حقيقة قصة استهداف السفينة البريطانية بخليج عدن.. ما دور الرياض وعلاقة أبوظبي ولماذا الآن؟
عدن – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
قال مصدران يمنيان أحدهما عسكري والآخر سياسي رفيع في عدن إن ما حدث في استهداف لسفينة تجارية بريطانية في خليج عدن قبالة سواحل المكلا بالسواحل اليمني الشرقية تم بترتيب سعودي بهدف ضرب المجلس الانتقالي الجنوبي من جهة وتوجيه صفعة سعودية للإمارات أمام المجتمع الدولي بحكم تبنيها للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وكانت السفينة البريطانية “ستولت أبال” التابعة لشركة الناقلات البريطانية “ستولت” قد تعرضت لهجوم من قبل زورقين لمسلحين “قراصنة” على بعد 80 ميلاً تقريباً من سواحل مدينة المكلا عاصمة حضرموت، حسب بيان للشركة البريطانية.
وقالت الشركة في بينها إن الهجوم ادى لأضرار بسيطة في برج القيادة دون وقوع خسائر أو أضرار أخرى، مشيرة إن فريق الحراسة على متن الناقلة قاموا بالرد على المسلحين وعددهم 6 كانوا يستقلون زورقين وأنه تم الرد عليهم بإطلاق نيران تحذيرية ما أدى إلى إعطاب أحد الزورقين وانتهاء المطاردة، لافتة إلى أن إحدى سفن التحالف السعودي ردت هي الأخرى على الزورقين.
خطة تم إعدادها مسبقاً
وقال المصدران السياسي والعسكري في عدن إنه من الواضح جداً أن ما حدث كان مجرد مسرحية تم ترتيبها وإعدادها وتنفيذها من قبل السعودية التي تخوض صراعاً مكشوفاً مع الإمارات جنوب اليمن، وأضاف المصدران “في الوقت الذي تواجه فيه السعودية قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من الإمارات سارعت الرياض مباشرة إلى اتهام المجلس الانتقالي الجنوبي بوقوفه خلف الهجوم على الناقلة البريطانية وهو ما يتضح من خلال ما أعلنه التحالف السعودي من أن المجلس الانتقالي يمنع قوات خفر السواحل اليمنية من أداء مهامها العملياتية وأن الانتقالي لم يتجاوب مع التحالف بشأن استمرار عمل خفر السواحل”.
وقال المصدران إن توقيت تصريح التحالف بالتزامن مع ما قاله الكاتب السعودي المقرب من صانعي القرار في الرياض، سلمان العقيلي، والذي قال إن الفوضى التي تسبب بها الانتقالي ستتسبب بكوارث أكبر من الهجوم على السفينة البريطانية في حال استمر في نشر الفوضى، قال المصدران إن ذلك يؤكد أن تزامن هذه التصريحات مع الهجوم ومع الصراع المسلح الذي يجري حالياً في الجنوب بين قوات هادي والانتقالي وأن ما حدث كان عملاً مرتباً من قبل الرياض وأن الضحية هي الإمارات بالدرجة الأولى.
وأشار المصدران إلى أن ما يؤكد أن ما حدث كان بترتيب سعودي هو عدم إلقاء القبض على المسلحين القراصنة الذين هاجموا السفينة البريطانية، خاصة وأن الشركة البريطانية قالت في بيانها إن إحدى سفن التحالف السعودي المنتشرة في البحر العربي وخليج عدن هاجمت هي الأخرى الزورقين ومنعت استمرار هجومهما على الناقلة البريطانية.
مساعي تدويل المياه الإقليمية
واعتبر المصدران إن هذه التحركات للرياض قد يدفع المجتمع الدولي إلى إثارة المخاوف ويدفع نحو تحركات دولية لتدويل المياه الإقليمية اليمنية، خصوصاً مع وجود رغبة سابقة لتدويل المياه اليمنية، حيث يعد هذا الهجوم هو الثاني بعد أن زعمت الرياض مطلع العام الجاري تعرض إحدى سفنها لهجوم في نفس المنطقة التي تعرضت لها السفينة البريطانية، الأكثر دلالة من ذلك بشأن مساعي تدويل المياه الإقليمية اليمنية، هو ما أصدرته بريطانيا من تحذير عقب محاولة استهداف ناقلة “ستولت ابال” حيث أصدر مركز العمليات التجارية البحرية في بريطانيا بياناً قال فيه إنه وجه إنذاراً لجميع السفن المارة عبر خليج عدن وطالبها بـ”توخي الحذر الشديد”.
#Breaking Reports that a U.K. flagged product tanker STOLT APAL attacked in the GoA IRTC westbound transit corridor at position 13° 43N 050° 37.4E Unconfirmed reports of an RPG launched against the vessel. More updates: https://t.co/avKFIonWGV pic.twitter.com/y6ZacoBJwh
— Dryad Global (@GlobalDryad) May 17, 2020
الضربة للإمارات أمام المجتمع الدولي
في الوقت ذاته لفت المصدران إن الرياض بهذه الخطة استطاعت توجيه ضربة غير مباشرة للإمارات التي تعتبر من وجهة نظر المجتمع الدولي هي صاحبة القرار وصانعة المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته واتهام الرياض للانتقالي بالوقوف خلف الهجوم بشكل غير مباشر عبر اتهامه بمنع أداء خفر السواحل اليمني لمهامه العملياتية يعد اتهاماً للإمارات بالدرجة الرئيسية ما يعني أن حالة الصراع بين الرياض وأبوظبي باتت أكثر حدة وسخونة ويبدو أنها وصلت إلى طريق اللاعودة.
وتجدر الإشارة إن اتهامات الرياض للانتقالي أتت بعد أن شنت حكومة هادي هجوماً على الانتقالي متهمةً إياه بوقف عمليات خفر السواحل التابعة لهادي من القيام بمهام حفظ الأمن في خليج عدن، الأمر الذي يعني أن هذا الحادث وما تزامن معه من اتهامات من قبل حكومة هادي وتلاها اتهام الرياض الموجهة جميعها ضد الانتقالي، تأتي في سياق ما تشهده المدن الجنوبية من صراع مسلح بين الموالين للسعودية والموالين للإمارات بما في ذلك الصراع على سقطرى والسواحل اليمنية الشرقية من شبوة وحتى المهرة.