مع إعلان علاقات مباشرة معها..إسرائيل ترحب بسيطرة الإمارات على سقطرى وسواحل البحر الأحمر
متابعات خاصة-المساء برس| أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تمكنه من إبرام ما وصفه بـ”اتفاق سلام” بين الإمارات والكيان الصهيوني, واصفا ذلك الأمر بالحدث التاريخي.
ترامب كشف أن الاتفاق تم فقط من خلال اتصال هاتفي جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتياهو وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، داعيا البلدان العربية والإسلامية لحذو حذو الامارات في تطبع علاقاتها مع إسرائيل.
وأشار ترامب إلى أن هذا الاتفاق سوف يعرف ب “اتفاق إبراهام” دون ذكر السبب غير أنه قال: ” أردت أن أطلق أسمي على الاتفاق بين إسرائيل والإمارات لكن الصحافة لن تتقبل ذلك “.
الجدير بالذكر أن هذا الإعلان والذي أصبح غير مستغربا في ظل الخطوات السريعة التي اتخذتها الإمارات في إطار التطبيع مع العدو الصهيوني خلال السنوات الماضية، تزامن مع نجاح الإمارات في السيطرة على سواحل البحر الأحمر وأغلب موانئه إما بالاحتلال المباشر أو عبر صفقات مالية، بموجبها وضعت الإمارات يدها على تلك الموانئ، اضافة إلى السيطرة الكاملة والفعلية على جزيرة سقطرى اليمنية الهامة والاستراتيجية في بحر العرب و التي تؤكد الأنباء الواردة منها بأن الإمارات تقوم حاليا بإنشاء أربعة معسكرات فيها تقع في مناطق رأس قطينان وغبة ومحمية دكسم ومنطقة مومي شرق الجزيرة ، بالإضافة إلى إنشاء ميناء جديد عن طريقه تقوم بإدخال ما تريد من السلاح، وكل ما يعزز من سيطرتها على الجزيرة.
كما أكدت مصادر إعلامية اتساع حركة شراء الإماراتيين للأراضي في جزيرة سقطرى بعقود باطنة للتحايل على القرار الجمهوري القاضي بمنع بيعها للأجانب.
وأضافت المصادر أن معدل الرحلات الجوية الإماراتية إلى سقطرى ارتفع مؤخرا عبر شركة “رويال جيت” التي جرى إيقافها سابقا من قبل حكومة هادي.
وفي ربط لإعلان التطبيع والعلاقات المباشرة بين الإمارات والكيان الصهيوني، أكدر مراقبون أن هذا يأتي في إطار استكمال مخطط أمريكي، يمكن من خلاله إسرائيل من السيطرة على سواحل البحر الأحمر، وموانئه عبرواجهة الإمارات والسعودية، وبذلك يتحقق للكيان الصهيوني، ما سعى للوصول إليه خلال عقود من الزمن، ما كان لهذا الأمر أن يحدث لولا تدخل الإمارات السعودية في شؤون الدول العربية، ووصايتها عليها.
ويؤكد ذلك، ترحيب الأوساط الإعلامية والسياسية في إسرائيل بسيطرة دولة الإمارات على جزيرة سقطري بزعم أنه خطوة مهمة لمنع هيمنة إيران في المنطقة.
وقال الباحث الإسرائيلي إيهود يعاري في تقرير له على القناة العبرية 12، اليوم الخميس إن سيطرة الإمارات على جزيرة سقطري محل ترحيب إسرائيلي “لمنع الهيمنة الإيرانية على طريق الشحن البحري إلى إيلات” الإسرائيلية.
وأضاف يعاري أن “جزيرة سقطرى تستحوذ اليوم على اهتمام وانتباه المنظومة الأمنية الإسرائيلية بسبب الأحداث الأمنية والعسكرية الدائرة حولها، وبالقرب منها، فهي أكبر جزر الأرخبيل، وذكر أن “نظرة إسرائيلية سريعة على الخريطة توضح أن سقطرى تهيمن على ممرات الشحن من وإلى البحر الأحمر، ولها أهمية استراتيجية هائلة تحظى بمراقبة كثيفة من أجهزة الأمن الإسرائيلية، وأشار إلى أن “الخبراء الأمنيين والعسكريين الإسرائيليين تابعوا عن كثب سيطرة الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات على الجزيرة، وترحيل من وصفه بالحاكم اليمني ومسؤوليه بالقوارب، بجانب أفراد الحامية الجالسين هناك، وأضاف أن “الإمارات تقوم الآن بإنشاء مواقع عسكرية في الجزيرة، وتصب الأموال للحصول على دعم السكان، ويبرر المتحدثون باسم طيران الإمارات ما يقومون به على أنه تصد لتزايد النفوذ التركي الذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان، وتوجهاته للاستيلاء على سقطرى بمساعدة الإخوان المسلمين والقبائل في اليمن، مع العلم أن الإمارات وتركيا دخلتا منذ فترة طويلة في مواجهة أمامية عنيفة في ليبيا والصومال”.
وأكد يعاري أن “الإمارات والسعودية تخوضان سلسلة عمليات ميدانية لمحاصرة القاطرات التي تمول العمليات العسكرية التركية، مع أنه في هذه المواجهة يفضل حاكم الإمارات محمد بن زايد الاستفادة من المليشيات التي يجندها، بالتشاور مع الجنرال الأسترالي بجانبه، وبالكاد يرسل المزيد من القوات الخاصة به للقتال، وبالنسبة له فإن قادة الحركة الذين يسعون من أجل الاستقلال في جنوب اليمن، بما في ذلك سقطرى، هم شركاء جديرون”.
وختم بالقول بأن “المساعدة الإسرائيلية لأطراف الحرب في اليمن اليوم في القرن الحادي والعشرين، هي امتداد لما قامت به في حقبة الستينيات من القرن العشرين، حين اعتاد سلاح الجو الإسرائيلي على إسقاط الإمدادات إلى المقاتلين القبليين، الذين شكل أبناؤهم وأحفادهم العمود الفقري للحوثيين، وحلفاء إيران المقربين، وأصدقاء نصر الله، لأن الشيء الرئيسي أن إسرائيل لا تريد أن تقع سقطرى في أيدٍ معادية لها”.