ظهور قوة عسكرية جديدة جنوب اليمن والسعودية تلعب بالانتقالي والإصلاح
عدن – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
تتوسع السعودية بنشر مسلحين خاصين بها جنوب اليمن، في الوقت الذي ترعى فيه الصراع بين الانتقالي الجنوبي وقوات الإصلاح والشرعية.
مؤخراً كشفت مصادر لـ”المساء برس” أن السعودية نشرت مسلحين سلفيين يتبعونها بشكل مباشر ولا يخضعون للانتقالي أو الشرعية في ساحل محافظة لحج غرب عدن، وحسب المصادر فقد أتى هذا الانتشار على حساب قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي.
تقلص سيطرة ومساحات كلاً من الانتقالي والإصلاح
لحساب طرف ثالث جديد
ويبدو أن الرياض تلعب على تشكيل الصراع جنوب اليمن بين أدواتها (الانتقالي والشرعية)، حيث عمدت إلى تشكيل لجنة للتهدئة في أبين بين قوات الانتقالي والإصلاح، ودفعت بثابت جواس قائد محور العند وخالد فاضل قائد المنطقة العسكرية الرابعة لرئاسة لجنة التهدئة والتي بدورها شكلت لجان مراقبة على خطوط التماس بين طرفي الصراع في أبين.
وحسب المؤشرات والمعطيات على أرض الواقع، فإن المشهد الجنوبي أمام تشكيل قوة عسكرية جديدة لا تتبع الانتقالي الجنوبي أو حكومة الشرعية المنفية في الرياض، بل تتبع قيادة القوات السعودية الموجودة في عدن، حيث علم “المساء برس” من مصادر خاصة بقيادة الانتقالي الجنوبي أن الرياض تسعى إلى تضييق مساحة سيطرة طرفي الانتقالي والإصلاح مقابل إحلال قوة بديلة تكون كطرف ثالث لا ينتمي للطرفين الرئيسيين السابقين.
وحسب مصادر سياسية جنوبية مطلعة على ما يحدث داخل أروقة اجتماعات (السعودية والانتقالي والإصلاح) فإن الرياض تؤسس لتشكيلات عسكرية تتبعها مباشرة وتنفذ توجيهاتها وأوامرها عبر قائد قواتها بعدن.
وحسب مراقبين فإن المؤشر على صحة ما قالته المصادر في عدن بشأن تقليص الرياض سيطرة طرفي الانتقالي والإصلاح على مناطقهما في الجنوب، هو ما بدأ يتجلى تدريجياً على أرض الواقع ففي الوقت الذي فقد فيه الإصلاح مساحات كبيرة من سيطرته بدءاً من أغسطس العام الماضي وحتى الآن في كل من عدن ولحج وأبين وأجزاءً من شبوة، قوبل هذا التقلص في السيطرة بتقلص مماثل لسيطرة الانتقالي على مناطقه في الوقت الذي كان يفترض أن يحدث العكس، ومعنى ذلك أن هناك طرفاً ثالثاً بدأ يسيطر على المناطق التي يفقدها الإصلاح والانتقالي اللذان فيما يبدو سيبقيان أدوات صراع بيني وفق رغبة المحرك الرئيسي في الرياض.
انتماء سلفي وولاء سعودي
بالعودة إلى ما كشفته المصادر بشأن المسلحين السلفيين التابعين للسعودية، تبين، وفق المعلومات الواردة، أن القوة الجديدة التي تشكلها السعودية هي عبارة عن خليط معظمه من التيار السلفي المتشدد وآخرين عسكريين تقليديين ومعظمهم ينتمون للمحافظات الجنوبية لكنهم ليسوا من دعاة استعادة دولة الجنوب على الإطلاق ومع كل ذلك فإن هذه القوات والمسلحين سيكون ولاءها المطلق للسعودية.
الانتقالي يستشعر الخطر
خطوة السعودية المفاجئة للإصلاح والانتقالي، دفعت بناشطي الأخير وأيضاً ناشطي الحراك الجنوبي المؤيدين للانفصال إلى إبداء سخطهم من الخطوات السعودية التي بدأت ملامحها تتشكل وتهدف لتفكيك الانتقالي وتسليم قواته لقيادات جديدة جنوبية لكنها تتبع السعودية وتأتمر بأمرها وتقف بالاتجاه المعاكس تماماً للانتقالي ومشروع استعادة الجنوب.
انسياق أعمى لبعض قيادات الانتقالي
على الرغم من حالة الوعي لدى الناشطين والسياسيين في المجلس الانتقالي الجنوبي، إلا أن هناك تيار يقوده هاني بن بريك يتحرك بشكل أعمى داخل الانتقالي دون أن يعرف أنه يضرب المجلس من داخله، فـ”بن بريك” يراه مراقبون أنه يبيع الوهم لأنصار الحراك الجنوبي وأتباع الانتقالي وينساق خلف مشروع الإمارات دون أن يعرف أنه يخدم مشروع السعودية أيضاً الهادف إلى جعل الانتقالي في حالة عداء دائم ضد حزب الإصلاح في الوقت الذي ينحسر فيه نفوذه على حساب قوة عسكرية جديدة بعيدة كل البعد عن أهداف وطموحات الانتقالي الجنوبي.
وبالمحصلة فإن المؤشرات تقود إلى أن مستقبل الانتقالي خلال القريب المتوسط إن لم يكن العاجل، هو ظهور تيارات داخل الانتقالي مناوئة لمشروع السعودية في جنوب اليمن ومن المحتمل جداً أن تعلن هذه التيارات انشقاقها عن قيادة المجلس الانتقالي وهو ما سيتطور بالضرورة إلى قوى فاعلة ولها وجودها في الميدان تحمل الخيار العسكري لمواجهة المشروع السعودي.