تحليل صحفي يكشف بوادر فشل اتفاق الرياض
البوابة الإخبارية اليمنية – متابعات: المساء برس|
لم يحمل اتفاق الرياض الجديد أي جديد سوى اعادة ترتيب البنود المتعثرة , واعادة ضبط المجلس الانتقالي إلى ما قبل اعلانه الادارة الذاتية للمحافظات الجنوبية , غير ان بوادر الفشل تظهر بقوة رغم الهالة الاعلامية الكبير التي تحاول تصوير ما حدث بالانجاز السعودي .
يتوقع الكثير من السياسيين والمراقبين ان مصير اتفاق الرياض الجديد , سيكون مثل سابقه كون الاتفاق السابق ولد ميتا وحاول الجمع بين متناقضات , ومزواجة من بين قطبيين عداء بخلفية صراع اقليمي من شأن جمعها مع بعض ان يولد انفجار كبيرا .
التشاؤم الذي ابداه عبدالعزيز جباري , مستشر الرئيس هادي المقيم في الرياض , ونائب رئيس مجلس النواب الموالي لهادي , إزاء الاتفاق الجديد , كان مبعثه تجربة خمس سنوات مع التحالف .
وفي الوقت الذي لم يجف حبر اتفاق الرياض الجديد حتى عادت المواجهات بين القوات الموالية لحكومة هادي وحزب الاصلاح , وقوات المجلس الانتقالي في جبهتي الطرية والشيخ سالم في محافظة أبين , وهو ما يشير الى ان الاتفاق مجرد قفز على واقع متخم بالخلافات المعقد , كما ان كثير من قيادات الطرفين ترى في استمرار هذا الصراع مصدرا للثراء ولا تريد انتهاء الوضع الذي يدر عليها الكثير من الأموال .
وقال سياسيون ان السعودية الذي تعرضت لانتكاسات كبيرة مؤخرا , تبحث عن انتصار سياسي زائف بالترويج للإتفاق الجديد ومحاولة تقديم نفسها كقوة مؤثرة في المنطقة بعد ان كسرت صورتها في المستنقع اليمني , وباتت عرضة للقصف المتكرر من قبل قوات الحوثيين .
مؤكدين أن الصراع الدائر في جنوب اليمن يتجاوز السعودية والإمارات , وشأن ذلك الوضع في اليمن بشكل عاما شمالا وجنوبا , حيث تحضر القوى الدولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا في تفاصيل الأزمة اليمنية , وترميان بكل ثقلهما لتوجيه مسارات الاحداث في اليمن وفق رؤيتها القائمة على الحصول على تواجد دائم في اليمن ذات الموقع الاستراتيجي المشرف على ممر التجارة العالمية .
وقد أبدت المملكة المتحدة اهتماما كبيرا وغير عاديا , بالاعلان عن الاتفاق الجديد حول الصيغة المعدلة لاتفاق الرياض بين فريق هادي , والمجلس الانتقالي .
وحرص وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب على الاشادة بالاتفاق , وقال في تغريدة على صفحته بموقع تويتر
ان الاتفاق يمثل “خطوة أساسية نحو حل سلمي مناسب للأزمة اليمنية”، وحث الأطراف على “المضي قدما في المفاوضات والتسويات” .
وكان السفير البريطاني ميكل ارون قد سارع الى تهنئة السعودية على إبرام الاتفاق الجديد بين هادي والانتقالي , مرحبا بإعادة تعيين رئيس الوزراء معين عبد الملك لتشكيل حكومة جديدة ، وقال انها بشارة سارة لليمن حد تعبيره .
وقد مارستا السعودية والإمارات ضغوطا كبيرة على هادي لإعادة تعيين معين عبدالملك على رأس الحكومة القادمة .
وكان المسئولون في الخارجية البريطانية قد اجريا سلسلة لقاءت مع المسؤولين السعوديين وحكومة هادي والمجلس الانتقالي للدفع نحو تنفيذ اتفاق الرياض الجديد , وبشكل عكس الاهتمام البريطاني بالملف اليمني ونظرة لندن الى الأزمة اليمنية من زاوية مصالحها .
ويرى كثيرون ان المبعوث الاممي الى اليمن البريطاني مارتن غريفيث الذي بدوره رحب باتفاق الرياض الثاني , يتحرك في الملف اليمني من منظور الرؤية والمصالح والاطماع البريطانية في اليمن , وخصوصا الساحل الغربي وممر الملاحة الدولية وعدن , وهي ذات الاطماع لبريطانيا قديما .
في حين اعلن سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى السعودية جون أبي زيد، عن ترحيب بلاده بالآلية الجديدة لتنفيذ اتفاق الرياض .
وأضاف السفير أبي زيد القادم من قيادة الجيش الامريكي ان تنفيذ اتفاق الرياض يمثل خطوة أساسية نحو تحقيق سلام دائم للشعب اليمني، وأن تحقيق السلام والوحدة في اليمن، هو أمر ضروري من أجل الاستقرار الإقليمي وتلبية الاحتياجات الملحة للشعب اليمني حد قوله .
وكانت بريطانيا وامريكا قد سارعتا لدعم اتفاق الرياض السابق الذي وقع في نوفمبر 2019 م .