ما وراء تعيين قائد القوات البرية الإماراتية نائباً لقائد قوات التحالف السعودي
خاص – المساء برس|
قرأ مراقبون تعيين التحالف السعودي الإماراتي صالح العامري قائد القوات الإماراتية البرية نائباً لقائد قوات التحالف الجديد مطلق الأزيمع، بأنه يأتي في سياق إعادة تموضع القوات الإماراتية في اليمن من جهة وإنقاذاً لقوات التحالف المنهارة بشكل شبه كلي في مأرب.
تعيين العامري نائباً لقائد التحالف السعودي صاحبه حملة من ناشطي المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات للترحيب بالعامري في قيادة قوات التحالف مع الإشارة إلى تسريبات بشأن توليه قيادة عملية عسكرية أطلق عليها “رياح الغرب”.
حتى اللحظة لا تبدو ملامح التحالف السعودي الإماراتي التي عادت مؤخراً واضحة من حيث أهدافها، غير أن هذا التوافق الجديد يأتي بالتزامن مع تعثر تنفيذ اتفاق الرياض الذي كانت حكومة المنفى إلى الأحد الماضي مبدية رفضها تنفيذ الاتفاق وواضعة شروطاً يرى المراقبون إن تنفيذها من قبل الانتقالي شبه مستحيلة تمثلت بانسحابه من عدن وتسليم سقطرى.
رأي آخر يقول بأن عودة الانسجام السعودي الإمارات المتمثل بتعيين العامري نائباً للقائد السعودي للتحالف يشير إلى أن السعودية أيقنت بحالة الفشل العسكري في حماية مأرب من تقدم قوات صنعاء وهو ما دفعها إلى الاستعانة مجدداً بالإمارات، الأمر الذي يعني وجود احتمالين للدور الذي ستقوم به الإمارات، الأول وهو أن تأتي أبوظبي للمشاركة في العمليات العسكرية في مأرب بقوات برية ولهذا تم اختيار قائد القوات البرية الإماراتية ليكون نائباً للأزيمع، وهذا من جهة ومن جهة ثانية استثمار الرياض للعلاقات التي كانت قد بدأت أبو ظبي تنسجها مع قيادات بعض قبائل مأرب قبل أن تعلن انسحابها في 2018 بهدف مواجهة الإصلاح في مأرب وتشكيل نسخة من المجلس الانتقالي في مأرب بما في ذلك النخبة الماربية، حيث تعتقد الرياض فيما يبدو أن إعادة استثمار هذه العلاقات قد يعيد حالة التوازن القبلي في مأرب بعد أن تمكن الحوثيون من كسب ود وتحالف معظم قبائل مأرب خلال المرحلة الماضية، أما الاحتمال الثاني فيقول أنه وفي سياق الرد على تقدم قوات صنعاء نحو مأرب بهذه السرعة فإن إعادة الإمارات إلى الساحل الغربي لليمن لشن عملية عسكرية على الحديدة بهدف تخفيف الضغط على مأرب.
وحسب مراقبين فإنه وفي كلا الحالتين فإن الضحية في هذه التحركات والمستجدات سيكون حزب الإصلاح الذي لن يكون مقبولاً وجوده أو بقاؤه سواءً في مأرب أو حتى في الساحل الغربي التي يعمل الحزب حالياً على ترتيب قواته لاجتياح المناطق الساحلية لتعز وصولاً إلى المخا مقر قيادة قوات طارق صالح الموالية للإمارات، وفقاً لما ورد في التسجيل المسرب للقيادي الإخواني بتعز عبده فرحان الملقب بـ”سالم”.
اللافت أن عودة الإمارات لن تكون بدون مقابل، إذ يتوقع المراقبون أن تستغل أبوظبي الفرصة لتعزيز سيطرة الموالين لها من قوات الانتقالي في أبين وصولاً إلى شبوة، ذلك يعني وفق المراقبين أن شبوة وعودة التواجد الإماراتي بمأرب وتثبيت السيطرة على الساحل الغربي ستكون ثمن مساندة الإمارات لقوات هادي والسعودية في مواجهة الحوثيين.