قراءة في “رؤية اتفاق وقف الحرب التي طرحتها صنعاء”
احمد الكمالي – وما يسطرون – المساء برس|
من خلال متابعتي السريعة لبنود الرؤية الوطنية للسلام المقدمة من الجمهورية اليمنية للأمم المتحدة بالنسبة لي رأيت ان بنودها العريضة تليق بصمود وثبات وتضحيات الشعب اليمني في ملحمة التصدي للتحالف العسكري السعودي طيلة خمسة أعوام من الحرب!
هي إعلان صريح بانتزاع النصر وهزيمة التحالف، كما انها رؤية مسؤولة لتبني مصالحة واسعة ومشاركة وطنية بين القوى السياسية في الداخل، وأهم ما يميزها تركيزها على الوضع المعيشي والاقتصادي للمواطن اليمني بعد هذه الحرب التي استنزفت قدراته واثقلت كاهله بالهموم والمآسي.
تحميلها التحالف لكل ما ارتكبه من جرائم وانتهاكات بحق الشعب اليمني ومقدراته وإلزامه بدفع الأضرار المترتبه عن تلك الجرائم، بالإضافة الى دعوتها السعودية الى سلام عادل وعلاقة جوار محترمة من الطرفين، ترفع به يدها ووصايتها عن اليمن وتتعامل فيه مع دولة مستقلة ذات سيادة لا كحديقة خلفية للعبث ونشر الفوضى وزعزعة الاستقرار، وكذلك لم تغفل تعهدها الأخلاقي لتلك السعودية التي يفترض ان الحرب هذبتها، بعلاقات حسن الجوار والتعاون وحفظ المصالح المشتركة وتنميتها في إطار العلاقات التي تحكمها الروابط المشتركة بين الشعبيين المتجاوريين ضمن أمة واحدة!.
الرؤية تعاملت مع اليمن كدولة واحدة غير مقسمة متخطية الواقع الذي يريد التحالف فرضه كحقيقة سياسية طيلة سنوات حربه بدليل تركيزها على تطبيع وإعادة الحياة باليمن بكل محافظاتها بشكل عام فقد نصت على فتح الطرق الرئيسية الرابطة بين مناطق في شمال وكذلك جنوب الجمهورية اليمنية، لكنها مع ذلك لم تأخذ على عاتقها البت في القضايا المطروحة والتي يجب ان يحددها إجماع كل اليمنين ولم تغرق نفسها بتفصيلات المسار السياسي، ذلك لأن خطة صنعاء وضعت أولويتها لتهيئة مناخ الحوار السياسي في البداية المبني على الشراكة.
هي إعلان إذاً يمهد ليمن جديد غير اليمن الذي تأبطته السعودية كورقة في جيبها طيلة عقود من الزمن!
هذه هي انطباعاتي الأولية التي ارتسمت في ذهني اثناء سماعي بنودها الأولية وهذا أبرز ما استوقفني فيها وأردت أن اسجله في وقت سماعه، وسابدأ الان بقراءة بنودها والتدقيق فيها !!
و سواء قبلت السعودية بها او لم تقبل واستمرت الحرب، يكفي اننا بعد خمسة أعوام من العدوان نمتلك الحق والشجاعة والثقة والرؤية لبناء يمن مابعد الحرب…، اليمن المنتصر.