هل تستغل أبوظبي التوتر في الجنوب لتمكين طارق وعمار صالح من قوات الانتقالي؟
عدن – المساء برس|
التوتر المسلح الذي شهدته المحافظات الجنوبية بين الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات وقوات الإصلاح المحسوبة على شرعية هادي في أبين وعدن وسقطرى دفع بالإمارات إلى التلويح باستخدام أدواتها المتواجدة في الساحل الغربي على رأسها طارق صالح وشقيقه عمار.
ويرى مراقبون إن التغريدة التي نشرها طارق على حسابه بتويتر قبل يومين والتي ندد فيها بقيام قوات الإصلاح بالهجوم على مواقع الانتقالي في أبين ومحاولة التقدم نحو مدينة زنجبار عاصمة المحافظة الخاضعة لسيطرة الانتقالي، يراها المراقبون إنها كانت رسالة إماراتية واضحة بأنها قد تستخدم طارق صالح وقواته المتواجدة في الساحل الغربي لدعم المواجهات ضد الإصلاح في المحافظات الجنوبية.
ومن شأن إشراك طارق صالح في الجنوب، تمكينه أكثر وتمكين شقيقه عمار من السيطرة على أهم نقاط القوة داخل المجلس الانتقالي وقواته العسكرية من أحزمة أمنية ونخب.
وعلى الرغم من أن معظم قوات طارق صالح تنتمي للمحافظات الجنوبية وأبرزها ألوية العمالقة إلا أن هذه القوات وقياداتها الجنوبية لا تمثل رقماً مهماً بالنسبة لأبوظبي التي تسعى لتمكين أسرة صالح وعلى رأسهم عمار وطارق صالح ونجل صالح “أحمد علي” من مقاليد السيطرة والقيادة في الجنوب على حساب الجنوبيين المتحالفين معها والذين يمثلهم المجلس الانتقالي وقياداته الجنوبية الذين فيما يبدو ليسوا على وفاق تام مع الإمارات خاصة بعد أن تنصلت أبوظبي من وعودها التي قطعتها وأوهمت بها الجنوبيين بشأن تمكينهم من تقرير المصير ودعمهم لتحقيق الانفصال.
وحسب مصادر رفيعة في المجلس الانتقالي الجنوبي تحدثت لـ”المساء برس” فإن أبوظبي لم تكن جادة في وعودها للجنوبيين وبعد أن تمكنت من الجنوب على أكتاف أبنائه عملت على تحويل الانتقالي وقواته إلى جنود تابعين لطارق صالح وشقيقه عمار خاصة والأخير هو الذي يعتبر القائد الفعلي والرجل الأول للإمارات في المناطق التي تسيطر عليها في اليمن، وليس طارق صالح سوى واجهة فقط بينما الجنوبيين بمجلسهم الانتقالي وقوات الأحزمة الأمنية والنخب ليسوا سوى واجهة فقط لتنفيذ ما تأتيها من توجيهات.
وحسب مصادر الانتقالي فإن عمار صالح هو صاحب القرار وهو الذي يقود شبكة استخباراتية تعمل على مراقبة واستهداف والتحكم بقرارات وتحركات جميع قيادات الانتقالي المدنية والعسكرية.
ولعل ما حدث للقيادي الجنوبي منير اليافعي “أبو اليمامة” العام الماضي، من تسريب إحداثيات موقعه في العرض العسكري في عدن وإيصال الإحداثيات إلى صنعاء إلا دليل على صحة ما تحدثت به المصادر الرفيعة بالانتقالي، وهو ما سبق وأكده أيضاً بعض الضباط القياديين العائدين إلى صنعاء ممن كانوا مقربين من مركز قيادة قوات طارق صالح بالساحل الغربي، والذين سبق وكشفوا لـ”المساء برس” عن الأسماء الحقيقية والشخصيات التي تتحكم بالمشهد الجنوبي من داخل عدن وتحديداً من مقر قيادة التحالف بمعسكر بير أحمد مقر تواجد عمار صالح وقيادة قوات التحالف التي تمثلها حالياً السعودية بدلاً من الإمارات التي سحبت قواتها بعد انسحابها الجزئي العام الماضي من اليمن مع الإبقاء على أدواتها المحلية المنفذة لتوجيهاتها والتي تمر – هذه التوجيهات – عبر عمار صالح في عدن.
وتؤكد مصادر سياسية جنوبية إن أبوظبي إذا سعت لتمكين طارق صالح وشقيقه عمار من التحكم والتغلغل داخل قوات الانتقالي فإن ذلك يعني أن أبناء صالح مستعدون لتقديم ما رفض الانتقالي تقديمه لأبوظبي وذلك يعني أن قوات الانتقالي والجنوب بشكل عام سيصبح جندياً منفذاً لدى أسرة صالح التي حاربت الجنوب وقضت على قياداته ودولته ومقدراته منذ 94م وحتى الآن، فهل سيقبل الانتقالي على نفسه أن ينتهي به المطاف لأن يعود جندياً مع أبناء صالح.