تقرير يكشف مؤشرات اقتراب التحالف من قلب الطاولة على الإصلاح في شبوة ووادي حضرموت
متابعات – المساء برس|
ربط مصدر سياسي مطلع على تطورات الأحداث في المناطق الجنوبية خلال الفترة الأخيرة مع التسريب المسجل بالفيديو للقيادي بالإصلاح عبده فرحان الملقب بـ”سالم” وهو يعترف بدعم تركي لهم لمواجهة أدوات الإمارات المحلية في المخا.
وقال المصدر إن هناك مؤشرات قوية على توجه سعودي إماراتي لإزاحة الإصلاح وسحب أهم المناطق التي يسيطر عليها جنوب البلاد وأبرزها شبوة وحضرموت.
واشنطن تعطي الإمارات الضوء الأخضر وإشارة البدء
وأضاف المصدر في حديث خاص للجنوب اليوم، إن الترتيبات التي تجري حالياً ضد الإصلاح تتم باتفاق مع الأمريكان الذين بدأوا بالاتجاه نحو المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات.
وكان محافظ عدن الجديد وأمين عام المجلس الانتقالي أحمد لملس قد التقى اليوم بالسفير الأمريكي كريستوف هنزل في مقر إقامته بالرياض.
وهذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها مسؤول أمريكي بارز بحجم سفير بقيادي في الانتقالي الجنوبي.
وفي اللقاء أبدى السفير الأمريكي ترحيبه بلملس واستعداده تقديم كافة أوجه الدعم له في سبيل استعادة الاستقرار إلى عدن، ولعل ذلك ما يراه مراقبون إنه قد يمثل إشارة البدء أو الضوء الأخضر لبدء أبوظبي تنفيذ رغباتها في شبوة وحضرموت.
بالتزامن مع ذلك شهدت شبوة عدداً من التطورات المتلاحقة والمتسارعة أبرزها ما حدث اليوم من استهداف كاد أن يتم للقوات الإماراتية المعسكرة قرب منشأة بلحاف الغازية.
حيث فككت القوات الإماراتية عبوة ناسفة شديدة الانفجار تم زرعها جوار برج المراقبة الرئيسي أمام البوابة الكبرى للمعسكر الذي تتواجد فيه القوات الإماراتية في بلحاف جنوب شبوة.
مصادر عزت ما حدث بأنه اختراق خطير للقوات الإماراتية والموالين لها من أتباع المجلس الانتقالي ينبئ بعودة التوتر بين الإمارات والإصلاح وربما تفجر الأوضاع عسكرياً بين الطرفين.
بالتزامن مع ذلك سعى الإصلاح – تيار هادي – إلى حشد تظاهرة في مدينة عتق لتأييد هادي ورفض المجلس الانتقالي الجنوبي، وهي التظاهرة التي أراد الإخوان منها إظهار رفضهم تغيير المحافظ الحالي محمد بن عديو الذي يرى فيه الإصلاح أبرز شخصية تضمن لهم مصالحهم الاقتصادية التي يتم جنيها من المحافظة النفطية.
استغلال الإمارات للعبوة الناسفة ورفع يافطة مكافحة الإرهاب
المصدر الذي تحدث للجنوب اليوم أشار إلى أن قصة العبوة الناسفة قد تكون مفبركة ومخطط مسبق من قبل القوات الإماراتية كي تكون تمهيداً لبدء حملة عسكرية جديدة ضد الإخوان تحت عناوين مكافحة الإرهاب، غير مستبعد – المصدر- من أن يتم استغلال مقطع الفيديو المسرب لسالم، قائد قوات الإصلاح في تعز، في هذا السياق لتبرير الحملة العسكرية التي تسعى أبوظبي من خلالها إلى اجتثاث الإصلاح من شبوة.
واليوم أيضاً نفذت النخبة الشبوانية عرضاً عسكرياً في بلحاف بشبوة، هذا العرض الذي نفذته قوات الصاعقة بالنخبة، حضرته قيادات من التحالف السعودي الإماراتي، ويبدو أنها إشارة واضحة مفادها أن التحالف سيقف إلى جانب النخبة الموالية للإمارات ضد كل القوى العسكرية التابعة للإصلاح والمنضوية تحت غطاء (قوات هادي الشرعية).
أنباء نشر الإصلاح لعناصر تنظيم القاعدة في شبوة
اتساقاً مع ما يحدث اعتبر مراقبون أن تكثيف بعض وسائل الإعلام للحديث عن نشر حزب الإصلاح لعناصر تنظيم القاعدة في شبوة ليس ببعيد عن ما يخطط له ضد الحزب الإخواني الذي من المتوقع أن يتم استبعاده نهائياً أو على الأقل تقليص مشاركته إلى أدنى حد في الحكومة المزمع تشكيلها.
سياسياً وكما أشرنا فإن من المتوقع أن يستبعد الإصلاح من المشاركة في الحكومة الجديدة وإن حدث ذلك فسيكون بنسبة ضئيلة جداً وفي مناطق غير حساسة أو ذات أهمية.
عبدالملك يفاوض لتشكيل الحكومة تياري الشمال والجنوب الموالين لأبوظبي
مؤشر آخر على وجود مخطط يجري حالياً تنفيذه لإزاحة الإصلاح وسحب محافظتي شبوة وحضرموت من تحت سيطرته هو المفاوضات التي يجريها رئيس حكومة هادي الجديد، معين عبدالملك والتي تقتصر مع الأطراف الموالية للإمارات فقط، فبالأمس التقى عبدالملك بوفد الانتقالي ليناقش معهم تشكيل الحكومة وفيما كان من المتوقع أن يلتقي مع الطرف الآخر وهو الإصلاح والتيار الموالي لهادي، ذهب الرجل للقاء بتيار المؤتمر في الشرعية الموالي للإمارات أيضاً، وهو ما اعتبره مراقبون أن تشكيل حكومة جديدة سيكون شكلياً مناصفة بين الشمال والجنوب وفعلياً سيكون مناصفة بين الموالين للإمارات في الجنوب ومثلهم في الشمال.
الدرون الأمريكية تحلق فوق شبوة وشمال حضرموت
وتجدر الإشارة إلى أن من ضمن ما شهدته مؤخراً كلاً من محافظتي شبوة وحضرموت وتحديداً فوق المنطقة العسكرية الأولى المحسوبة على محسن الأحمر، تحليقاً مكثفاً لطائرات التحالف السعودي الإماراتي والذي تزامن مع تحليق مكثف استمر لساعات لطائرات مسيرة تناقلت وسائل إعلام محلية فيما بعد أنها كانت طائرات مسيرة استطلاعية تابعة للقوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة باسم مكافحة الإرهاب والتي يتواجد جزء منها في معسكر القوات الإماراتية في بلحاف بشبوة وجزء آخر في قاعدة مطار الريان العسكرية التي تسيطر عليها أبوظبي منذ 4 سنوات.
إعادة تجميع النخبة الشبوانية
كما أن من غير المصادفة أن يتم في هذا التوقيت تحديداً إعادة أبوظبي إحياء قوات النخبة الشبوانية التي كان المحافظ بن عديو قد استطاع تشتيتها وتفكيك قوتها، حيث قامت أبوظبي بإعادة تجميع فصائل النخبة الشبوانية وتجميع المقاتلين من مناطق متفرقة في شبوة وعدن ومناطق أخرى واستدعاء قيادات الألوية والكتائب الموالين للانتقالي والذين يستعيدون قواهم ويلملمون أفرادهم قرب مدينة عتق.
المصدر: تقرير نشره موقع الجنوب اليوم