عاجل: مصادر خاصة: احتواء الموقف في البيضاء ونجاح الوساطة المحلية بين الحوثيين وأبناء “الطفة”
البيضاء – المساء برس|
أكد مصدر قبلي رفيع في محافظة البيضاء وسط اليمن نجاح الوساطة المحلية والقبلية التي توسطت بين السلطات الأمنية بمحافظة البيضاء ومن معها من منتمين لجماعة أنصار الله وبين قبيلة مديرية الطفة بمالمحافظة.
وقال المصدر القبلي في تصريح خاص لـ”المساء برس” إن مشائخ البيضاء ومناطق يمنية أخرى وقيادات حكومة صنعاء استطاعوا احتواء الموقف بين طرفي مشكلة مقتل “جهاد الاصبحي” التي قضت بسبب مواجهات مسلحة بين قوات الأمن ومقاتلين منتمين لأنصار الله من جهة وبين أحد عناصر التنظيمات الإرهابية الذي التجأ إلى مديرية الطفة للاحتماء بها.
وأكد المصدر القبلي “بفضل الله لا يوجد شيء مما تم تداوله في بعض المواقع الاخبارية بشأن حدوث اشتباكات أو فشل وساطة وغيرها من تلك الشائعات، والحمد لله الوضع هادئ والوساطة نجحت في مهمتها وقيادة الدولة والحكومة موجودين هنا والحقيقة كانوا متجاوبين معنا إلى حد كبير”.
وأضاف المصدر إن جميع العقلاء استطاعوا تسهيل الحلول وبذلوا كل ما يمكن وكانوا حريصين في نفس الوقت على كرامة قبايل البيضاء بشكل عام وعلى كرامة أبناء “أصبح” ومديرية الطفة.
وكان نائب وزير خارجية حكومة صنعاء وعضو لجنة الوساطة حسين العزي قد أصدر توضيحاً بشأن آخر التطورات حول قضية مشكلة أبناء “أصبح” ومقتل “جهاد الاصبحي”، والخلاف الذي حدث بعد أن كان قد وقع اتفاق تم بحضور لجنة الوساطة ومشائخ “الطفة”، وجرى احتواء المشكلة، ليليها نشاط للشيخ ياسر العواضي الذي حاول تحريك المشكلة من جديد، حسب وصف مصادر سياسية بصنعاء.
وعلى إثر نشاط العواضي أصدر حسين العزي نائب وزير خارجية صنعاء وعضو لجنة الوساطة بياناً مساء أمس الأحد، أوضح فيه تفاصيل ما حدث وما الخطوات التي تم اتخاذها.
وقال العزي “مؤخراً عاد بعض عناصر القاعدة إلى (الطفه) وعادت بعودتهم الجريمة، وآخرها قتلهم لستة مواطنين بينهم مواطن من آل الأصبحي”، وأن الأجهزة الأمنية أرسلت حملة أمنية من صنعاء “لقطع دابر المجرمين حماية لأمن (الطفه) الكرام، وأثناء ملاحقة هذه العناصر هربوا إلى بيت الأخت جهاد باعتبار زوجها أو قريبها أحدهم”.
وأضاف العزي إن “الأخت جهاد قُتلت في ظروف ملتبسة”، مشيراً إلى أن “أهلها أكدوا أنها كانت مشاركة في الاشتباكات إلا أننا تألمنا لمقتلها باعتبارها امرأة والمرأة لا تمس، وعندما علمت القيادة بالحادثة كلفت على الفور مندوبين لزيارة ذويها وتقديم التعازي، والتأكيد على الإنصاف في حال اتضح انها قتلت بالخطأ من قبل الأمن”.
وأشار العزي أن القيادة بصنعاء علمت بتواجد الشيخ الخضر الأصبحي في بيت الشيخ مصلح الشعر، ولكونه الشيخ المباشر لمنطقة (الطفه) والمعني الأول عن الحادثة توجه قيادات من صنعاء إليه، وكان ياسر العواضي قد أرسل إلى صنعاء يستعجلهم في التحرك لحل القضية.
وأضاف عضو لجنة الوساطة: “وصلنا الى هناك، وكان في الاستقبال هو والشيخ مصلح وجمع غفير من الأعيان والوجهاء، تقدمنا للشيخ الخضر والحاضرين ونقلنا لهم سلام القيادة وتعازيها الحارة، وأكدنا بأننا إخوة وأهل، وقيادتنا لا ترتضي الظلم لأحد وتؤكد على استعدادها اللامحدود للإنصاف، وإذا علم الله ان هناك خطأ فهذه بنادق التحكيم في ما صح، ودمنا يغسل لحمنا، ويا ما أعزكم وأغلاكم، والشوفة شوفة الجميع والعرض واحد، سمعنا من الشيخ الخضر جوابا رزينا ومسؤلا ومؤثرا، وقص لنا رواية فيها بعض الاختلاف عما لدينا، وتحريا للعدالة والإنصاف كمطلب للجميع اتفقنا جميعنا على تشكيل لجنة تحقيق، وطلبنا أن يكون الشيخ الخضر أومن يكلفه عضوا في اللجنة لكي يقف على الحقيقة باطمئنان، وحرصًا منا على تحقيق أعلى درجات الشفافية”.
وحول ما حدث من اختلاف بعد ذلك، قال العزي: “ثم افترقنا وكل يدعو للآخر، إخوة متحابين متراضين ومتفقين ومتعهدين ألا نخذل مظلوما وأن نتخذ الإجراءات اللازمة في ضوء ما سيكشف عنه التحقيق.. وفجأة ظهر لنا الأخ ياسر في مقطع مع الشيخ الفاضل الخضر الأصبحي، وفوجئنا بتكذيب ونفي ما اتفقنا عليه، في دلالة على وجود مشكلة غير مفهومة لدى الاخ ياسر، وعندما يتم التراجع عن اتفاق حضره جمع غفير بينهم قرابة 20 شيخًا فهذا يستدعي منا أن نثبت ذلك، وإني أدعو الحاضرين أن يشهدوا بالحق وألا يكتموا كلمة الحق، فإذا أصبح أن ما قلناه هو الحق فإن علينا أن نسأل الأخ ياسر عما هو الدافع لإجباره الشيخ الفاضل على التراجع عن الاتفاق المنصف؟”.
وأضاف: “وتدفعنا تغريداته المتشنجة وتلك المقاطع- التي ظهرت بأسلوب مسرحي وتمثيلي وبشكل تلقيني واضح- لأن نذكره بتقوى الله، وأنه لا يجوز تعطيل الحلول المنصفة والنفخ في كير الفتنة وسفك الدم الواحد، وتوسيع دوائر التشنج والوجع الذي لا لازم له ولا داعي، خاصة في ظل استعدادنا اللامحدود لتحقيق الإنصاف”.
وقال العزي إنه حرس على أن يقول كل ما لديه بكل مصداقية، وأضاف مختتماً تصريحه “والحمد لله كل حرف قلته مثبت وموثق حتى لا يتورط أحد في الظلم والبهتان واتهام الناس بالباطل أو السير وراء مواقف غير صحيحة وغير مفهومة وغير ضرورية أصلا، وليتبين كل أخ وأخت كما قال الله: (ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم)”.
ويبدو أن توضيحات حسين العزي التي جرى نشرها على وسائل الإعلام، عملت على تهدئة الموقف وإيضاح الرؤية لدى مشائخ الطفة، وساعدت على نجاح الوساطة وإنهاء المشكلة.