زعيم الحوثيين يوجه خطاباً للأمة العربية ويحذر من تحرك عسكري أمريكي إسرائيلي مباشر
صنعاء – المساء برس|
وصف زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي التدخل الأمريكي في المنطقة الإسلامية بالعدائي والسلبي وأنه يصنع الأزمات ويستغل المشاكل، ملمحاً إلى تحرك عسكري أمريكي إسرائيلي بمشاركة بعض الأدوات بالمنطقة بشكل علني قد نشهده قريباً.
وقال الحوثي في كلمة متلفزة وجهها للعالم العربي والإسلامي بمناسبة ذكرى ما يعرف بـ”الصرخة” وهو الشعار الذي يهتف به منتسبو الجماعة والذي يعلنون فيه بالعداء للسياسة الأمريكية والإسرائيلية الاحتلالية والمهيمنة على شعوب العالم خاصة العالم العربي والإسلامي، قال الحوثي إن “التدخل الأمريكي في مختلف بلدان عالمنا الإسلامي عدائي وسلبي يصنع الأزمات ويستغل المشاكل”.
درجة الولاء لإسرائيل بلغت حد وصف المقاومة الفلسطينية بالإرهاب
وأكد الحوثي أن الاستهداف الأمريكي للأمة الإسلامية والعربية تنوع بين “الاقتصادي والعسكري والأمني وعلى كل المستويات”، لافتاً إلى أن ما حدث في أفغانستان والعراق لم يكن تحركاً عابراً بل كان في مسار استهداف الأمة كلها، وأن ذلك يثبت صوابية قراءة المسيرة للأحداث، في إشارة إلى قراءة جماعة أنصار الله وزعيمهم السابق حسين الحوثي للأحداث التي بدأ بالتحذير من الدور الأمريكي في المنطقة منذ بداية تحركه مطلع الألفية الحالية والتي دشنها بشعار الموت لأمريكا وإسرائيل بعد أربعة أشهر فقط من أحداث 11 سبتمبر عام 2001.
وفي إشارة إلى الأنظمة العربية التي بدأت تصطف إلى جانب إسرائيل علناً، قال الحوثي إن “الموالين لأمريكا وإسرائيل تكشفوا أكثر فأكثر وهاهم اليوم يظهرون في علاقتهم مع إسرائيل أكثر من أي وقت مضى”، مضيفاً بتساؤل بصيغة استغراب “من كان يتوقع أن يظهر النظام السعودي والإماراتي وغيرهم علاقتهم بالإسرائيلي إلى درجة أن يصنف فيها المقاومة الفلسطينية بالإرهاب؟ من كان يتصور أن الفلسطيني سيكون سجيناً لدى النظام السعودي لعدائه لإسرائيل؟”.
وأكد زعيم أنصار الله بأن قادم الأيام سيشهد الجميع تحركاً أمريكياً إسرائيلياً مع عملائهم في المنطقة بشكل عسكري مشترك وعلني، لافتاً إلى أن هذا التحالف الغربي مع العملاء من العرب يتحركون مع بعضهم حالياً في الخفاء.
وتوجه الحوثي بخطابه إلى الموالين للولايات المتحدة الأمريكية والكيان الإسرائيلي في المنطقة العربية بالقول: “من توهموا أن مصلحتهم ومكاسبهم في أن يكونوا عملاء لأمريكا وإسرائيل وخونة لأوطانهم وشعوبهم هم أخسر الناس”.
كما لفت الحوثي إلى الخطط والقواعد التي تتبعها أنصار الله في توجههم منذ نشأة الحركة بالقول إن “أهم ما قدمه القرآن هو التقييم الصحيح والدقيق لتوجهات الأعداء من أهل الكتاب”، مضيفاً إن “خطط الأعداء تقوم على إفقاد الأمة كل عناصر القوة واستغلالها دون اكتراث لمصير عملائهم”.
أغبياء وسيندمون
وبشأن الترويج للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي المحتل قال الحوثي في كلمته إن “من تحدث بمودة وحب عن اليهود والصهاينة من النظام السعودي هم أغبياء لا يدركون أنهم مهما بلغوا في التعبير عن ولائهم لن يقابلوا إلا باستغلال وسخرية واحتقار، من قدم المبررات للعلاقة والتحالف مع الإسرائيلي فإنه سيفتضح أكثر فأكثر وسيصل إلى مرحلة الندم”.
