تصريحات للصحة العالمية بشأن “كورونا اليمن” تثير جدلاً وصنعاء تكشف سبب هذا التصريح الأممي

    صنعاء – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|

أدلى رئيس فريق منظمة الصحة العالمية للوقاية من الأخطار المعدية عبد النصير أبو بكر بتصريحات مثيرة للجدل بشأن فايروس كورونا الجديد المنتشر عالمياً، باستثناء اليمن وسوريا وليبيا.

وقال المسؤول الأممي في تصريح لشبكة “سي إن إن” التلفزيونية الأمريكية، إن كلاً من سوريا واليمن وليبيا هي الدول العربية الوحيدة التي لم تبلغ فيها عن حالات إصابة بكورونا الجديد رغم أنها في خضم نزاع مستمر وأن المنظمة تتوقع انفجاراً في الإصابات بالفيروس، وأضاف “معظم هذه البلدان لديها حالات باستثناء سوريا واليمن، والتي نحن كمنظمة الصحة العالمية، نشعر بالقلق بعض الشيئ، لأن الدول التي قد لا تكون لديها حالات هي ذات صحة ضعيفة ونظام مراقبة ضعيف”.

وأوضح المسؤول في منظمة الصحة العالمية “في حالة سوريا.. أنا متأكد من أن الفيروس ينتشر لكنهم لم يكتشفوا الحالات بطريقة أو بأخرى. هذا هو شعوري، لكن ليس لدي أي دليل لإظهاره”، وتابع “عاجلاً أم آجلاً، قد نتوقع انفجار حالات (هناك)”.

تصريح المسؤول الأممي بالصحة العالمية أثار الجدل بشأن سبب التصريح في هذا التوقيت خاصة بشأن اليمن التي يُفرض عليها حصار منذ خمسة أعوام من قبل التحالف العسكري السعودي المدعوم غربياً.

صنعاء ترجئ سبب هذا التصريح وتوقيته إلى الإجراءات الأخيرة والمريبة للتحالف والشرعية تجاه اليمن

وعلى إثر الجدل الذي سببه تصريح المسؤول الأممي، قال القيادي بسلطة صنعاء – عضو المجلس الرئاسي – محمد علي الحوثي إنه لم يسبق للصحة العالمية أن تتوقع انفجاراً في أعداد حالات الإصابة بكورونا في سوريا واليمن إلا بعد أن قام “العدوان وحلفائه” بالسماح بعودة اليمنيين من السعودية ومصر برحلات يومياً من المنافذ البرية.

وحمل الحوثي في تغريدة على تويتر “العدوان الأمريكي وحلفائه” مسؤولية تفشي الوباء في اليمن إذا ما وقع ذلك، مضيفاً إن الأمم المتحدة عبر منظمة الصحة العالمية “مسؤولة أمام العالم ومتعهد أمام الدول عن الشعب اليمني المحاصر وهي من تأخذ متعهدات المانحين في مجال الصحة ولم تقم بأي عمل في مواجهة التحدي”، لافتاً إلى أن الأمم المتحدة “لم تحذر دول العدوان من إعادة المواطنين المحاصرين في الخارج بسبب الحظر والحصار”، الأمر الذي يعدّ اتهاماً مبطناً للمنظمة الدولية باشتراكها مع التحالف السعودي المدعوم أمريكياً ضد اليمن بما في ذلك مساعي إيصال الفيروس إلى البلاد.

احتياطات سلطات صنعاء تُزعج خصومها

وبالنسبة لصنعاء فقد سارعت السلطات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وفرض قيود صارمة، منها إغلاق كافة المنافذ بين مناطق سلطات صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي والجماعات المسلحة الموالية له، وقد اضطرت صنعاء لفعل ذلك بسبب الفشل في إدارة سلطات الشرعية في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف في اتخاذ اجراءات لمنع وصول الفيروس إلى اليمن، وعلى عكس ما فعلته حكومات العالم قامت الحكومة الموالية بزيادة عدد الرحلات الواصلة إلى اليمن خاصة من مصر التي تعد أكبر دولة عربية يجتاحها الفيروس الوبائي.

حاولت صنعاء التنسيق مع سلطات الشرعية الموالية للتحالف والتعاون فيما بينهم بهدف منع وصول الوباء إلى اليمن إلا أن الشرعية أثبتت من جديد أنها تخضع للإقامة الجبرية في الرياض وأنها لا تملك من أمرها شيء وتخضع لتوجيهات السفير السعودي لدى اليمن محمد الجابر الذي يوصف بأنه الحاكم الفعلي “وهو كذلك فعلاً” بحسب وصف أحد قيادات “الشرعية” ذاتها، ومع تجاهل الشرعية لنداءات سلطات صنعاء اضطرت الأخيرة إلى اتخاذ إجراءات احترازية صارمة وعزل مناطق سيطرتها تماماً عن المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي المفتوحة والتي يمكن أن يدخل إليها الوباء بكل سهولة، وأنشأت صنعاء مناطق حجر صحي في المنافذ البرية الرابطة بينها وبين مناطق سيطرة التحالف وأبلغت الواصلين بأن عليهم الخضوع للحجر الصحي لمدة 14 يوماً وبعدها يمكنهم الدخول، وبسبب صرامة إجراءات سلطات صنعاء فلم يستطيع أي شخص تجاوزها بما في ذلك مقربين من قيادات سلطات صنعاء أنفسهم كانوا خارج اليمن في رحلات علاجية وعادوا ولم يتمكنوا من دخول محافظاتهم بسبب هذه الإجراءات.

على إثر إجراءات صنعاء، سارعت وسائل إعلام التحالف والشرعية إلى استغلال هذه الإجراءات لتوظيفها إعلامياً ضد خصمها، حيث تروج وسائل إعلام التحالف أن صنعاء تمنع المواطنين العائدين من الخارج من العودة إلى مناطقهم ومحافظاتهم شمال اليمن، وبدا إعلام التحالف وكأنه لا يريد أن تكون سلطات الشرعية هي الفاشلة فقط في إجراءات الوقاية من وصول الوباء إلى اليمن بل تريد أن تكون سلطات صنعاء هي أيضاً فاشلة في هذا الأمر، ومن متابعة طبيعة التوظيف الإعلامي للتحالف بشأن إجراءات صنعاء وقراراتها يتبين أن هناك من يريد للفيروس أن يصل وينتشر في مناطق سيطرة الحوثيين.

هل هي حرب بيولوجية أمريكية مباشرة

ويرى مراقبون إنه في حال وصل فيروس كورونا إلى اليمن فإن ذلك لن يكون بعيداً عن سياق الحرب التي يشنها التحالف السعودي على البلاد منذ 2015م، خاصة وأن هناك أوبئة انتشرت في اليمن منذ التدخل العسكري للتحالف وكانت هذه الأوبئة مجهولة المصدر ولم تكن اليمن بيئة لانتشارها، الأمر الذي يشير إلى أن احتمال ان يكون انتشار هذه الأوبئة مثل الكوليرا وإنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير وفيروس غرب النيل كان متعمداً وحرباً بيولوجية مورست ضد اليمن، خاصة وأن التاريخ يشهد بممارسة الولايات المتحدة، الشريك الرئيسي للسعودية في حربها ضد اليمن، حروباً بيولوجية ضد دول عديدة كانت معادية لواشنطن ولهيمنتها على هذه الدول.

وفيما يتعلق بفيروس كورونا فإن اتهامات المسؤولين الصينيين الذين اتهموا بشكل مباشر الولايات المتحدة بنشر الفيروس في الصين، يجب أخذها في الاعتبار وعلى محمل الجد، خاصة وأن أكثر دولتين انتشر فيهما الفيروس هي الصين وإيران أبرز أعداء الولايات المتحدة، وما لم تستطع واشنطن تحقيقه من تكبيد الاقتصاد الصيني خسائر مادية عن طريق قطع العلاقات وفرض الضرائب على المنتجات الصينية بقصد فرض عقوبات على الصين، حققته الولايات المتحدة من خلال الخسائر التي تكبدتها الصين جراء هذا الوباء.

وليست الولايات المتحدة بعيدة عن استخدام هذا النوع من الحروب ضد الدول المناهضة لها، فسبق أن استخدمت الحرب الجرثومية والبيولوجية ضد اليابان والهنود الحمر وفيتنام والعراق، لكن الفيروس الذي أنتجته الولايات المتحدة لضرب الصين وإيران خرج عن السيطرة بسبب سرعة انتشاره وتحوله إلى وباء عالمي سرعان ما وصل إلى دول أوروبا والأمريكيتين.

قد يعجبك ايضا