ما وراء الحملة المسيئة للرسول في فرنسا وعلاقة إسرائيل
خاص – المساء برس|
بشكل مفاجئ وعلى غير العادة تفاعلت كل وسائل الإعلام العالمية والعربية المحسوبة على المعسكر الغربي أو الموالية للولايات المتحدة الأمريكية مع قضية مدرس التاريخ الفرنسي الذي قتل في 16 أكتوبر الجاري على يد شاب مسلم من الشيشان لم يتحمل إساءة المدرس للرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وفي ردة فعل مبالغ فيها تحركت الحكومة الفرنسية بقيادة الرئيس إيمانويل ماكرون لشن هجوم وحرب شعواء ضد المسلمين في فرنسا من جهة وضد الإسلام بشكل عام من جهة ثانية عبر وسائل الإعلام وحملات التشويه المتعمدة والمستفزة لمشاعر المسلمين.
وأحدث ذلك ضجة على مستوى المجتمعات العربية والإسلامية، لكن ما لم يلتفت إليه معظم المتابعين هو الهدف الحقيقي من هذه الأحداث المتوالية التي شهدتها فرنسا والتي ليس من المستبعد أن تكون متعمدة وتم التخطيط لها مسبقاً.
ووفق مراقبين لمجريات الأحداث في المنطقة العربية فإن أحداث فرنسا تزامنت مع موجة التطبيع بين عدد من الدول العربية والكيان الصهيوني، في إشارة واضحة أن الهدف من حملة الإساءة الفرنسية ضد الرسول محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام هو حرف المجتمعات العربية والمسلمة عن حفلة التطبيع مع الكيان الصهيوني والتي كان آخرها تطبيع السودان رسمياً مع الكيان المحتل للأراضي الفلسطينية.
ولم تعلن الأنظمة العربية الحليفة لواشنطن أي موقف تجاه ما أعلن مؤخراً بين السودان والكيان الصهيوني كون المجتمعات العربية التي دائماً تكون السبب والدافع الذي بسببه تضطر الأنظمة لإعلان مواقف معادية للكيان الصهيوني المحتل، انشغلت بقضية الإساءة الفرنسية للرسول وحملة التشويه التي يقودها ماكرون، وهذا ما يؤكد أن التطبيع بين السودان وإسرائيل ليس الحدث الوحيد في هذه الحفلة الجماعية التي تقودها إسرائيل ضد القضية الفلسطينية بل هناك ما سيلي هذا التطبيع في القريب العاجل.