تفاصيل مؤلمة تكشف خيانة الشرعية لقبائل مراد وقانية وماهلية بمأرب.. حرضتهم لمواجهة الحوثي ثم سحبت قواتها
مارب – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
رغم نقضهم اتفاق الصلح مع جماعة أنصار الله الذي جنب منطقتهم الحرب لثلاث سنوات.. كشفت مصادر صحفية تابعة للشرعية إن قوات صنعاء والحوثيين وعلى الرغم من سيطرتهم على كامل منطقة قانية إلا أنهم يخاطبون المقاتلين مع التحالف من أبناء القبائل الموالية للشرعية في مناطق العبدية وماهلية جنوب مأرب بوقف القتال وعفى الله عما سلف، وذلك بعد أن تعرضوا لخيانة من قبل قوات الشرعية والتحالف الذي سحب قواته وترك المقاتلين الموالين له يواجهون الحوثيين منفردين.
وحسب ما نقلته صحيفة “الشارع” الصادرة من عدن عن موقع “نيوز يمن” وجميعهم يتبعون إعلام تيار المؤتمر الموالي للإمارات، فقد كشفت مصادر للموقع أن قوات محور البيضاء التابعة لشرعية هادي تقاعست على مدى خمسة أيام منذ وصول المعارك بين قوات صنعاء وقوات هادي إلى أطراف قانية، مؤكدة أن قوات هادي امتنعت عن تعزيز أبناء القبائل بالأفراد أو السلاح.
كما نقلت الصحيفة عن مصدر خاص بها إن المعارك في أطراف قانية والعبدية وماهلية لا يشارك فيها إلا مقاتلين قبليين موالين للشرعية بينما لا يوجد سوى تمثيل رمزي لقوات الأخيرة.
تصريح المصدر الخاص بصحيفة الشارع يؤكد أن قوات هادي خانت قبائل مراد وقانية وماهلية والعبدية بعد أن دفعتهم لنقض الاتفاق الذي كان موقعاً بين القبائل وجماعة أنصار الله والذي استمر لـ(3) سنوات وهو الاتفاق الذي أبقى على قانية منطقة محايدة وجنبها الحرب منذ العام 2016 وحتى مطلع العام 2020.
هذا الاتفاق لم يدم بسبب تحريض قيادة قوات هادي للقبائل لتفجير الوضع عسكرياً بوجه قوات صنعاء والسماح لقوات هادي بالانتشار في قانية، وهو ما كان يخالف الاتفاق الذي نص على عدم وجود قوات لأي طرف في قانية سواءً من قبل الحوثيين أو الشرعية.
وعلى الرغم من ذلك كشفت مصادر تابعة للشرعية إن الأخيرة دفعت القبائل للقتال معها وأقنعتهم بفتح مناطقهم لدخولها والسيطرة عليها كتمهيد لتفجير الوضع عسكرياً ضد الحوثيين، وأضافت المصادر إن قوات هادي ورغم دفعها للقبائل بنقض اتفاقهم مع صنعاء إلا أنها لم تلتزم بالقتال في هذه المناطق وبمجرد أن زادت المعارك ضراوة مع قوات صنعاء تركت قوات هادي المناطق التي كانت تنتشر فيها وسحبت مقاتليها وتركت المقاتلين القبليين الذين دفعتهم وأقنعتهم للقتال معها يقاتلون منفردين بدون أي سلاح ثقيل أو دعم عسكري.
إلى ذلك كشف أحد أقارب القيادي المؤتمري ياسر العواضي والذي هرب من مديرية ردمان بالبيضاء إلى مدينة مأرب بعد ساعات فقط من إعلانه مواجهة مسلحة مع الحوثيين الأسبوع الماضي، عن تفاصيل خطيرة تتعلق بجبهة قانية وتكشف كيف انقلبت قوات هادي على الخطة التي كان متفقاً عليها بين مقاتلي القبائل الموالين للتحالف وبين قيادة محور البيضاء التابعة لهادي.
ونشر سعيد علي العواضي بصفحته على الفيس بوك، تفاصيل ما حدث في أطراف قانية وكيف سقطت المنطقة بالكامل بيد قوات صنعاء وتعرض المقاتلين من القبائل للطعن من الظهر.