وأضاف الحوثي بأن “التكفيريون في اليمن ومختلف البلدان التي تحركوا فيها ظهر جلياً كيف أنهم يسعون لخدمة أمريكا وإسرائيل بينما أظهر الموقف المستقل عن الهيمنة الأمريكية فاعليته في أوساط الأمة”، مستشهداً على ذلك بالقول “ألم ينكمش النفوذ الأمريكي في البلد عندما وصلت المسيرة القرآنية إلى صنعاء والمحافظات الأخرى؟ ألم يهرب السفير الأمريكي والمارينز من صنعاء؟ أمريكا هربت ولم تجرؤ أن تدخل بنفسها بمواجهة مباشرة مع شعبنا فأتت عبر أدواتها ومن خلفهم تديرهم وتوفر لهم الحماية والسلاح”.
أمريكا بعد وصول الحوثيين صنعاء
وأكد الحوثي أن الولايات المتحدة غادرت اليمن عندما وجدت أنه لم يعد لها أي تأثير في البلاد بعد أن كان سفيرها يلتقي بكل المسؤولين اليمنيين ويتدخل في كل شيء.
سياسة أمريكية
ولفت الحوثي إلى طبيعة السياسة الأمريكية التي تسعى لتنفيذها في اليمن والمنطقة، حيث قال بأن “الأمريكي يحرص أن يعمل له قواعد في اليمن عندما يأمن أن تكون أدواته في مقدمة الصفوف.
كما تطرق إلى جزء من الدور الأمريكي في اليمن أثناء النظام السابق، حيث قال إن الأمريكي عمل على إنهاء القوة الجوية والبحرية والصاروخية لليمن تحت عناوين الهيكلة وأنه عمل على تحويل الجيش اليمني والمنظومة الأمنية إلى منظومة خاوية غير قادرة على حماية الشعب.
وأضاف زعيم أنصار الله إن انقطاع النفوذ الأمريكي على اليمن أواخر 2014، دفعهم – أي الأمريكيين – إلى الاتجاه بمخطط آخر وهو إدارة العدوان بشكل مباشر، مؤكداً بأنهم كانوا يتمنون من النظامين السعودي والإماراتي ومن وصفهم بـ”الخونة من الداخل” أن يتركوا أمريكا لتنزل إلى ميدان المواجهة بنفسها، مضيفاً بالقول “نحن لا نخشى الأمريكيين وعلى الجميع أن يعلم ويثق بأن الأمريكي مستمر في مخططاته ولم يوقفها وهو فقد يعتمد في تنفيذها على أدواته وعملائه في الإقليم والداخل اليمني بمختلف العناوين فالعدوان على بلدنا مستمر ولا يتحرك في المجال العسكري فقط بل عدة مجالات منها الحرب الاقتصادية الشرسة كما أن العدو يوظف في المعركة الإعلامية الكثير من القضايا الهامشية والمشوشة التي تهدف إلى التضليل والتزييف للوعي”.
الهجمة الأمريكية على المنطقة
وأشار زعيم أنصار الله بأن ما يحدث ضد اليمن هو جزء مما يستهدف بلداناً أخرى، حيث قال إن “العدو الإسرائيلي مستمر في مساراته الإجرامية في استهداف الشعب الفلسطيني بضم المزيد من الأراضي والمقدسات بحماية أمريكية”.
وأضاف: “السياسة الأمريكية يصنعها اللوبي الإسرائيلي واليهودي كما هو في بريطانيا وكثير من الدول الغربية”، “المؤامرات على الشعب السوري ونظام الوفي مع شعبه وأمته تظهر الاستغلال الأمريكي والإسرائيلي للعملاء، فالأمريكي بسط سيطرته المباشرة على حقول النفط السورية بعد أن جعل الكفلة في السيطرة عليها على غيره لينهب تلك الثروة”.
كما تطرق الحوثي إلى استهداف لبنان بالقول إن “الدور الأمريكي والإسرائيلي التخريبي في لبنان يتجلى في استهدافه اقتصادياً بعد أن فشلوا عسكرياً وسياسياً في استهداف حزب الله”، مؤكداً بأن “الأعداء سيفشلون في المؤامرة الاقتصادية على الشعب اللبناني”.
