هادي يبيع “المثلث الأسود” للتحالف 40 سنة
إبراهيم القانص – وما يسطرون – المساء برس|
تسير الأوضاع في المحافظات الجنوبية والشرقية نحو مصير مجهول محفوف بالضياع حسب مخططات قوى التحالف التي سخرت كل إمكاناتها لإشعال الصراعات البينية
وتفكيك النسيج المجتمعي لأبناء تلك المحافظات بعدما أشعل فتيل النزاع والاقتتال على أسس مناطقية وعنصرية، حتى تحولت الأوضاع إلى فوضى عارمة ومشهد يزداد قتامة يوما بعد يوم.
تحولت مكونات المحافظات الجنوبية والشرقية إلى أطراف نزاع عبثي يخدم كل طرف قطبا من أقطاب قوى التحالف، فهادي وحكومته وقواته يتبعون السعودية التي سلبتهم قرارهم ولم يعودوا يمتلكون شيئا من أمرهم، وإنما ينتظرون توجيهات الرياض أيا كانت، في وقت تحرك الإمارات أدواتها الممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته، وفق مصالحها وأطماعها وأهدافها في السيطرة على مناطق الثروة والمواقع الاستراتيجية ولا تزال الرياض وأبو ظبي تستخدمان العناوين نفسها في استخدام اليمنيين وتحويلهم إلى أدوات تهدم مكتسباتها وتفرط في سيادة وطنها رغم انكشاف الأوضاع والمسارات التي يسلكها التحالف بعيدا عن مصالحهم التي ظل يتشدق بها.
تغرق أطراف الصراع في تلك المحافظات في حرب بينية ضمن مسارات رسمها التحالف ستؤدي بنهاية الأمر إلى القضاء على طرف والاستحكام على الطرف الذي سيتم إيهامه بأنه المنتصر، لكن النتائج تتكشف تباعا بانهيار تام للأوضاع يلمس كارثيته المدنيون في تلك المحافظات، بدءا من انهيار العملة المحلية ووصولا إلى ارتفاع سعر رغيف الخبز إلى الضعف مما كان عليه، وتوقف منظومة الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وصحة.
منظمات تحمل شعارات الإنسانية والإغاثة يستخدمها التحالف غطاء لتهريب عناصر استخباراتية وإرهابية كان آخرها ما كشفه أحد قيادات الانتقالي عن استخدام حزب الإصلاح في شبوة منظمات إغاثية كغطاء لتهريب عناصر مخابرات تركية، وعبر منفذ شحن تستقدم جمعية الإصلاح ضباط مخابرات أتراكا باسم خبراء تابعين لمنظمات أكدت مصادر مطلعة أن المخابرات الفرنسية كشفت في أوقات سابقة أنها تعمل في اليمن لأجل التمهيد لتدخل عسكري تركي مرتقب.
وفي وقت يخوض أبناء المحافظات الجنوبية معارك شرسة ضد بعضهم حسب مخططات التحالف؛ تبرم حكومة هادي اتفاقية مع شركة أرامكو النفطية السعودية، تستحوذ بموجبها أرامكو على الحقول النفطية في ما تعرف بمنطقة المثلث الأسود، في المحافظات الغنية بالنفط وهي الجوف وشبوة ومارب.
ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي نشروا وثيقة مسربة موقعة من وزير النفط في حكومة هادي، هامور الفساد النفطي أوس العود، الوثيقة موجهة إلى علي محسن الأحمر، نائب هادي، تضمنت إبلاغه بالتعديلات التي أجراها الجانب السعودي على بنود الاتفاقية المزمع إبرامها بين حكومة هادي وأرامكو السعودية.
ثلاثة من بنود الاتفاقية عدلها الجانب السعودي، بحيث تضمن أحدها: الاستغناء عن جميع الشركات النفطية العاملة في المثلث الأسود، على أن تتكفل أرامكو السعودية بدفع التعويضات المترتبة على فسخ العقود، فيما نص بند آخر على منع حكومة هادي من التعاقد مع أي شركة لاستكشاف النفط في منطقة المثلث الأسود، وكان البند الثالث الذي عدله الجانب السعودي قاصما حيث نص على أن حكومة هادي لا يحق لها إلغاء الاتفاقية إلا بعد مرور 40 سنة.
مراقبون رأوا أن المعارك التي يديرها التحالف بين أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية، حيث تقع حقول الثروة النفطية، قد تكون تمهيدا لسريان تلك الاتفاقيات التي تم تسريبها، متوقعين أن تكون هناك اتفاقيات أخرى لم تظهر بعد، معتبرين ذلك إصرارا واستمرارا من هادي وحكومته في التفريط بسيادة اليمن ومقدراته وثرواته.
وفي وقت يبيع هادي وحكومته ثروات اليمن السيادية لدول التحالف؛ يعلن البنك المركزي في عدن عجزه عن صرف مرتبات الموظفين، البنك المركزي في عدن أبلغ هادي بعجزه عن صرف الرواتب إلا أن الرجل مشغول ببيع الثروات كما لو كانت ملك أبيه، لكن الواقع والمآلات التي وصلت إليها الأوضاع تؤكد أن هادي أعجز من أن يرفض أمرا للتحالف الذي سيظل يستخدمه حتى يحقق كامل أهدافه، لكن وحسب محللين يجهل التحالف أن الأمر في النهاية سيحسمه اليمنيون وحدهم بعيدا عن هادي وحكومته.
وحسب المراقبين تكثف قوى التحالف جهودها لتبديد الثروات النفطية اليمنية خصوصا في مارب على وقع اقتراب الحوثيين من السيطرة الكاملة على المحافظة، والتي بدورها ستسهل زحفهم باتجاه بقية المحافظات التي أحالها التحالف وأدواته الداخلية إلى مسرح لعملياته التدميرية على مدى خمس سنوات من تدخله عسكريا في اليمن.
المصدر: مقال منشور للكاتب لدى “البوابة الإخبارية اليمنية”