وقال العواضي في منشوره إن محور البيضاء واللواء 117 التابعين لقوات هادي و”كتائب أخرى تتبع قيادتها لجهة حزبية معروفة” في إشارة إلى حزب الإصلاح، انقلبت على اتفاقها مع القبائل وعلى حزب الإصلاح بداية من ردمان في البيضاء.
وأضاف العواضي كاشفاً ما حدث بالقول “كان الاتفاق ان قوة المحور تدخل الى راس منطقة لغوال لتامين الطريق المؤدية الى ردمان، لم يقوم المحور بهذه المهمة والتي تكفل بها.. وسقطت المنطقة وسيطر الحوثي على الطريق اول موقع يسيطر عليه.. واستمر الحوثيون بالسيطرة عليه إلى الساعة الواحدة بعد الظهر.. الى ان تدخلت قوات تابعه للواء 159 (التابع لسيف الشدادي) اتت من قانيه، وفتحت الطريق ولكن اتى ذلك بعد سقوط عدد من المواقع الأمامية بردمان بيد الحوثي.. وهنا انتهى فلم ردمان”.
وتابع العواضي “واليوم الثاني قام قايد المحور بتوزيع صناديق ذخاير علي عدد من الضباط، اللذين كانوا معه.. ومن استلم من الضباط روح. واليوم الثالث غادرت قوات المحور من المواقع الأمامية لجبهة قانية، ما اضطر احرار من مقاومة جبهة قانيه وافراد تابعين للواء 159 الى اعتراضها، وتوقيف عدد من الأطقم بقانية فيما غادرت الافراد المنطقة”.
وحول التطورات الأخيرة التي شهدتها أطراف قانية أمس الثلاثاء، قال العواضي: “واليوم اللواء 117 الذي وقف موقف المتفرج في معركة اليوم وعدد من الكتائب التابعة لجبهة قانيه مجنبين في الكنب والقبائل تقاتل مع شرفاء الجيش.. يجب ان يفتح تحقيق في هذا كونها خيانة”.
وفي منشور آخر وجه العواضي رسالة للعميد سيف الشدادي قائد اللواء 159 طالبه فيها أن يفصح عن أحداث قانية الأخيرة “كونه أحد القادة العسكريين بجبهة قانية.. وكلامه سيكون له صدى وسيصل إلى من يهمه الأمر”.
وأضاف العواضي: “يكفي سكوت يا سيف الشدادي أرواح الناس مش هي رخيصة إلى أن تسكتوا عن الخونة والعملاء، لا يوجد شخص منا لم يقدم اخوه او ابنه او والده شهيد.. والان يتآمر على دمائهم العملاء والخونة”.
وفي منشور ثالث للعواضي، كشف الأخير عن ما حدث بعد سيطرة قوات صنعاء على ردمان بالبيضاء، وكتب العواضي “سيطر الحوثيين على جميع مدرية ردمان بحيث فتح امامهم ما يقارب مساحة 10كيلو مفتوحه، وذلك من راس حوران شرقا الى جبل الفالق غرباً”.
وقال العواضي إن “قوات الشرعية في قانيه لم تحرك ساكناً بعد سقوط ردمان”، مضيفاً إنه كان من المفترض أنها – أي الشرعية – “توجه قواتها إلى حوران الدوماني والفالق قبل أن يسيطر عليها الحوثي، وكذلك إرسال كتائب إلى الطريق المؤدية من منطقة لغوال إلى بلاد مراد”.
وأضاف العواضي إن قيادة قوات الشرعية وبدلاً من ذلك انتظروا حتى “تمكن الحوثي من السيطرة على جبل دوماني والفالق وحوران وعبروا مع الطريق المفتوحة خلف قانية حتى قطعوا الطريق الإسفلتية بين قانية ومأرب، والقيادة بقانية تدافع على جبل العر ومسعودة جوار سوق قانية بينما الحوثي يلتف حتى وصل الطريق وقطعها وبعد ذلك هاجم سوق قانية”، وفي إشارة إلى أن ما حدث كان خيانة من قوات هادي للقبائل التي وثقت بها، اختتم العواضي منشوره بالتساؤل: “ايش تسموا هذا في القاموس العسكري للحروب؟”.