة بلحج، الأمر الذي عدته المصادر السياسية على علاقة بالتطورات التي شهدها الملف الجنوبي خلال اليومين الماضيين.