بعد اتهام “مراد” بالخيانة والنهب الإصلاح يدفع “بحيبح” لتلافي الموقف والأخير يكشف حقائق خطيرة
مارب – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
كشفت مصادر خاصة لـ”المساء برس” أن قائد محور بيحان قائد اللواء 26 بمأرب مفرح بحيبح قام بنقل عائلته من منزله في مديرية الجوبة التي تشهد مواجهات بين قوات صنعاء ومقاتلين موالين للتحالف السعودي.
وقالت المصادر أن نزوح بحيبح بعائلته من منزله في الجوبة مؤشر على اقتراب قوات صنعاء من السيطرة على مركز المديرية التي أشيعت أنباء في وقت سابق عن وجود مفاوضات بين قوات صنعاء وبين مشائخ وأعيان من الجوبة لتسليم المديرية بدون قتال وفتح الطريق أمام قوات صنعاء وتجنيب المدينة أي مواجهات بمقابل التزام القبائل بعدم القتال في صف التحالف السعودي.
بعد هروبه من مواجهة عسكرية مع أبناء قبيلته.. الإصلاح يُجبر بحيبح على العودة لقيادة “مراد” خلفه
وبعد اختفاء لفترة طويلة عاد بحيبح للظهور مجدداً في مأرب، وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي موالين للإصلاح صور ومقاطع فيديو لتصريح بحيبح لقناة “يمن شباب” التابعة للإصلاح وهو الظهور الأول له منذ بداية المعارك بين قوات صنعاء والموالين للتحالف في جبهات جنوب مأرب في ماهلية والعبدية ورحبة والجوبة، وهو ما يشير إلى أن بحيبح كان بعيداً طوال الفترة الماضية عن المعارك الدائرة في مديريات قبائل “مراد” التي ينتمي إليها الرجل، الأمر الذي يشير مرة أخرى إلى أن الرجل هرب من مواجهة أبناء قبيلته طوال الفترة الماضية.
ناشطو الإصلاح أشاروا إلى بحيبح بصفته قائداً لمعركة ما تسمى بـ”الشرعية” في الجبهة الجنوبية لمأرب ضد قوات صنعاء، وبدا من الواضح أن هناك حملة موجهة بمواقع التواصل لتمجيد وتلميع بحيبح من قبل حزب الإصلاح الذي بات مرعوباً من سرعة تقدم قوات صنعاء نحو مدينة مأرب وتساقط المناطق القبلية بمحيط مدينة مأرب واحدة تلو الأخرى معظمها بدون قتال وباتفاقات سلام مع القبائل.
لا وجود لجيش هادي ولم يتبقَ للإصلاح سوى قبائل مراد
ويبدو من خلال تصريح بحيبح أن الإصلاح دفع بـ”بحيبح” للظهور في جبهة جنوب مأرب في محاولة أخيرة لتلافي من بقي من قبائل مراد ممن لا تزال واقفة في صف الإصلاح وقوات هادي قبل أن تصطف إلى سابقاتها من القبائل التي اتفقت مع قوات صنعاء، وهو ما بدا واضحاً من خلال ما كشفه بحيبح أثناء تصريحه المصور للقناة التابعة للإصلاح، من خلال حديثه عن قبائل مراد وتذكيرهم بدور قبائل مراد تاريخياً، ومحاولته تحفيزهم للقتال وتحريضهم لعدم القبول بالصلح مع صنعاء، زاعماً أن السلام مع من أسماهم بـ”الحوثيين” هو إهانة وذل واستسلام بهدف تخويفهم من القبول بالسلام ودفعهم للقتال ضد قوات صنعاء، وذلك يعني أن الإصلاح لم يعد لديه قوات في مأرب يواجه بها تقدم الحوثيين ويسعى لاستغلال ما تبقى من أبناء مراد لدفعهم إلى الجبهات بدوافع قبلية.
انقسام كبير بين قبائل مراد
وفي الوقت الذي أراد فيه بحيبح استنهاض القبائل في مراد من جديد للقتال في صف الرياض من خلال نفيه لوجود اتفاقات سلام بين قيادات بارزة من مراد وقوات صنعاء، كشف الرجل عن وجود انقسام كبير جداً بين قبائل مراد بين مؤيدين للاتفاق مع صنعاء ورافضين لاستمرار القتال في صف التحالف وتجنيب مناطقهم الحرب وبين معارضين من المشائخ المقربين من السعودية وحزب الإصلاح خاصة، وهو ما تبين من خلال وصف بحيبح للوضع في مراد بوجود “مكايدات” حسب وصفه وهو بذلك يتناقض مع نفيه السابق بعدم وجود اتفاقات سلام مع قوات صنعاء من جهة ويؤكد وجود شرخ كبير بين قبائل مراد.
الإصلاح يحاول تصحيح كارثة اتهام قبائل مراد بالخيانة والنهب
إلى ذلك اعتبر مراقبون خروج بحيبح بهذا التصريح وبما حمله من رسائل مباشرة ومبطنة سواء للتحالف الذي يبدو أنه تخلى عن دعم هادي والإصلاح في مأرب أو لقوات صنعاء وسلطة أنصار الله من خلال التلميح لهم بأن عليهم التوجه نحو حقول النفط والغاز في صافر أو لقبائل مراد التي أراد الإصلاح تحفيزها للقتال مع الرياض ضد الحوثيين، اعتبره المراقبون بأنه تلافياً من قبل الإصلاح وقوات هادي لقبائل مراد التي تم اتهامها مؤخراً من قبل الإصلاح وقيادة قواته بالخيانة ونهب السلاح والتحريض ضدها والتهديد بملاحقتها بما في ذلك التهديد غير المباشر باستهداف منازل القبائل المتهمين بالخيانة ونهب السلاح بالطيران السعودي، وهو ما زاد من حالة الانقسام بين قبائل مراد ودفع بالقبائل التي كانت لا تزال متأرجحة في مواقفها بين الميل للصلح مع صنعاء والبقاء في صف التحالف إلى الاتجاه نحو صنعاء والاندفاع نحو الاتفاق مع قيادات ووساطات صنعاء التي تتم بالتوازي مع التقدم العسكري الميداني في كافة مناطق “مراد”، ولهذا لجأ الإصلاح لاستغلال مكانة مفرح بحيبح بين قبائل مراد علّها تثنيهم عن الاتفاق مع صنعاء والبقاء مقاتلين في صف التحالف الذي اتهمهم رسمياً بالخيانة ونهب سلاح قوات هادي والتسبب بسقوط المناطق التي خسرها الحزب مؤخراً بيد الحوثيين.