في ذكرى ثورة أكتوبر ضد الاحتلال البريطاني.. هل يتأهب الجنوبيون لطرد التحالف؟
تقرير خاص – المساء برس|
تحل على اليمنيين عموماً وأبناء المناطق الجنوبية خصوصاً الذكرى الـ57 لثورة 14 أكتوبر التي اشتعلت شرارتها عام 1963 من جبال ردفان، في وقت تمر فيه المناطق الجنوبية في أوضاع هي أسوأ مما كانت عليه إبان الاحتلال البريطاني للجنوب.
السبب في ذلك هو تحول الدور الإماراتي والسعودي من مساند للجنوب إلى عدو لدود للجنوبيين وثرواتهم جنوب اليمن بشكل عام والموقع الجغرافي الذي يتمتع به على خارطة العالم السياسي وما يمثله الموقع من أهمية استراتيجية تعزز من قوة أي قوة إقليمية أو عالمية لمن يسيطر على هذا الجزء الجغرافي من الشرق الأوسط وهذا ما لا يدركه الكثير من أبناء الجنوب خاصة الجيل الصاعد الذين تلقوا خطاباً تعليمياً تثقيفياً موجهاً لمصلحة بعض القوى الإقليمية أو القوى الكبرى عالمياً ولم يكن خطاباً موجهاً لمصلحة اليمن أو أبناء الجنوب.
غير أن التمادي في وسائل وأساليب الاحتلال الجديد لليمن، غير من طبيعة الوعي المجتمعي في المناطق الجنوبية ودفع بمن كانوا مرحبين ومهللين للتدخل العسكري في اليمن لأن يستفيقوا من حالة الخداع التي كانوا يعيشونها خلال الثلاث السنوات الأولى من عمر الحرب الأخيرة على اليمن.
الأمر كذلك بالنسبة للمناصرين للمجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات، حيث تحل عليهم ذكرى ثورة 14 أكتوبر ليستذكروا ويستحضروا ما فعله آباؤهم وأجدادهم في الماضي القريب وكيف تمكنوا من طرد أعتى إمبراطورية عسكرية على وجه الأرض في تلك الفترة، في المقابل وحين يرون ما يعيشونه من أوضاع حالية يبدو الأمر وكأنهم أصيبوا بصدمة، بسبب ما تعيشه المناطق الجنوبية من أوضاع مأساوية بفعل استمرار سيطرة التحالف السعودي الإماراتي على أهم المواقع الاستراتيجية سواءً العسكرية أو الاقتصادية.
ولعل ذلك هو ما دفع بالمئات من الناشطين والسياسيين الجنوبيين سواءً من الموالين للانتقالي أو من المعارضين له لأن يعيدوا قراءة واقعهم الحالي خاصة وأنهم يخضعون لهيمنة ووصاية من قبل الإمارات التي كشفت علناً عن علاقاتها بالكيان الإسرائيلي وهو ما فتح الباب أمامهم لإعادة قراءة الدور الذي تلعبه كلاً من الإمارات والسعودية جنوب اليمن ومن خلفهما الولايات المتحدة وبريطانيا وها هي إسرائيل تدخل على الخط بعد أن وجدت من يرحب بها من أبناء المناطق الجنوبية أنفسهم وعلى رأسهم قيادات المجلس الانتقالي الذين صنعتهم الإمارات.
ومثلما هي علاقة الإصلاح وحكومة هادي بالسعودية فاقت ما يمكن وصفه بعلاقة التبعية والانقياد والانصياع، انجرف الانتقالي أيضاً بقياداته ومناصريه نحو تنفيذ نفس الدور مع الإمارات حيث بات الانتقالي منقاداً وخاضعاً بشكل كلي للإمارات وبدأ يفقد أوراقه تدريجياً وهو من سلم بنفسه جميع بيضه ووضعها في سلة الإمارات كما فعل ذلك الإصلاح وهادي من قبل مع السعودية فكانت النتيجة أن الرياض تتحكم بكل شاردة وواردة لدى أتباعها من الإصلاح وقيادات سلطة هادي، والآن يتكرر الشيء ذاته مع الانتقالي ولكن عبر الإمارات.
وبات من الواضح تصاعد الخطاب الشعبي الرافض لسياسات الإمارات والسعودية اللتان تفرضان هيمنتهما ووجودهما العسكري في مناطق ومواقع يفترض أن تكون حالياً إما مع حكومة هادي المنفية أو مع المجلس الانتقالي الجنوبي.
وهو ما جعل من القيادات الجنوبية السياسية إلى بدء الدعوة لمواجهة التحالف السعودي الإماراتي عسكرياً، بل والأكثر من ذلك اتجاه البعض إلى التهديد بالتحالف مع صنعاء التي أثبتت أن توجهها منذ البداية كان صائباً وأن ما كان الحوثيون يحذرون منه في بداية الحرب في 2015 بات اليوم حقائق ملموسة ويعيشها أبناء الجنوب على أرض الواقع.
ولعل أكثر ما يحزّ في نفوس أبناء المناطق الجنوبية هو تذكرهم لبطولات أجدادهم وآبائهم وكيف استطاع ذاك الجيل أن يطرد إمبراطورية بريطانيا العظمى بكل جبروتها وقوتها وعتادها العسكري، فهل سيعجزون اليوم عن طرد السعودية والإمارات اللتين لا تساوي قوتهما شيئاً أمام بريطانيا، بل لا تساوي قوتهما شيئاً أمام شجاعة وبسالة المقاتل اليمني الجنوبي.