فشل السعودية في تنفيذ اتفاق الرياض يدفع نحو تدويل الملف الجنوبي باليمن
الرياض – المساء برس| تقرير خاص|
أكد مصدر سياسي رفيع المستوى أن حزب الإصلاح دفع بتركيا نحو تهديد التحالف السعودي الإماراتي بشأن اليمن والتلويح بتصعيد الموقف إلى مجلس الأمن الدولي.
ولفت المصدر إلى أن الاتهام الذي وجهته تركيا أمس الأول لدى الأمم المتحدة ضد الإمارات بأنها ارتكبت جرائم حرب في اليمن، إنما يأتي في سياق مساعي جهات دولية لإيجاد نفوذ لها جنوب اليمن خاصة مع فشل السعودية في إجبار المجلس الانتقالي الموالي للإمارات على الانسحاب من المناطق التي سيطر عليها وإعادة سلطة هادي إلى مدينة عدن.
وكان مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة فريدون سنيرلي أوغلو قد قال في رسالة رسمية لمجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة أن الإمارات تستخدم تجويع ملايين اليمنيين كسلاح، واصفاً ذلك بجريمة الحرب.
وقالت تركيا في رسالتها أن السياسات التخريبية للإمارات في المنطقة والسعي للسيطرة على المنطقة تسبب بمقتل وإصابة عدد كبير من الأشخاص في اليمن.
وأشارت تركيا في رسالتها إلى ما سبق ووثقته الأمم المتحدة ومنظماتها وهيئاتها المعنية باليمن إرسال الإمارات مرتزقة إلى اليمن للقتال، بالإضافة إلى استخدامها مقاتلين من الأطفال وتمويلها جماعات إرهابية ترتبط بتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين.
وقال المصدر إن الهجوم الحاد على تركيا من قبل الرياض وإعلامها الرسمي والذي تصعد مؤخراً خلال الأيام القليلة الماضية يأتي في إطار الحرب الباردة بين الدولتين بسبب التدخل التركي في اليمن والذي تراه أبوظبي والرياض منافسة لهما في النفوذ باليمن.
وحسب المصدر السياسي فإن تركيا تتحرك بدافع دعم حزب الإصلاح – الإخوان المسلمين باليمن – تحت غطاء إيجاد تحالفات جديدة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً لمواجهة المؤامرة التي تواجهها الحكومة من قبل التحالف السعودي الإماراتي.
إلى ذلك نقلت مصادر صحفية أن تركيا ليست وحدها التي تتحرك لتدويل ملف الجنوب اليمني وسحبه من يد التحالف السعودي الإماراتي، إذ تكشف معلومات أن روسيا أيضاً تتحرك في أروقة مجلس الأمن بشأن جنوب اليمن، غير أن موسكو تتحرك بدافع دعم المجلس الانتقالي الجنوبي الذي سبق أن أيدت إعلانه قرار الإدارة الذاتية للمحافظات الجنوبية.
وتسعى روسيا من خلال الانتقالي إيجاد موطئ قدم لها جنوب اليمن خاصة مع توسع التحركات الإقليمية والدولية في منطقة الشرق الأدنى، وتوسيع نفوذها ووجودها العسكري في المنطقة التي تعتبر اليمن جزءاً رئيسياً منها.
وترى موسكو أن الفرصة مناسبة لها في الوقت الحالي للتواجد جنوب اليمن وتبني دور سياسي يتعلق بالوضع في باب المندب جنوب اليمن، خاصة وأن الولايات المتحدة سحبت قواتها من أفغانستان وعززت وجودها بالشرق الأوسط والأدنى وهو ما يشكل خطراً على المصالح الروسية وحليفتها الصين.
بدورها تسعى الرياض لتنفيذ اتفاق الرياض بأي طريقة حتى وإن كان ذلك على حساب سلطة هادي، إذ تشير المعلومات أن ما يجري التفاهم عليه في الرياض هو إجبار الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي على الموافقة على شروط الانتقالي وإشراكه في حكومة جديدة تكون مناصفة بين الشمال والجنوب بالإضافة إلى شروط أخرى بشأن محافظ عدن ومدير الأمن ومحافظ شبوة.
هذه الشروط التي تضمنها اتفاق الرياض يقابلها شروط أخرى وضعها هادي وعلى الانتقالي تنفيذها ومن هذه الشروط انسحاب الانتقالي من عدن وسقطرى وجميع المناطق التي يسيطر عليها جنوب اليمن والسماح بعودة الحكومة إلى عدن ودمج تشكيلات الانتقالي المسلحة ضمن قوات “الشرعية”، غير أن دعم الإمارات للانتقالي مكن الأخير من أن يفرض على الرياض القبول بتنفيذ مطالبه دون أن يلتزم هو بما عليه من التزامات في الاتفاق.
وترى الرياض أن تنفيذ الشق السياسي من اتفاق الرياض يعد خطوة إيجابية يحفظ لها ماء وجهها أمام المجتمع الدولي الذي يعتبرها فشلت في إدارة الأزمة جنوب اليمن وهو الفشل الذي تستغله اليوم تركيا وروسيا لصالح تحقيق نفوذ لهما جنوب اليمن لإزاحة التحالف، فتحقيق ولو الحد الأدنى من اتفاق الرياض يوقف التحركات التركية لدى مجلس الأمن ويحولها من داعم للمصالح اليمنية وأمن واستقرار المنطقة إلى طرف دولي يسعى للتدخل في اليمن لإعاقة عملية السلام المزعومة.