ما وراء استسلام الانتقالي بهذه السهولة أمام اتفاق الرياض؟
يحيى محمد – وما يسطرون – المساء برس|
الواضح مما حدث في الرياض هو أن المجلس الانتقالي الجنوبي “التابع” للإمارات انكشف أمام أنصاره بأنه مسلوب القرار والإرادة.
إذ لم يكن الانتقالي مضطراً للقبول بآلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض بهذه الصيغة التي سحبت من يده – إن تم تنفيذها بالكامل – أهم أوراق القوة التي يمتلكها والتي بموجبها تقدم لمجابهة هادي وحكومته التي يسيطر عليها الإخوان.
وإذا كان الانتقالي يملك أوراق قوة فلماذا إذاً لم يرفض هذه الصيغة ويفرض شروطاً بمستوى ما حققه من مكاسب على الأرض طوال السنوات الأربع الماضية؟ ولا جواب على ذلك سوى أن الانتقالي أساساً لم يتفاوض مع هادي حتى يتم فرض شروط أم لا، فالاتفاق تم بين الرياض وأبوظبي بينما بقي هادي ووفد الانتقالي مركونين جانباً حتى وصلتهما صيغة ما تم الاتفاق عليه ليس للاطلاع عليها وإبداء الرأي والمقترحات بل لإبلاغهما بأن “هذا ما ستعلنان أنكم اتفقتم عليه”، وهذا من ناحية، ومن ناحية ثانية فإن رضوخ الانتقالي للتوجيهات السعودية التي قضت بأن يعلن المجلس أنه يقبل بهذه الصيغة من الاتفاق ويباشر تنفيذ بنودها بدءاً بإعلان التراجع عن الإدارة الذاتية، هذا الرضوخ السريع والفوري أمام توجيهات الرياض وأبوظبي يؤكد أن الانتقالي مسلوب الإرادة والقرار ولا يستطيع تجاوز الحدود المرسومة له سلفاً، حتى أوراق قوته على الأرض لا يستطيع الانتقالي استخدامها.