الموقف اليمني الشعبي مما حدث للمواطن السعودي “الحويطي” الذي قتله مشروع نيوم
أصداء – المساء برس|
أحدث مقتل المواطن السعودي عبدالرحيم الحويطي ضجة كبيرة وبلبلة داخل السعودية وخارجها، وبالنسبة لليمن فإن تورط الرياض في حرب ضد الشعب اليمني دخلت قبل شهر تقريباً عامها السادس فقد كان الحدث هاماً بالنسبة للشارع اليمني.
فيما يلي مقال كتبه أحد الكتاب الصحفيين اليمنيين، يعبر فيه عن لسان حال الشعب اليمني وموقفه مما حدث للحويطي الذي قتل دفاعاً عن حقه في البقاء بمنزله الذي أرادت الرياض إخلاءه وإخلاء المنطقة بالكامل لصالح مشروع ستكون دولة الكيان الإسرائيلي المستفيد الأول منه.
كتب/ أحمد الكمالي:
قبل ان تمتد يد الغدر السعودية لتنال الشهيد عبدالرحيم الحويطي، بالنسبة له كانت قد وصلت قناعاته بان هذه “الدنيا بشكل عام في تحت ولاية أمثال محمد بن سلمان لا يؤسف عليها”.
هذة القناعة التي لخصها الحويطي في الوقت الذي لم يكن أمامه غير خيارات محدودة ونتائج معروفة سلفا لم تخرج عن “السجن أو القتل” قبل ساعات من وصول “كلاب بن سلمان” الى بيته لتنفيذ ما وصفه بـ”سيان القتل أو السجن” التي سلم انها سبيله وقدره الذي اختاره للتطهر والخلاص والانعتاق من دنيا مبلية “بولاية الأطفال والأعوان الفاسدين ومصائبها العظمى في العلماء الجبناء !”
بالتأكيد لم يصل الحويطي الى هذه القناعة الممزوجة بالإصرار والمواجهة في الوقت الذي استقبل به قرار التهجير القسري له ولعشيرته من منازلهم وقراهم من قبل القوات السعودية في منطقة “الخربات” أو مابات يعرف بـ”مشروع نيوم”، وإنما كان قرار الترحيل هو الفرصة التي انتظرها الثائر لإطلاق صرخته وصرخة شعبنا العربي في الجزيرة العربية واشعال قبس من النار المدفونه تحت رماد الكبت والقمع والنار في مملكة الرمال والدم السعودية، وهذا بالطبع لا يقلل من مشروعية دفاعه عن منزله بأي حال من الأحوال!.
وجها لوجه جابه الحويطي الإغراء، الإرهاب، التهجير، القوات، الخذلان، الخوف، الفتوى……. وبن سلمان، وانتصر عليهم جميعا بدمه وبكلماته التي نقلت هذه الملحمة الاستشهادية كبيان ثورة الى أحرار وقبائل شبه الجزيرة ورسالة إضافية الى أحرار العالم لتعري نظام آل سعود أكثر وأكثر.
“مشروع نيوم” الذي سخر الحويطي من مدى جدوى فائدته التي ستعود على المواطنين واستمسك برفضه التهجير، لم يكن ليخفى عليه او على أي متابع في هذا العالم انه مشروع لمد نفوذ الكيان الصهيوني “إسرائيل” على امتداد البحر الأحمر، وهدفه الأمن القومي الإسرائلي لا المواطن السعودي كما هي حرب اليمن ومخططات “مدينة النور الرابطة بين المخا وجبوتي” و”تيران وصنافير، …”، وغيرها من المشاريع التي تستهدف إحداث تغيرات ديموغرافية تراعي ضمان بقاء المنطقة الرابطة من العقبة الى باب المندب كمجال للأمن القومي لإسرائيل…!.
الحويطي الذي قال بصوت يملؤه الثقة انه “لا يستغرب ان يأتو لقتله ويقولوا بانهم وجدو في حوزته سلاح” ماهي إلا ساعات لتؤكد الداخلية السعودية كلامه!، لم يكن أول ثائر يواجه الأسرة الظالمة، فلا يوجد قبيلة أو منطقة في نجد أو الحجاز إلا وقد خاضت معاركها وقدمت شهداءها في وجه هذا الكيان منذ تأسيسه في نجد وفي الفترات التي رافقت تعزيز سلطة دولته الثالثة وتوسيعها على يد الهالك عبد العزيز آل سعود الذي ارتكب أبشع المجازر وبأقذر الأساليب، وما الثورة المستمرة التي يخوضها أبناء المنطقة الشرقية والأصوات الحرة التي تتصاعد من الكثير من الأحرار إلا دليل على ان هذا الشعب مهما طال صمته لن يستمر إلى الأبد، واعتقد آن الأوان ليتعاون كل أحرار الأمة معهم!.
الدنيا التي سماؤها نعل بن سلمان، حقا لا تليق بأن تسكنها جبال شامخة وجباه كريمة كالحويطي… هي إذا سنة كونية راسخة.