توافق دولي للاعتراف بصنعاء وتسوية ملف الحرب ووقفها والشرعية تعرقل بتوجيهات سعودية
خاص – المساء برس|
لا يبدو أن المبعوث الأممي إلى اليمن خرج بنتائج مرضية بعد اجتماعاته التي عقدها خلال اليومين الماضيين في العاصمة السعودية الرياض مع قيادات هادي بشأن وقف الحرب واستئناف المفاوضات.
هذا ما كشفته صنعاء عبر أحد أعضاء وفدها المفاوض، عبدالملك العجري الذي قال أن التحالف وحكومة هادي ترفضان الخوض في التشاور السياسي أو حتى النظر في مقترحات الحل السياسي الشامل التي طرحها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، مؤكدا في الوقت ذاته عدم وجود أي تقدم بالمشاورات السياسية ووقف إطلاق النار والترتيبات الإنسانية والتي قال انها تعثرت.
كما أشار إلى أن اللقاء المرتقب في العاصمة السويسرية سيقتصر على ممثل وفدي الاسرى والمعتقلين فقط، واصفا ما نشرته صحيفة الشرق الاوسط السعودية حول اجتماع مرتقب على مستوى الخبراء بـ”التسريبات الغير صحيحة”.
في هذا السياق قالت صحيفة “العرب” اللندنية الممولة من الإمارات أن المبعوث الأممي يراهن على استثمار الضغط العسكري على حكومة المنفى، في مأرب للحصول على تنازلات تمكنه من تمرير رؤيته للحل الشامل في اليمن المقدمة تحت عنوان “الإعلان المشترك”، والتي أبدت الحكومة هادي تحفظات كبيرة حولها، حسب ما نقلت الصحيفة عن مصادرها.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن دولًا أعضاء في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي تمارس ضغوطا متزايدة على قيادات هادي للموافقة على النسخة الأخيرة من “الإعلان المشترك” القائمة على الاعتراف بسياسة الأمر الواقع التي فرضها الحوثيون على الأرض خلال ست سنوات من الحرب.
وتشير المصادر إلى أن بعض الدول باتت تلوح بفرض عقوبات واتهام بعض القيادات السياسية والعسكرية بالمشاركة في ارتكاب جرائم حرب، وهو ما ترمي إليه تقارير فريق الخبراء الأمميين حول حالة حقوق الإنسان في اليمن، الذي طالب في تقريره الأخير بإحالة ملف الانتهاكات في اليمن إلى محكمة الجنايات الدولية.
ولفتت الصحيفة إلى أن صيغة الإعلان المشترك المقدمة من المبعوث الأممي تعكس حالة توافق دولي تجاه الأزمة اليمنية.
إلى ذلك اعتبرت مصادر خاصة في حديث لـ”المساء برس” أن رفض حكومة هادي لإعلان غريفيث جاء بناءً على توجيهات سعودية.
ولفتت المصادر أن العرقلة السعودية لم تعد مفهومه خاصة وأن المملكة باتت بأمس الحاجة لإخراج نفسها من مستنقع اليمن، ويفترض بها أن تستغل الفرصة التي يقدمها لها المبعوث الأممي، مشيرة إلى أن من المحتمل أن تكون الرياض قد تلقت توجيهات بعدم المضي في ملف إنهاء الحرب في اليمن من دولة ما مرتبطة بالحرب على اليمن وسط احتمال بأن تكون الولايات المتحدة الأمريكية أو إسرائيل التي شرعت بإنشاء قواعد عسكرية استخبارية في جزيرة سقطرى بعد إعلان تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل.