أشهر مؤسسات صناعة القرار في واشنطن تنشر دراسة “السعودية أقرت باستحالة هزيمتها للحوثيين”
متابعة خاصة – المساء برس|
نشرت مؤسسة جيمس تاون للدراسات والأبحاث – والتي تعد إحدى أهم المؤسسات البحثية التي تعتمد عليها مؤسسات صناعة القرار في الولايات المتحدة – إن السعودية باتت تفهم ومقتنعة بأن هزيمة الحوثيين في اليمن لن تحدث على الإطلاق.
وقالت المؤسسة في دراسة أخيرة نشرتها، وترجمها “المساء برس” إن السعودية وصلت إلى هذه القناعة بعد أن شنت حرباً لمدة خمس سنوات وأنفقت عليها مليارات الدولارات وحققت قليلاً من النجاح.
وأكدت الدراسة أن الحوثيين وحلفاؤهم الذين يضمون قاعدة عريضة ومتنامية من النخب الشمالية القديمة والناشئة لم يبرعوا في ساحات القتال العسكرية فقط، بل أيضاً في الساحة السياسية بتفوقهم على خصومهمم السياسيين الآخرين على الرغم من دعمهم دولياً.
وتكشف الدراسة عن مفاوضات سلام مع الحوثيين، في إشارة إلى إجرائها في الوقت الحالي، مشيرة إلى أن هذه المفاوضات لم تكن النتيجة التي كانت تريدها السعودية ولا الكثير من داعميها الدوليين من هذه الحرب، لافتة إلى أن هذه المفاوضات قد تكون بداية نهاية الحرب في اليمن.
وقد تطرقت الدراسة إلى التشابه الكبير الذي حدث في هذه الحرب مع الحرب التي شهدتها اليمن في ستينيات القرن الماضي إثر تدخل الجيش المصري أيام الزعيم جمال عبدالناصر والتي قتل فيها من جنود وضباط مصر أكثر من 10 ألاف في اليمن.
وأكدت الدراسة أن السعودية لم يكن لها أن تخسر ما خسرته في هذه الحرب من أموال وسمعة لو كانت اطلعت بتمعن على تاريخ الوجود المصري في اليمن عام 1962 وما حل بالجيش المصري “قبل أن يقرر محمد بن سلمان شن حربه الكارثية على اليمن”.
ولفتت الدراسة إلى حقيقة مهمة غابت عن الرياض، وهي أنه “في حين فشلت المملكة العربية السعودية في التعلم من غزو مصر لليمن، لا يزال بإمكانها التعلم من نتائج هذا الغزو فمثلما لم يؤد الانسحاب المصري من شمال اليمن إلى استعادة النظام الملكي للإمامة، فإن إنهاء التدخل السعودي في اليمن لا يعني أن الحوثيين سيسيطرون من جانب واحد على اليمن أو حتى المنطقة الشمالية الغربية من البلاد”، مرجئة هذا الأمر إلى أن غياب التأثير الخارجي عن المجتمع اليمني سيجعل جميع أطيافه تتحاور فيما بينها وتتفق كما حدث عقب انسحاب مصر من اليمن في الستينات والتي أدت إلى قيام النظام الجمهوري الذي تدخلت من أجله مصر لإحلاله كنظام بديل عن النظام الملكي الموالي للسعودية حينها.