تركيا الإمارات والسعودية.. سباق محموم للسيطرة على موانئ اليمن
تقرير خاص – المساء برس|
احتدم الصراع بين تركيا والسعودية والإمارات على الاستحواذ على الموانئ اليمنية، بعد دخول تركيا في الخط مؤخرًا لإنشاء ميناء تجاري ونفطي في محافظة شبوة.
وأعلن محافظ شبوة، الإخواني، محمد صالح بن عديو، اليوم الأحد، توقيع اتفاقية مع شركة “مجهولة لإنشاء ميناء تجاري ونفطي في المحافظة.
وينص الاتفاق مع شركة “UZY” التي أفادت مصادر إعلامية أن تركيا تقف خلفها، على إعادة تأهيل وتطوير ميناء قناء التاريخي بمبلغ 100 مليون دولار.
يأتي ذلك بعد أيام من إعلان برنامج إعادة الإعمار السعودي، الذي يديره السفير السعودي محمد آل جابر والحاكم الفعلي لما تسمى “الشرعية”، توقيع اتفاقية مع وزارة النقل السعودية على تأهيل الموانئ البحرية والجوية والبرية.
كما أن هذه الخطوة تأتي في إطار مساعي السعودية للسيطرة على الموانئ البرية والجوية والبحرية، وسحب البساط من الإمارات التي تسيطر على معظم الموانئ البحرية والجوية الاستراتيجية ميناء عدن والمخا ومطار الريان.
وكان الصراع قد بلغ مداه بين القوات الإماراتية والسلطة المحلية الإخوانية الموالية لتركيا في شبوة، بعد محاصرة الاخيرة للأولى في ميناء بلحاف قبل أسابيع، واستحداث نقاط عسكرية جديدة حول المنشأة النفطية، مطالبة بخروجها منها وإخلائها، إلا أن القوات الإمارات استخدمت القوة والطيران الحربي للرد على هذه التهديدات، مؤكدة رفضها لكل المساعي لإخراجها.
وقبل الدخول التركي، كانت حرب المصالح بين السعودية والإمارات قد اتسعت مع اتساع دائرة مصالح البلدين في اليمن، وبدأ الصراع بينهما يتشكل حول حجم هذه المصالح، وتواصل السباق على الهيمنة على المصالح الهامة ليشمل السيطرة على مناطق يمنية نائية وبعيدة عن أي تواجد لسلطة صنعاء (التي اتخذوها ذريعة لشن الحرب على اليمن)، مثل جزيرة سقطرى ومحافظة المهرة.
وتقاطعت الإطماع الاقتصادية بين الرياض وأبو ظبي؛ فالأولى تسعى الى تحقيق هدفها الذي تصبو اليه منذ عقود بالحصول على منفذ بري لإنتاجها النفطي عبر الأراضي اليمنية الى المياه المفتوحة التي تبدأ في بحر العرب عبر محافظتي حضرموت و المهرة، في الوقت الذي تطمح فيه الإمارات للسيطرة على الموانئ البحرية اليمنية لقتل نشاطها التجاري وعدم السماح لها بتنشيط حركتها الملاحية، حتى لا تنافس وتؤثر على ميناء دبي الإقليمي، الذي تعد العصب التجاري للإمارات، فكان تركيزها على السيطرة على الموانئ اليمنية بدءًا بميناء عدن ومرورًا بميناء المكلاء فميناء المخا، فضلًا عن محاولاتها المستميتة للسيطرة على ميناء الحديدة.
ولدى تركيا طموح كبير في السيطرة على طريق الملاحة الدولية من خلال السيطرة على السواحل والموانئ اليمنية، بالإضافة إلى مضيق باب المندب الاستراتيجي، القريب من قاعدتها العسكرية التي افتتحتها في 30 سبتمبر/أيلول 2017، متكئة لتحقيق هذا الطموح على التسهيلات التي تقدمها لها حركة الإخوان المسلمين في اليمن، ممثلة بحزب الإصلاح، حيث أطلقت قيادات وناشطون في الحزب عدة دعوات لطرد التحالف العربي من اليمن واستبداله بالتدخل التركي، ما دفع الأتراك للتحرك نحو اليمن، وبدأت ملامح هذه التحركات من خلال الكشف عن تواجد خبراء عسكريين أتراك في الجنوب في مهام خاصة متمثلة بتدريب قوات الإصلاح، وبدأت في التوسع أكثر من خلال الاتفاقية الأخيرة التي أبرمها محافظ شبوة مع الشركة التركية لإعادة تأهيل وتطوير ميناء قناء التاريخي.
يذكر أن وزير النقل المستقيل من حكومة هادي، كان قد وقع اتفاقية مع الجانب التركي تقضي بتسليم الموانئ اليمنية للجانب التركي لتشغيلها، حسب تقارير إعلامية.