من يقف خلف “مظاهر الدعارة الفاضحة في خط صبر” بتعز؟ وقبلها عدن؟

تقرير خاص – المساء برس|

في الآونة الأخيرة تزايدت شكوى مواطنين من أبناء تعز ممن يسكنون حافة الطرقات في منطقة جبل صبر بمدينة تعز وسط اليمن، بسبب انتشار الأعمال اللاأخلاقية والفاضحة بمبرر الانفتاح والتحضّر.

وفي منشور على صفحته بالفيس بوك طالب الناشط الإعلامي في تعز “طاهر بشير” من مسؤول نقطة “الدمغة” على مدخل “صبر” ما وصفه بـ”العمل على الحد من مظاهر الدعارة والعهر الذي يحدث داخل السيارات على خط صبر”.

وقال بشير إن “ما يحدث ليس له أي صلة بالتحضر أو الانفتاح أو الحرية الشخصية أو التمدن التي شاع الحديث عنها في الأعوام القليلة الماضية”، لافتاً أن مدينة تعز اليوم باتت “في منعطف أخطر مما نظنه وإن لم نتدارك هذا الأمر لضعنا تحت مبررات تافهة ولغرقنا في وحل من الصعب النجاة منه”، حسب وصفه.

وتعتبر منطقة صبر متنفساً متنزهاً طبيعياً يرتاده المواطنون والعوائل من جميع مناطق تعز، غير أن ما يحدث في الخط الإسفلتي التي تصطف على جانبيه العشرات من السيارات لم يعد يأخذ في الاعتبار أن صبر تحتوي على آلاف الأسر والمنازل المتواجدة على حافة الطرقات والذين لهم الحق في احترامهم وإعطائهم حق المجورة أثناء تواجد المرتادين لهذا المتنفس الطبيعي.

يقول بشير أيضاً أن “ما يحدث تجاوز كل حدود الاحترام والأخلاق ليس مضرة بنا كسكان صبر ولكنه أضر بأسر الزائرين أنفسهم من بعض التصرفات الساقطة ممن ظن أن شراء الرخيصة قد أباح له كل شيء وكأنه داخل غرفة نوم فندقية”.

ووفقاً لمصادر خاصة لـ”المساء برس” فإن الفساد الأخلاقي في مدينة تعز وفي مدن أخرى خاضعة لسيطرة التحالف السعودي الإماراتي توسع بشكل كبير وأصبح انهيار القيم والأخلاق والآداب العامة حالة عامة، فمدينة عدن على سبيل المثال شهدت انحلالاً في الآداب والأخلاق العامة وانتشار الأعمال الرذيلة وبيوت “الدعارة” بالتزامن مع انتشار منظم للمواد المخدرة والخمور التي باتت تباع بشكل علني في معظم أحياء مدينة عدن ومن يعمل في هذا المجال مرتبطون بشكل مباشر بالتحالف السعودي الإماراتي بينهم قياديون فيما يسمى بـ”المقاومة” ممن اشتركوا في القتال مع التحالف ضد قوات صنعاء منذ بداية الحرب.

وبالنسبة لعدن لم يكن انتشار أعمال الرذيلة والمخدرات والحبوب والخمور غريباً، وذلك بالنظر إلى أن من كان يقف خلف هذه التجارة المنحطة هي أدوات الإمارات وأذرعها المحلية التي سيطرت على المدينة منذ العام 2015، فما حدث كان انعكاساً طبيعياً لما يحدث في دبي وأبوظبي أبرز مدينتين إماراتيتين تشتهران بهذا النوع من النشاط اللاأخلاقي على مستوى العالم.

غير أن انتشار ظاهرة ممارسة الرذيلة في تعز هي ما تبدو غريبة بعض الشيء، خاصة وأن الجماعات الدينية المتشددة والتي ينتمي بعضها لتنظيم القاعدة خاصة قيادات هذه الجماعات، هي من تسيطر على مدينة تعز وتسيطر على جزء كبير من جهازها الأمني والعسكري، وجميعها تتبع وتنتمي لحزب الإصلاح – تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن – الحزب الذي قام على عقيدة دينية صرفة قريبة إلى العقيدة الوهابية.

ويبدو أن نشر الرذيلة وإلهاء الشباب وإغوائهم في مناطق سيطرة التحالف السعودي جنوب وشرق اليمن بات عملاً منظماً واستراتيجية عمل التحالف على تنفيذها منذ بداية سيطرته وحتى الآن بهدف حرف أبناء هذه المناطق وإبعادهم عن واقعهم المجتمعي وهويتهم اليمنية الإسلامية كهدف أساسي، وكهدف أساسي آخر إبعادهم عن الواقع السياسي وضمان عدم انشغالهم بتحرير محافظاتهم ومدنهم من سيطرة أي قوات أجنبية باتت تمارس بشكل واضح احتلالاً مكتمل الأركان لهذه المناطق والمحافظات.

ومن وجهة نظر أحد المواطنين بتعز فإن سماح الجماعات المسلحة المسيطرة على تعز بحدوث مثل هذه الأعمال اللاأخلاقية هو انعكاس للفشل الأمني، فهذه الجماعات المسلحة لم تستطع فرض الأمن ولهذا تتخذ من جبل صبر دليلاً لإنكار الفشل الأمني عبر الزعم بأن استقرار الحالة الأمنية جعل الأسر تستخدم جبل صبر متنزهاً لها بينما حقيقة ما يحدث في المتنزه تؤكد عكس ذلك.

قد يعجبك ايضا