سحب الباتريوت.. واشنطن تتوقع هجمات محتملة على الرياض لا تستطيع منظوماتها الدفاعية التصدي لها
صنعاء – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
قال المحلل السياسي الدولي ورئيس تحرير صحيفة “رأي اليوم” اللندنية عبدالباري عطوان إن قرار الولايات المتحدة بسحب بعض منظومات الباتريوت الدفاعية الجوية من السعودية وعشرات الجنود الأمريكان بالتزامن مع حديث الإدارة الأمريكية الصريح بشأن انخفاض الخطر القادم من إيران يشير إلى أن هناك تخلي أمريكي صريح عن السعودية بعد الأزمة التي حدثت بين الطرفين بسبب أسعار النفط.
وقال عطوان إن خطر إيران الذي قالت واشنطن أنه أزيل عن المنطقة غير صحيح بدليل أن إيران أسقطت قبل يومين طائرة بدون طيار تجسسية أمريكية متطورة جداً بحسب ما نشرته بعض المواقع الإيرانية المقربة من الحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى خروج قائد الحرس الثوري الإيراني قبل 4 أيام بتصريحات شديدة اللهجة حملت تهديدات علنية للولايات المتحدة بأنها ستجد رداً مدمراً في حال أقدمت الأخيرة على استهداف السفن أو الزوارق الإيرانية حسب تهديدات ترامب وتوجيهاته للبنتاجون الأمريكي.
وأضاف عطوان إن “علاقة إيران بالسعودية وواشنطن متوترة جداً في هذه الفترة فكيف تصرح الإدارة الأمريكية بأن خطر إيران قد أزيل؟”، لافتاً إلى أن ذلك يدعو إلى التساؤل عن السبب الحقيقي لقرار ترامب بسحب 4 منظومات باتريوت وعشرات الجنود الأمريكان المتواجدين بالسعودية.
وأعاد عطوان التذكير بأن المنظومات الدفاعية الجوية “باتريوت” التي قرر ترامب سحبها، كان قد أرسلها إلى السعودية بعد الهجمات التي شنتها جماعة أنصار الله والقوات العسكرية اليمنية على منشأتي بقيق وخريص التابعتين لأرامكو في سبتمبر العام الماضي، وأن ما سيتم سحبه من هذه البطاريات الدفاعية الجوية هي ذاتها التي كانت قد أرسلتها البنتاغون بعد الهجمات اليمنية على أرامكو بهدف منع وقوع هجمات أخرى.
وأكد عطوان أن ذلك يعني أن واشنطن تدرك عكس ما تصرح به رسمياً وهو أن “العلاقة متوترة جداً مع إيران في المنطقة، وأنها متخوفة جداً من أن تشن القوات اليمنية وجماعة أنصار الله هجوماً جديداً على المنشآت النفطية في السعودية”، ولا تستطيع هذه البطاريات التصدي لهذا الهجوم المحتمل، ولهذا فإن الأفضل سحبها قبل كشف حقيقة فاعليتها في صد الهجوم.
حديث عطوان يعيد التذكير بما نشرته صحيفة “اليمن” الصادرة من دائرة التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع بصنعاء والتي كشفت أن الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها السعودية في 28 مارس المارضي والتي كانت رداً على تصعيد الرياض عسكرياً بجبهات اليمن الشمالية الشرقية، استهدفت إحداها مركزاً مالياً مهماً جداً داخل السعودية.
وفي اليوم التالي للهجوم أعلن المتحدث العسكري باسم قوات صنعاء العميد يحيى سريع أن قوات صنعاء نفذت عملية عسكرية مشتركة وصفها بـ”الكبرى” للقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير “استهدفت عدداً من الأهداف الحساسة في عاصمة العدو السعودي الرياض بصواريخ “ذو الفقار” وعدد من طائرات “صماد 3″، مؤكداً “تم استهداف أيضاً عدداً من الأهداف الاقتصادية والعسكرية في جيزان ونجران وعسير بعدد كبير من صواريخ “بدر” وطائرات “قاصف 2K”، معلناً في ذات المؤتمر الصحفي الذي بثته وسائل الإعلام اليمنية حينها أن “القوات المسلحة ستكشف عن تفاصيل العملية العسكرية الواسعة والنوعية خلال الأيام المقبلة”، وهو ما حدث بالفعل حيث كشفت صحيفة “اليمن” التابعة لقوات صنعاء عن واحد من أهم الأهداف التي ضربتها قوات صنعاء داخل الرياض وهو المركز المالي المهم.
وصحيح أن السعودية أعلنت حينها اعتراض هجوم صاروخي على الرياض وجيزان، لكن وكالة الصحافة الفرنسية أكدت حينها أن مراسليها في الرياض سمعوا دوي ثلاثة انفجارات، في حين أشارت وكالة “رويترز” إلى أن أشخاصاً في الرياض أكدوا أنهم سمعوا عدة انفجارات أعقبها إطلاق صفارات الإنذار في المناطق الشمالية.
في سياق ذلك كان الناشط السياسي اليمني أحمد المؤيد قد صرح على قناة “الجزيرة” القطرية بعد أيام من العملية الهجومية، بأن لديه معلومات تفيد بأن آخر عملية هجومية شنتها قوات صنعاء داخل العمق السعودي سقط فيها أمريكيون، ولم يكشف المزيد من التفاصيل بهذا الشأن.
من هنا يرى مراقبون إن الولايات المتحدة قررت رفع يد حمايتها عن السعودية توخياً للحرج الذي قد تقع فيه في حال تم تنفيذ عملية هجومية أخرى من اليمن ضد أهم المنشآت الاقتصادية السعودية وهي شركة أرامكو ومنشآتها المختلفة ولا تستطيع دفاعاتها الجوية التي تنشرها لحماية هذه المنشآت من التصدي لهذه الهجمات التي يتم تنفيذها بصواريخ مجنحة وباليستية وطائرات من دون طيار، الأمر الذي يؤكد صحة المعلومات التي كشفها عبدالباري عطوان بشأن السبب الحقيقي الذي دفع البنتاغون لسحب 4 منظومات باتريوت من السعودية.
ووفقاً لموقع “سبكتشر” الأمريكي التحليلي، فإن السعودية لم تعد تمتلك الان سوي بطاريتي باتريوت فقط، تقع في قاعدة الأمير سلطان الجوية في وسط الصحراء السعودية.
ويضيف الموقع في تقرير، ترجمه “المساء برس” إن هاتين البطاريتين ليسا لحماية النفط السعودي بل لحماية ما يقارب من 2500 جندي وضابط أمريكي متواجدين في القاعدة.