الإصلاح يقدم فرصة ذهبية للحوثيين بشأن الحديدة
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
في الوقت الذي تعيش فيه قوات هادي وحزب الإصلاح حالة من الارتباك بسبب سرعة تقدم قوات صنعاء نحو مدينة مأرب من أكثر من اتجاه، ذهب الإصلاح إلى التلويح بالانسحاب من اتفاق الحديدة الذي تم بموجبه وقف القتال في الساحل الغربي نهاية العام 2018.
وزير خارجية حكومة المنفى، محمد الحضرمي، وخلال لقائه بالمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث في العاصمة السعودية الرياض، هدد بالانسحاب من اتفاق الحديدة بشكل صريح، حيث قال إن حكومته لن تستمر في الالتزام بتعهداتها في اتفاق الحديدة إذا استمر ما وصفها بـ”إفشال عمل البعثة الأممية والتهرب من التزاماتها تجاه الاتفاق واستغلاله للتحشيد للحرب في مأرب”، وهي إشارة إلى أن سقوط مأرب بيد قوات صنعاء مقابل سقوط اتفاق الحديدة.
واعتبر مراقبون إن ما يعتقده الإصلاح بأنها تهديدات ضد الحوثيين، تعد بالنسبة للأخير بمثابة الفرصة الذهبية له لإنهاء سيطرة القوات التابعة للتحالف على الشريط الساحلي لجنوب الحديدة والتي يقودها طارق صالح بإشراف إماراتي، الأمر الذي اعتبره مراقبون بأنه تهديد بما لا يملك الإصلاح من أوراق إذ أن انسحاب حكومة المنفى من الاتفاق يعني توريط قوات طارق صالح المبعثرة في مواجهة غير متكافئة مع قوات صنعاء التي أسست على مدى الفترة الماضية منذ اشتعال معارك الساحل الغربي قوة عسكرية متخصصة في حرب المناطق المفتوحة والساحلية لا يستهان بها.
ومن وجهة نظر مراقبين فإن الإصلاح يدرك بأن الانسحاب من اتفاق الحديدة لن يوقف سقوط مأرب بيد قوات صنعاء، ولكن على الأقل فإن الانسحاب من الاتفاق سيفتح المجال أمام قوات الإصلاح التي تحشد عناصرها ومسلحيها المجندين خارج إطار قوات هادي ووزارة دفاعه في الحجرية جنوب غرب تعز وشمال محافظة لحج، للهجوم على قوات طارق صالح في الساحل الغربي من الجهة الجنوبية بهدف الوصول والسيطرة على مدينة المخا الساحلية، حيث سيستغل الإصلاح في ذلك انشغال قوات طارق بمواجهة قوات صنعاء من الجهتين الشمالية والشرقية ولن يكون لديه الفرصة لوقف تقدم الإصلاح نحو المخا من الخلف.
ويتوقع مراقبون أن إنهاء اتفاق الحديدة سيقود إلى تحقيق إنجاز عسكري ميداني للحوثيين من جهة من خلال القضاء على من تبقى من قوات طارق صالح والسيطرة على كامل المناطق التي تسيطر عليها هذه القوات من جنوب مدينة الحديدة وصولاً إلى مدينة الخوخة آخر منطقة جنوب الحديدة، وإنجازاً آخر للإصلاح الذي يطمح للوصول إلى المخا والسيطرة عليها بعد أن تمكن من بسط سيطرته على الحجرية بشك شبه كامل وبدعم مالي ولوجستي تركي، بينما سيبقى الخاسر الوحيد من هذه الحركة وفق المراقبين الإمارات ومليشياتها التي يقودها طارق.
بهذا يكون الإصلاح قد عوّض خسارته لمأرب بتعزيز نفوذه وسيطرته على الساحل الغربي لتعز وتمكن من تطويق عدن من ثلاثة اتجاهات شمالية غربية عبر المخا وشمالية عبر طور الباحة والحجرية وشرقية عبر أبين.