تأكيداً لما نشرناه.. التحالف يتجه لاستبعاد الإصلاح من المشاركة السياسية بعد مقطع الفيديو لـ”سالم”
خاص – المساء برس|
ما إن تم نشر مقطع الفيديو الذي تم تصويره سراً للقيادي بالإصلاح – صاحب القرار العسكري الأول لكافة القوات الرسمية وغير الرسمية الموالية للإصلاح في تعز – عبده فرحان (سالم)، حتى اشتغل الناشطون اليمنيون الموالون للإمارات ووسائل الإعلام الممولة من أبوظبي وباشروا حزب الإصلاح بشن هجمة عنيفة ضد الحزب.
وتأكيداً لما سبق ونشرناه في “المساء برس” بشأن دلالات نشر مقطع الفيديو وعلاقة ذلك باتفاق الرياض وما سيلي الاتفاق من إجراءات وتحركات من التحالف ضد الإصلاح، بدا من الواضح كيف أخذ الهجوم ضد الإصلاح من قبل الموالين للإمارات من ناشطين ووسائل إعلام طابعاً يوحي بأن الاتجاه العام للتحالف هو اتخاذ المقطع ذريعة للقضاء على الحزب بشكل كامل وليس فقط توجيه الإدانة لعبده فرحان بمفرده.
وطالع “المساء برس” الهجمة التي شُنت ضد الحزب من قبل بعض الناشطين ووسائل الإعلام والتي استغلت مقطع الفيديو للهجوم ضد الإصلاح ومطالبة هادي بالقبض على كافة قيادات الإصلاح وبدء التعامل مع الحزب كعدو لـ”الشرعية”، وليس ذلك فحسب، بل وصفت بعض المواقع الإخبارية الممولة من الإمارات، الإصلاح بأنه أخطر من الحوثي، في حين اعتبرت وسائل إعلام أخرى أن حديث “سالم” المسرب ليس رأياً شخصياً إنما قرار جماعة الإخوان المسلمين باليمن والتي يمثلها حزب الإصلاح.
ومثلما لفت “المساء برس” في وقت سابق إلى أن نشر مقطع الفيديو والذي يدين الإصلاح بشكل مباشر بشأن العمل لصالح تركيا ضد الإمارات، بدأت بعض وسائل الإعلام الممولة من الإمارات بالحديث عن أن مقطع الفيديو المسرب يعتبر كافياً للتحالف وهادي لإخراج الإصلاح من أي شراكة سياسية في المرحلة القادمة، الأمر الذي يؤكد صحة ما سبق وتحدثنا به من أن الفيديو الذي خرج من أروقة مخابرات التحالف واختيار خروجه في هذا التوقيت تحديداً – بعد اتفاق الرياض الثاني – الذي جعل من الانتقالي سلطة شرعية، كان مقصوداً جداً وهو الخطوة الأولى من المرحلة الثانية لاستراتيجية التحالف السعودي الإماراتي ضد الإصلاح.
مراقبون يرون أن الإصلاح لم يعتبر من الدروس السابقة، وأراد فيما يبدو مجاراة التحالف والسير على نغمة دعم الشرعية واستعادة سلطتها وإنهاء ما يسمى “الانقلاب الحوثي” ورغم ما تعرض له الحزب من طعنات من قبل من استدعاهم للتدخل في اليمن إلا أنه أبدا موقفاً مؤيداً لاتفاق الرياض الأخير رغم قناعته وعلمه مسبقاً أن الاتفاق يمهد لطي صفحة الإصلاح نهائياً بعد أن استخدمه التحالف كوقود حرب فقط حقق من خلالها بعض المصالح، لكن يبدو أن الإصلاح كان يسعى لأن يناور التحالف من جديد ويهادنه بعض الوقت إلى أن يعيد ترتيب أوراقه من جديد، لكن التحالف لم يترك للإصلاح هذه الفرصة ففاجأه بسرعة اتخاذ الخطوة التالية، وحتى الإصلاح وقياداته لم تكن تتوقع أن ينفذ التحالف خطوته التالية بهذه السرعة.