ما التهديد الذي حملته آخر طائرة أممية وصلت إلى صنعاء؟
د. محمد زيد – وما يسطرون – المساء برس|
تعد اليمن من الدول القلائل التي لم يدخلها فيروس كورونا ويعود ذلك في المقام الاول الي قلة عدد الرحالات الدولية وعدم دمج مرض كورونا بنظام الترصد الوبائي الداخلي. وقد وضعت منظمة الصحة العالمية في اليمن خطة استعداد واستجابة لمواجهة الكرورنا
وتعرف ب COVID -19 WHO Preparedness Plan for Yemen
وكان من اهم اعمدة الارتكاز الاساسية في الخطة ان يتم اتخاذ التدابير الصحية الوقائية اللازمة عند مداخل اليمن الدولية ومنها مطار صنعاء الدولي الذي لم يعد يستقبل سوى الرحلات الاممية والاغاثية.
وتشمل هذه التدابير الموصى بها على سبيل المثال تعزيز اجراءات الكشف المبكر عن الحالات علي المداخل الدولية لليمن عن طريق فحص درجة الحرارة لكل الواصلين واقامة الحجر على كل الحالات المشتبه بها في الامكان المخصصة في مطار صنعاء الدولي وتحويل الحالات المؤكدة الي اماكن العزل والعلاج في المستشفيات.
ويبدو ان هذه الاجراءات تلتزم بها منظمة صحة فقط على الورق، ففي تاريخ 5 مارس 2020 تم الكشف عن وجود مسافر مشتبه لاصابته بفيروس كورونا على متن الطائرة الاممية القادمة من عمان عبر جيبوتي والتي على متنها 15 موظف اجنبي من العيار الثقيل تابعين لمنظمات ومكاتب الامم المتحدة من ضمنهم ليز جراندي المسئول الاممي الاول عن عمليات الطوارئ والاغاثة في اليمن وايضا الطاف موساني ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن الذي يعتبر راس هرم كل التدخلات الصحية في بلد يعيش اكثر من 80٪ من سكانه اسوء كارثة انسانية وتضم الطائرة ايضا مسئوولين في مكتب المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة في اليمن السيد مارتن غريفيث ومديرة عمليات مكتب منظمة الصحة في صنعاء انديريا كنج .
وقام مكتب وزاره الصحة في صنعاء بمخاطبة كل الواصلين رسميا لاجراء الفحص بحسب الاجراءات المتبعة، الا ان ممثل منظمة الصحة الطاف موساني رفض ان يحضر او احد من فريقها بحجة عدم وجود غرف حجر مناسبة للسيدات وتعهد الالتزام بالحجر في اماكن مخصصة اعدتها الامم المتحدة لموظفيها وانه مسئول عن كل الواصلين معه على متن الطائرة والتزامهم بالحجر لمدة 14 يوم وكل التعليمات الموصى بها في مذكرة الوزارة
وتم بعد هذا الموقف تعليق كل الرحلات الخاصة بالطائرات التابعة للامم المتحدة .
في حقيقة الامر لم يلتزم اي من الموظفين بالحجر الموصى به او تعلميات مكاتب الصحة (كما هي عادة المنظمات العامله في اليمن) وظهروا عدة مرات في قاعات الاجتماعات المكتظة باليمنيين والاجانب وفي تحدى صريح وقبل انقضاء فترة ال14 يوما وتحديدا في يوم 17 مارس، يظهر الطاف موساني محاطا بمجموعة من الموظفين وبجانبه مياه بيرييه الفرنسية المستوردة في بلد يشرب 55٪ من سكانه مياه ملوثه في البث الاعلامي المباشرعبر وسائل التواصل الاجتماعي متحدثا عن دور منظمته في ضمان وجود اجراءات الحجر والفحص على مداخل البلاد ال26 وهي نفس الاجراءات التي لم يتلزم بها هو و فريق المنظمة وبقية العاملين في الامم المتحدة القادمين علي متن الرحلة الاخيرة (UNO196)
يبدو ان شكوك موظفين الصحة كانت في محلها، ففي تاريخ ١٩ مارس الزمت منظمة الصحة اغلب موظفيها بالعمل من بيوتهم دون الداعي لحضورهم المكاتب لوقاية من انتشار الكورونا بالرغم منه لم يتم الي يومنا هذا الاعلان رسميا عن اي حالة
الان وبعد قرار وقف كافة الرحلات التجارية من والي اليمن، كيف سيستطيع السيد الطاف قضاء هذه الفترة بدون مياه بيرييه الفرنسية وماذا سيفيد تعهده اذا ظهرت اعراض مرض كورونا على احد الواصلين معه على الطائرة وما هي الجدوى من تلك الخطط التي وضعتها منظمة الصحة للاستعداد والاستجابة للكورونا والاموال لشراء معدات الفحص والتعقيم والادوات الحديثة على المداخل اذا لم تلتزم المنظمات بها ؟
اظهرت منظمة الصحة تناقض في تعاملها وسياسة الكيل بمكيالين حين تم اخلاء موظفيين الامم المتحدة الي عمان على طيران اليمنية بتاريخ 16 مارس عبر مطارعدن وتم وضعهم جميعا في الحجر الي يومنا هذا. دون ان تتعهد ممثلة منظمة الصحة في عمان بوضعهم في الحجر الخاص بالامم المتحدة او تمنحهم الدولة اي استثناءات او مياه بيرييه
وفي 25 مارس: احد الموظفين العاملين في منظمة الهجرة الدولية في عدن وهو الماني الجنسية موضوع في الحجر بسبب اشتباه اصابته بمرض الكورونا وهو من كان في صنعاء يحضر الاجتماعات التحضيرية لاعداد خطة الاستعداد والاستجابة بحضور ممثلين عن الامم المتحدة
المصدر: مقال منشور للكاتب على موقع “البوابة الإخبارية اليمنية”