وقال الحوثي إن المعاناة في العالم الإسلامي تعود إلى الإجراءات الأمريكية ومن يتحرك لتنفيذها من الموالين لواشنطن داخل البلدان العربية والإسلامية، مشيراً إلى أن “من يوالون أمريكا في لبنان هم من يقفون عائقاً أمام تبني السياسات الاقتصادية الصحيحة لتخفيف معاناة الشعب اللبناني”، كما لفت إلى أن المقاومة في لبنان لم يكن لها علاقة بالملف الاقتصادي، مذكراً بأن من كان يتحكم ويرسم السياسات الاقتصادية على مدى عقود من الزمن لم يكن حزب الله بل كانت الجهات والشخصيات التي كانت محسوبة في ولائها للسعودية والولايات المتحدة.
وأكد الحوثي أن جزءاً كبيراً من المعاناة والتأثير الضار للسياسات الأمريكية يعود إلى أن هناك من أبناء الأمة من يسعى إلى تنفيذها.
كما تطرق زعيم أنصار الله إلى وجه آخر من أوجه الهجمة الأمريكية على المنطقة والمتمثل بالحصار المفروض على إيران والذي أكد الحوثي أن بعض الدول الإسلامية ساهمت فيه والتزمت بالتوجيهات الأمريكية.
انحراف الأولوية
ولفت الحوثي إلى ما وصفها بـ”حرف الأولويات من المخاطر تجاه الأمة” في إشارة إلى ما سبق وأعلنته السعودية والإمارات من أن العدو الأول للأمة العربية والإسلامية هي إيران وليس الكيان الصهيوني، وبهذا الشأن قال الحوثي “عندما نجعل من الخطر الأمريكي والإسرائيلي أولوية سنكون في الاتجاه الصحيح في كل مساراتنا العملية، ومن تجاهلوا الخطر الأمريكي والإسرائيلي فهم يخدمونه بشكل مباشر أو غير مباشر”.
لا نتبع إيران ولا أي طرف
وللعام السادس من الحرب على اليمن يعود زعيم أنصار الله ليؤكد بأن العناوين التي يرفعها خصومهم كمبرر لمحاربتهم وعلى رأس هذه العناوين “التبعية لإيران”، غير صحيحة، حيث قال الحوثي في خطابه الأخير بأنه ليس في موقف أنصار الله “أي تبعية سياسية لأي طرف”، في إشارة إلى عدم تبعيتهم لإيران كما يحاول التحالف السعودي وواشنطن تصوير الوضع لتبرير الحرب على اليمن.
وأكد الحوثي بهذا الصدد بأن ما يجمع اليمنيين مع أحرار الأمة هو الموقف الواحد والمصير المشترك.
اسأل اله أن يوفقني لأن أكون خادماً لهذا الشعب
وفيما يخص الداخل اليمني دعا زعيم حركة انصار الله قيادة السلطة لإطلاق برنامج وطني طويل الأمد للعناية بفئة المهمشين، واصفاً إياهم بـ”أحفاد بلال”، ويهدف الحوثي من ذلك إلى دمجهم في المجتمع بما يليق بكرامتهم وإنسانيتهم، حيث يسعى الحوثي لإلغاء التمييز العنصري الذي يعاني منه ذوي البشرة السمراء من المجتمع اليمني.
وأشاد الحوثي بهذه الفئة، حيث وصفهم بأنهم شريحة مهمة وأنهم من خيرة أبناء البلد، مشيراً إلى دورهم ومساهمتهم في القتال بصفوف قوات صنعاء ضد التحالف السعودي، مضيفاً بأن خدمة المواطنين هي أفضل ما يمكن أن يتقرب به الإنسان إلى الله، وقال “أسأل الله أن يوفقني لأن أكون خادماً لهذا الشعب بكل ما أستطيع”، وأضاف “وأرى أن خدمة هذا الشعب هي أعظم قربة أتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى”.
وحذر الحوثي في الوقت ذاته من “إثارة الفتن السياسية والمناطقية والمذهبية والعرقية والعنصرية” في إشارة إلى الحملة الأخيرة التي شنها التحالف ضد سلطات صنعاء وجماعة أنصار الله والتي هدفت إلى ضرب النسيج المجتمعي وإحداث تفرقة عنصرية على إثر القرار الأخير الذي أصدرته قيادة سلطة صنعاء بشأن تفعيل قانون الزكاة الذي أقره البرلمان اليمني عام 96م والذي تضمن توجيهات شرعها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم تقضي بإخراج الخمس من الغنائم.