تفاصيل سيطرة قوات الشرعية على هيلان وكيف غصت التباب ببقايا الجثث
مأرب- خاص-المساء برس|
لعل أكثر المتابعين للمعارك في اليمن على وجه الخصوص اليمنيين يتذكرون بعض العمليات التي قامت بها قوات صنعاء في كثير من الجبهات، والتي بدأت بتقدم كبير لقوات الشرعية، ثم ما تلبث تلك الانتصارات التي احتفلت بها الشرعية حتى تنقلب إلى صورة قاتمة صامتة ممزوجة بلون الدم المتخثر المائل إلى السواد.
ما حدث في معارك الأسبوع الماضي في سلسلة جبال هيلان لم يخرج عن نص ذلك السيناريو الذي تكرر كثيرا، دون أن يتخذ قادة الشرعية وحزب الإصلاح الحذر، ويتذكروا ما حدث في غير جبهة من خسائر جسيمة لحقت بقواتهم، بل ذهبوا هذه المرة إلى محاولة تقمص شخصية الإعلام الحربي التابع لقوات صنعاء، فصوروا انتصاراتهم وأكثر من ذلك علقوا عليها في تلك المقاطع بذات الكلمات واللهجة التي يتحدث بها مصورو ومقاتلو صنعاء (شردواااا شردواااا).
لم يع مقاتلو الشرعية أنهم يصورون مقتلة كبيرة يخوضون مساراتها التي رسمها لهم الحوثيون بدقة متناهية، لا ينجو منها أحد.
ولكي نقرب الصورة لما حدث في هيلان لا بأس أن نتذكر تلك المقاطع التي نشرها متحدث قوات صنعاء عندما بلعت قوات طارق صالح الطعم مهرولة نحو مدينة الحديدة من أطرافها، لنرى جثث تتطاير مئات الأمتار في الهواء ويتحول المربع الذي مرت منه تلك القوات إلى جحيم لم يسلم منه أي فرد.
أما الصورة في تباب جبال هيلان كانت كالتالي..
بدأ الكمين يوم الأربعاء وهو اليوم الذي أعلنت فيه قوات الشرعية والإصلاح تقدمهم في عدة مواقع في هيلان، حينها انسحبت قوات صنعاء من تبتين في اطراف هيلان ولكن ….. بعد ان تم زرعها بالألغام المتشابكة المترية والنصف مترية من قبل وحدة الهندسة في قوات صنعاء، والتي مسحت كل الآثار لزرع الألغام لكي لا ينتبه لذلك مقاتلو الشرعية.
إنسحبت قوات صنعاء من المواقع وتركت الضحايا من قوات هادي والإصلاح يأخذوا حريتهم ويطمئنوا في التقدم، ويصوروا ويفرحوا، ليقوموا بما استدرجهم الحوثيون من أجله، وهو التعزيز بكثير من مقاتلي الشرعية، وزيارات النشوة والانتصار التي عادة ما يقوم بها قيادات الشرعية، ووفقا للمصادر فقد تعدى عدد الوافدين أكثر من 500 مقاتل منهم قيادات كبيرة.
ترك المنتشون بالنصر لأكثر من 50 ساعة، ووصلت المدرعات والأطقم ووو..إلخ.
عندما جاءت لحظة الانقضاض وفي لمح البصر تم تفجير تلك الألغام في تلك التبتين واللتين كانتا قد غرستا بالألغام على مسافات لا تزيد عن المتر، لتكون شعلة واحدة لحظة التفجير، تناثرت قطع المدرعات والأطقم هنا وهناك، وبالتالي يمكن تخيل مصير أجساد الجنود، حيث أفادت المصادر أنها تحولت لأشلاء صغيرة ممرغة بالتراب الأسود الذي أخذ هذا اللون من الحريق الذي ومض في ثواني معدودة في تلك التباب.
لم ينج أحد..
وإلى الآن لم تجرأ قوات الشرعية وحزب الإصلاح على المكاشفة لما حدث، غير أن الأصوات المنتشية بانتصارات يوم الأربعاء خفتت ولم تعد تسمع .