“المساء برس” يكشف أسباب وتفاصيل المواجهات الدامية بين العمالقة والانتقالي بأحياء عدن ودور الإصلاح
عدن – المساء برس|
كشفت مصادر خاصة لـ”المساء برس” عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات من ألوية العمالقة كانت قد انسحبت من الساحل الغربي وبين قوات من أمن عدن المحسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي خلال الأيام القليلة الماضية.
وقالت المصادر إن جبهة الساحل الغربي تشهد انسحابات متعددة لأفراد من ألوية العمالقة الجنوبية خاصة من السلفيين المتشددين، مضيفة إن المنسحبين يتجهون إلى مدينة عدن وأنه يجري سحب عدد معين من الأفراد منذ عدة أيام.
وأضافت المصادر أن الاشتباكات التي شهدتها منطقة خور مكسر ظهر الأربعاء الماضي كانت متعلقة بوصول عدد من أفراد ألوية العمالقة إلى عدن وأنها كانت نقطة البداية لمواجهات دموية جرى التكتم عليها من قبل الانتقالي الجنوبي الذي تعرض لخسائر كبيرة بسبب المقاومة العنيفة التي أبداها مسلحو ألوية العمالقة المنسحبين من الساحل الغربي.
وكشفت المصادر أن مسلحي ألوية العمالقة كان يقودهم سليمان الزامكي قائد اللواء الثالث حماية رئاسية، كاشفة أن الأخير يعمل تحت إشراف مباشر من وزير داخلية حكومة المنفى أحمد الميسري الذي يشرف على سحب أفراد من الوية العمالقة بالساحل الغربي وإعادتهم إلى عدن.
بدورها قوات الانتقالي تنبهت منذ البداية لوصول قوات من ألوية العمالقة إلى عدن بشكل لافت وتكرر الانسحابات من الساحل الغربي في الفترة الأخيرة وسارعت إلى اختلاق مشكلة مع هذه القوات بهدف الاشتباك معها والقضاء عليها، وهو ما حدث بالفعل غير أن النتائج أتت على عكس ما أرادته قوات الانتقالي حيث تعرضت الأخيرة لخسائر كبيرة أثناء المواجهات التي اندلعت في منطقة المنصورة بين منسحبين آخرين من ألوية العمالقة من الساحل الغربي محسوبين في ولائهم على سليمان الزامكي.
وتفيد المصادر أن قوات العمالقة اشتبكت مع قوات أمن عدن الموالية لشلال شايع فور وصولها إلى المنصورة حيث امتدت الاشتباكات من سجن المنصورة إلى مصنع العيسائي “مصنع كندا دراي” وصولاً إلى سوق القات وإلى المنطقة التقنية.
كما كشفت المصادر أن الاشتباكات أدت إلى مقتل 17 شخصاً وجرح 34 آخرين معظمهم من قوات شلال شايع بالإضافة إلى احتراق عدد من المنازل وتدمير 3 عربات تابعة لشلال شايع.
المصادر أشارت إلى أن هناك احتمال بأن يكون الإصلاح عبر الميسري يعمل على تلغيم عدن بعناصر مسلحة موالية له من ألوية العمالقة بهدف إسقاط قوات شلال شايع التابعة لأمن عدن من الداخل، لافتة إلى أن الرياض لديها معلومات بما يحدث وأنها غضت الطرف عن الانسحابات التي جرت من قبل أفراد العمالقة والتي تتم يومياً منذ أسبوع تقريباً بهدف الضغط على الانتقالي الذي أعلن تعليق مشاركته بمفاوضات الرياض ورفض استكمال تنفيذ بنوده آليته التنفيذية ومنها تسليم إدارة أمن عدن للمدير الجديد حيث يرفض مدير الأمن السابق شلال شايع تسليم إدارة الأمن إلا بعد تنفيذ شروطه التي وضعها وهي دفع مبلغ 30 مليون دولار بالإضافة إلى منحه جزءاً من جزيرة العمال المطلعة على ميناء الزيت والإبقاء على قيادات بأمن عدن من الموالين له في مناصبهم وعدم إقالتهم وعلى الرغم من أن شايع خاضع للإقامة الجبرية في العاصمة الإماراتية أبوظبي بطلب من السعودية إلا أنه استطاع إقناع الموالين له في أمن عدن منع تسليم إدارة الأمن للمدير الجديد المعين بناءً على اتفاق الرياض محمد الحامدي.
كما كشفت المصادر أن المنسحبين من المنتمين لألوية العمالقة بالساحل الغربي العائدين إلى عدن جميعهم من المقربين والمحسوبين على كل من احمد الميسري وحسين عرب ومحمد ناصر احمد وزير الدفاع السابق، وجميعهم من الشخصيات العسكرية والاجتماعية التي تحظى بشعبية كبيرة في أوساط الجنوبيين.