ما وراء التصعيد العسكري المفاجئ للإخوان في شبوة (تقرير)
اليمدا بوست – المساء برس| تقرير: هيثم الأحمدي|
في الوقت الذي تتقدم فيه مباحثات تنفيذ اتفاق الرياض، بين طرفي الصراع،المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية، الا ان اجراءات تنفيذه لا تزال تراوح مكانها، خاصة بعد الاجراءات التصعيدية التي لجأت اليها مليشيا الإخوان الإرهابية، لعرقلة تنفيذ بنود الرياض عبر تحركات ميدانية وعسكرية غير مسبوقة في منطقة شقرة وشبوة بالإضافة إلى تصعيد سياسي واعلامي.
ذهب الإخوان باتجاه التصعيد العسكري حينما أدركوا أن اتفاق الرياض سيُحدث تطورًا على مستوى التوافق حول إعادة التموضع العسكري، حيث يصب هذا الاتفاق في مصلحة القوات الجنوبية، ويؤثر على قوى النفوذ الشمالية التي يتصدرها حاليا تنظيم الاخوان متمثلة بحزب الاصلاح ومليشياته.
خلال الايام القليلة الماضية اقدمت مليشيات الاخوان، بالتزامن مع الانباء التي تتحدث عن قرب تشكيل حكومة المناصفة وقرب الاعلان عنها خلال اليومين القادمين، على خطوات غير مسبوقة جاءت كمؤشر اضافي على تزايد نشاط التيار المدعوم من قطر وتركيا لإجهاض الاتفاق، وتفجير المشهد العسكري في محافظتي أبين وشبوة، ومن ذلك ما رصدته القوات المسلحة الجنوبية، من اعادة مليشيا الاخوان استخدام الطائرات المسيرة التي حصلت عليها من تركيا لقصف القوات الجنوبية في أبين، وكان أخرها مساء الاحد الماضي.
عضو هيئة المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي، أتهم مليشيا الإخوان في أبين بمحاولة نسف تقدّم المسار السياسي في اتفاق الرياض، من خلال التصعيد العسكري، مشيراً إلى ان استخدام الطيران المسير ضد القوات الجنوبية في قطاع الساحل بجبهة أبين، علاوة على التهديدات المعلنة لبعض مقرات التحالف بشبوة، يكشفان عن أجندة لا تحتكم إلى اتفاق الرياض.
وفي السياق قال المتحدث الرسمي باسم جبهات محور أبين النقيب محمد النقيب، إنه “في السادس من سبتمبر رصدت القوات المسلحة الجنوبية طائرة مسيرة لمليشيا الإخوان، وعندها قلنا بأنها تريد ان تمهد لاستخدام الطائرات المسيرة التي حصلت عليها من تركيا وقد علمنا ان هذه الطائرات خضعت لتدريب عناصر من الاخوان في أحد المعسكرات بشبوة “.
وتابع “مطلع هذا الاسبوع دفعت المليشيا بطائرة مسيرة ألقت مقذوفات على مواقع القوات الجنوبية بالقطاع الساحلي، لافتاً إلى ان القوات تأكدت انها نفس المقذوفات التي تستخدمها طائرات اردوغان في عدوانها على ليبيا”.
ويرى مراقبون أن التحركات الاخوانية في المناطق الجنوبية تأتي في سياق تأزيم الواقع العسكري وجره إلى مواجهات عسكرية، لخلط الأوراق على التحالف، وإجهاض اتفاق الرياض، الذي يقلص من فرص التواجد المهيمن للإخوان في الشرعية، وأن إمكانية الإعلان عن الحكومة الجديدة خلال الشهر الجاري، من شأنه ان يسفر عن “قصقصة أجنحة الإخوان داخل الشرعية وتقليص نفوذه”، حسب تعبير أحد المراقبين للمشهد الجنوبي.
التصعيد العسكري في شبوة
لم تكتفي مليشيا الإخوان بالتصعيد العسكري في أبين بل كثفت تصعيدها في محافظة شبوة التي باتت معقلا لها، من خلال التلويح بالإقدام على عمل عسكري يستهدف قوات الإمارات التي تتخذ من منشأة بلحاف معسكرا لها .
وشهدت منطقة بلحاف، الاثنين الماضي، في شبوة توتراً عسكريا بين قوات اللواء الثاني مشاة بحري التي تم تغير قيادته مؤخرا ليصبح أحد الموالين للامارات، والقوات الموالية للإخوان، على خلفية استحداث القوات الخاصة التي يقودها العميد عبدربه لعكب الموالي للإخوان، نقاط أمنية على الخط العام بالقرب من شركة بالحاف بمديرية رضوم.
تحركات الاخوان اثارت حفيظة العميد علي ابو بكر السليماني قائد الواء الثاني مشاة بحري، الذي تتولى قواته حماية منشأه بلحاف والتي تتواجد فيها قوات اماراتية، ما دفع بالسليماني إلى إمهال الإخوان 48 ساعة لرفع نقاطهم المستحدثة مالم فإنهم يتحملون مسؤولية كل ما يحدث بعد انتهاء المهلة، لكن حتى اللحظة لم تسحب مليشيا الاخوان مسلحيها من محيط بلحاف.
مصادر محلية في شبوة قالت ان مليشيا الاخوان، اعتقلت قرابة عشرين جندياً من قوات النخبة الشبوانية في منطقة بلحاف جنوب المحافظة كانوا في طريقهم إلى منطقة بئر على بعد انتهاء فترة إجازتهم ، في نقطة “مصلوق” التابعة للمليشيا، واقتادوهم إلى جهة غير معلومة.
وروجت مليشيا الاخوان مزاعم انها تعارض ادخال معدات عسكرية ثقيلة الى منشأة بلحاف من قبل القوات الإماراتية التي تتواجد هناك، وهو ما اعتبره مراقبون، مبررات يتذرع بها الاخوان من اجل الانتشار وقطع الطرق المؤدية الى المنشأة عبر القوات الخاصة ، مشيرين الى حملات التحريض التي شنتها جماعة الاخوان مؤخرا تحت مزاعم منع التحالف لحكومة الشرعية لاستئناف تصدير الغاز من بلحاف، في حين يأتي الهدف الخفي والاساسي للتصعيد الإخوان في سياق الحفاض على النفوذ في الجنوب
لم تكن جماعة الاخوان موافقة على البدء بتنفيذ الشق السياسي من اتفاق الرياض، قبل الشق العسكري، وهو ما تعتبره الجماعة، هزيمة لها، وانتصاراً الانتقالي، الذي كان ولايزال معارضاً للبدء بالشق العسكري من الاتفاق، وهو ما دفع الاخوان إلى التصعيد العسكري الذي من شأنه ان يعيق عملية الاتفاق، التي اصبحت في مراحلها الأخيرة ، خاصة مع الاصطفاف الواضح الذي ابداه كل من رئيس البرلمان سلطان البركاني ورئيس الحكومة معين عبدالملك إلى جانب الامارات وتبني رغباتها ومحاولة فرض ذلك في المفاوضات، والامر الذي اعتبرته مليشيا الاخوان انقلابا على الرئيس هادي، متذرعة بالمسميات الوطنية، كمعارضتها للتواجد العسكري الاماراتي في بلحاف، واستغلال ذلك لتبرير التصعيد العسكري، فهل تلك المحاولات الاخوانية كفيلة بعرقلة اتفاق الرياض، خاصة وان قائمة اسماء الحكومة الجديدة باتت على طاولة هادي للتصديق عليها؟