مفاوضات سرية برعاية أممية بين صنعاء والرياض.. ملف الحدود مقابل الشرعية والاعتراف
تقرير خاص – المساء برس|
حسب تسريبات خرجت من قيادات رفيعة بحكومة هادي من المتواجدين خارج اليمن ولكن بشكل غير رسمي، فإن صنعاء والرياض يقتربان من التوصل لاتفاق بشأن الحرب في اليمن ومصير حكومة المنفى.
حتى اللحظة لم تتضح معالم المفاوضات غير أن المؤكد هو أنها تتم برعاية أممية بقيادة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، ومن غير المعروف أيضاً ما إذا كانت المفاوضات السرية تتم بشكل مباشر أم عبر لقاءات منفصلة بين صنعاء والمبعوث ومن ثم بين المبعوث والرياض.
ووفقاً للتسريبات فإن الرياض طرحت موضوع الحدود لمناقشته مع صنعاء، وتضمن الطرح السعودي بشأن ملف الحدود الحصول على ضمانات بعدم التعرض للأراضي السعودية بالهجمات من قبل صنعاء من جهة، ومن جهة ثانية تحاول الرياض انتزاع اتفاقية مع صنعاء بشأن الحدود لما بعد الحرب تتضمن حسب التسريبات إبقاء المناطق داخل الأراضي اليمنية على مسافة 30 كيلو متر وعلى امتداد الشريط الحدودي بين اليمن والمملكة منزوعة السلاح.
كما تكشف التسريبات أن الرياض التزمت لصنعاء بأنها إذا وافقت على ملف الحدود فإنها – أي الرياض – ستتخلى عن “الشرعية” بشكل نهائي وستدفع نحو اعتراف دولي بسلطة صنعاء كحكومة رسمية معترف بها كممثل وحيد عن الجمهورية اليمنية.
التسريبات الأخيرة التي حصل عليها “المساء برس” تؤكد أن صنعاء طرحت ضمن شروطها بشأن وقف استهداف السعودية، انسحاب كامل لقوات الرياض من كامل الأراضي اليمنية بما في ذلك من الجنوب والمهرة وسقطرى وإبقاء اليمن دولة موحدة على كامل الجغرافيا المعترف بها دولياً.
وفيما يتعلق بموقف صنعاء من الملف الحدودي، أفادت مصادر مطلعة أن التصعيد العسكري لصنعاء الذي استجد مؤخراً من خلال الهجمات العنيفة على السعودية باستخدام سلاح الجو المسير تشير إلى أنها ترفض التفاوض على الملف الحدودي والقبول بالشروط السعودية.
بمقابل التصعيد العسكري لصنعاء نحو السعودية، ذهبت الأخيرة لتحريك ملف اتفاق الرياض، كتلويح منها بتهديد صنعاء بالدفع نحو جمع الفصائل الموالية للتحالف في مكون واحد، ظناً منها أن ذلك سيشكل تهديداً على صنعاء من الناحيتين السياسية والعسكرية، غير أن الأخيرة وحسب المصادر المطلعة استطاعت خلال الفترة الماضية العمل على تجاوز ورقة السعودية الضاغطة هذه من خلال اختراق مكونات رئيسية الداخلة في اتفاق الرياض وتمكنت من فتح علاقات واسعة بناءً على مصالح استراتيجية للطرفين لا يمكن تجاوزها الأمر الذي يجعل من ورقة السعودية التي تلوح بها تجاه صنعاء ورقة محروقة بل من غير المستبعد أن تكون صنعاء هي صاحبة القرار الأول في تحريك المكونات الموالية للتحالف المنضوية ضمن اتفاق الرياض بالقدر الذي يجعل منها ورقة خارج السيطرة السعودية.