التحالف يصعّد غاراته باليمن وصنعاء تصفه بـ”الخطير” وتهدد: “عليكم تحمل نتائج حماقاتكم وتصعيدكم”
صنعاء – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
يبدو أن الهدنة أو ما أطلق عليه التحالف السعودي الإماراتي “وقف إطلاق النار باليمن لمدة أسبوعين” كانت مجرد تصريحات إعلامية فقط، إذ أن الواقع يحكي عكس ذلك على أرض المعركة.
فمنذ إعلان التحالف هدنته المزمنة بأسبوعين والتي بدأت ظهر الخميس الماضي، استمرت العمليات العسكرية لقوات الشرعية المدعومة من التحالف السعودي في جبهات تعز والبيضاء ومأرب والجوف والتي شنت عدة زحوفات مكثفة على مناطق ومواقع تسيطر عليها قوات صنعاء، وقد صاحب هذا التصعيد العسكري الكبير للشرعية غارات جوية لطيران التحالف بعد دخول الهدنة السعودية المعلنة حيز التنفيذ، الأمر الذي دفع بالحوثيين إلى اعتبار إعلان الهدنة السعودية مجرد مناورة سياسية وإعلامية لا أكثر ولا أقل.
تصعيد كثيف للغارات الجوية.. 23 غارة خلال ساعة واحدة
ومساء اليوم السبت، أعلن المتحدث باسم قوات صنعاء العميد يحيى سريع إن طيران التحالف شن 25 غارة جوية خلال الـ12 ساعة الماضية وأن 23 غارة شنها التحالف خلال ساعة واحدة فقط في مأرب لإسناد زحف بري نفذته قوات الشرعية المتحالفة مع السعودية.
ووصف سريع التصعيد العسكري للتحالف والمصحوب بالغارات الجوية بـ”التصعيد الخطير والكبير”، كما أطلق سريع تهديداً للتحالف السعودي والمقاتلين الموالين له في اليمن بالقول “هذا التصعيد الخطير سيكون له تبعات على قوى العدوان”، في إشارة إلى أن صنعاء لن تسكت طويلاً على استمرار قوات الشرعية والتحالف في هجماتهم العسكرية، مضيفاً بالقول “وعليهم تحمل نتائج حماقاتهم وتصعيدهم”.
وكان سريع قبل ذلك قد أعلن عصر اليوم السبت إن قوات التحالف شنت زحفين واسعين على منطقة خب والشعف بمحافظة الجوف وعلى منطقة صرواح بمأرب، مشيراً إن قوات صنعاء تمكنت من التصدي للزحفين وأن قتلى وجرحى من قوات التحالف سقطوا أثناء الزحف على الرغم من أنهم لم يحرزوا أي تقدم على أرض الميدان، كما أضاف أن الزحفين صاحبهما غارات جوية للتحالف السعودي بلغت 7 غارات.
وأمس الجمعة كشفت قوات صنعاء، على لسان متحدثها العسكري، أن التحالف السعودي شن في وقت واحد 6 زحوفات استمرت من ساعات الفجر الأولى وحتى ظهر يوم أمس، لافتاً إن 3 زحوفات نفذها التحالف في كل من جبهات قانية والجريبات وناطع بالبيضاء وسط اليمن، وزحفان بمديرية صرواح في مأرب، وزحف في منطقة الضباب بتعز.
الرياض تريد شرعنة بقاء الحصار على اليمن
سياسياً جدد القيادي بجماعة أنصار الله وعضو المكتب السياسي للجماعة محمد البخيتي تأكيد موقف صنعاء من إعلان التحالف وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين من دون رفع الحصار من ناحية ومن دون تنفيذ حقيقي على أرض الواقع لهذا القرار من ناحية ثانية.
حيث قال البخيتي إن “أي مبادرة لا تدعو لوقف الحرب بشكل كامل هي مبادرة ناقصة”، حيث اعتبر البخيتي إن “عدم طلب رفع الحصار عن اليمن في أي مباردة لوقف اطلاق النار سيجعل الحصار شرعياً”، مضيفاً في تصريح لقناة “الميادين” اللبنانية، إن أضرار الحصار على اليمن أكبر من أضرار العمليات العسكرية.
كما وصف البخيتي الإعلان السعودي عن وقف اطلاق النار بأنه “خطوة تكتيكية وتهدف للتضليل الاعلامي”.
وعلى غرار ما ذهب إليه المتحدث باسم قوات صنعاء من تهديد للتحالف إزاء التصعيد العسكري، قال القيادي بأنصار الله إن “التحالف السعودي أعلن هدنة كاذبة ولم يلتزم بها”، كاشفاً إن “الرد على التصعيد العسكري السعودي وعدم الالتزام في الهدنة سيأتي في الأيام المقبلة”، مهدداً باستهداف المنشآت النفطية السعودية، وأضاف البخيتي إن “استهداف السعودية لمنشآتنا النفطية سيعطينا المبرر لقصف المنشآت السعودية”، في إشارة إلى استهداف منشأة محطة كوفل النفطية بمديرية صرواح شرق مأرب قبل عدة أيام.
صنعاء تبدو جاهزة لكل الاحتمالات الواردة
وفيما يبدو أن صنعاء تتوقع أن يصعّد التحالف السعودي في الساحل الغربي، وهو ما يفسر تطرق البخيتي في تصريحه للقناة اللبنانية إلى الحديث عن الساحل الغربي، حيث قال “إذا أقدمت دول العدوان على التصعيد في الحديدة ستكون الخاسر الأكبر” الأمر الذي يشير إلى أن صنعاء مستعدة لأي تصعيد عسكري في الساحل الغربي.
واللافت أن كل تصعيد عسكري للتحالف ينتهي بخسارة الأخير للمناطق التي كان يسيطر عليها من قبل تدشين هذا التصعيد، وهذا ما جرت عليه الأعمال العسكرية التي شهدتها جبهات القتال في اليمن منذ أغسطس العام الماضي وحتى الآن.
ويرى مراقبون إنه من غير المستبعد أن نشهد خلال الأيام القليلة القادمة هجمة عسكرية كبيرة لقوات صنعاء تنتهي بسقوط مدينة مأرب بالكامل في أيديهم رداً على استمرار العمليات العسكرية المكثفة لقوات هادي المدعومة بغطاء جوي من الرياض في كل من صرواح وخب والشعب وقانية وناطع، خاصة وأن اتخاذ صنعاء قراراً كهذا بات ممكناً مع الوضع العسكري الذي تهيمن عليه الأخيرة والتي باتت تطوق مأرب من 3 اتجاهات.
وإذا ما حاول التحالف السعودي تفجير الوضع العسكري في الساحل الغربي بقصد تخفيف الضغط على مأرب كما حدث مؤخراً في جبهات قانية وناطع بالبيضاء، فإن صنعاء – حسب مصادر عسكرية بوزارة الدفاع – مجهزة قوة عسكرية برية وبحرية منتشرة على امتداد المناطق الخاضعة لسيطرتها في الساحل الغربي كإجراء استباقي لأي تصعيد عسكري مفاجئ هناك.