من الهديّان الى آل جابر.. ما أشبه الليلة بالبارحة
عبده محسن الحاج – وما يسطرون – المساء برس|
مايفعله ويقوم به السفير السعودي الحالي في اليمن محمد آل جابر من دور يجعله الحاكم الفعلي لليمن الذي تحت سيطرة هادي هو نفس ماكان يفعله ويقوم به الملحق العسكري صالح الهديان في السبعينات.
الهديان توج دوره وسيطرته على القرار حينها باغتيال الشهيد ابراهيم الحمدي لأنه رأى كما رأت السعودية بأن الحمدي قد أراد وبدأ بالعمل على تحرير اليمن من الوصاية الخارجية وخاصة وصاية السعودية وبدأ بالفعل بالسير في طريق بناء دولة نظام وقانون والتخطيط والتنفيذ لتحقيق تنمية يمنية مستدامة.
ومحمد آل جابر يقوم حاليا بنفس دور الهديان مع اختلاف الظروف والآليات فهو يعيق اي ارادة لأي شخص او مكون يمني تهدف الى إيجاد مخرج من هذه الحرب والانتقال الى مرحلة توافق يمني يمني لحل اشكاليات تولي الحكم والسلطات المختلفة بطرق وآليات سلمية يتفق عليها اليمنيون جميعا بعيدا عن أي املاءات خارجية سواء كانت سعودية او غيرها والانطلاق نحو مرحلة التعافي من أضرار ونتائج الحرب والدخول من ثم في مرحلة إعادة الإعمار والبناء لمؤسسات الدولة والبنية التحتية للوصول الى وطن يمني آمن ومستقر وخالي من النزاعات.
وطن يمني يكون له السيادة الكاملة على أرضه وجوه وبحاره متحررا من أي وصايات خارجية للسعودية وغيرها، وطن يمني يتمكن ابناؤه من استغلال الثروات والامكانات المتاحة له -وما اكثرها- وتحقيق مستويات ازدهار تنموي تحقق لأبنائه ما يمكنهم من الاكتفاء الذاتي والعيش بكرامة.
يبدو أن السعودية لم ولن تكتفي باغتيال الحمدي ومشروعه الوطني وانما هي مستمرة باغتيال كل يمني حر ووطني واغتيال كل مشروع وطني وما تصرفات سفيرها الحالي محمد آل جابر إلا دليل على ذلك. فمتى سيصحو كل يمني من غفلته ويتخلى عن مغالطة نفسه بحقيقة اهداف ومقاصد السعودية في اليمن سابقاً وحالياً ومستقبلاً؟