الشرعية تقاتل بعشوائية في مأرب ومصدران رفيعان يؤكدان: نزوح جماعي لأتباع الشرعية من مأرب إلى سيئون
بلغ عدد أتباع الشرعية الذين غادروا مدينة مأرب واتجهو نحو سيئون بحضرموت حتى مساء اليوم 20 ألف شخص
-
مأرب – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
أكد مصدر جنوبي رفيع بمدينة سيئون في محافظة حضرموت إن المئات من عناصر تنظيم القاعدة توافدوا إلى مدينة سيئون خلال اليومين الماضيين.
وقال المصدر في تصريح خاص لـ”المساء برس” إنه لوحظ بشكل لافت توافد المئات من “المطاوعة” في إشارة إلى عناصر حزب الإصلاح من المنتمين لتنظيم القاعدة الإرهابي، إلى مدينة سيئون بوادي حضرموت جنوب اليمن.
وأشار المصدر إلى أن المعلومات المتوفرة تؤكد أن هناك نشاط مكثف وحشد وتعبئة يقوم بها تنظيم القاعدة في وادي حضرموت، لافتاً إن هذا التحشيد يتم بدعم ورعاية من التحالف السعودي في سيئون وقيادة المنطقة العسكرية الأولى المحسوبة قيادتها وأفرادها على الفريق علي محسن الأحمر نائب الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي.
في هذا السياق أكد مصدر موثوق داخل مدينة مأرب أن المتوافدين إلى مدينة سيئون هم ممن انتقلوا من مدينة مأرب خلال الأيام الماضية من الموالين لحكومة الشرعية ومعظمهم من حزب الإصلاح، مشيراً إلى أن عناصر الشرعية بينهم قيادات مدنية وعسكرية غادرت مأرب مع عوائلها إلى مدينة سيئون.
وأكد مصدر “المساء برس” في مأرب أن عدد من غادروا مدينة مأرب من عناصر الإصلاح الذين كانوا يشغلون مناصب في قوات الشرعية واتجهوا إلى مدينة سيئون بلغوا حتى مساء اليوم الجمعة أكثر من 20 ألف شخص.
ويأتي التوافد الكبير لعناصر الإصلاح بهذه الأعداد الكبيرة إلى وادي حضرموت جنوب اليمن، بالتزامن مع تصاعد حالة الاحتقان في الشارع الجنوبي بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً من جهة وقوات الشرعية والإصلاح من جهة ثانية.
وتتهم قيادات في الانتقالي حزب الإصلاح بالعمل على تلغيم المحافظات الجنوبية بـ”العناصر الإرهابية التابعة للحزب” مستغلاً التصعيد العسكري الحاصل في مأرب بين قوات صنعاء والشرعية، وسبق أن اتهم ناشطون جنوبيون حزب الإصلاح بأنه يعمل على إدخال عناصره ومسلحيه إلى المحافظات الجنوبية باسم “النازحين” والهاربين من المعارك في مأرب.
هذا النزوح الجماعي لأتباع الشرعية الذين استقروا منذ 5 سنوات في مدينة مأرب كمعقل رئيسي للشرعية منذ بداية الحرب وانتقالهم إلى مدينة سيئون بعوائلهم ومقتنياتهم، يأتي بالتزامن مع استمرار المعارك الضارية بين قوات الشرعية من جهة وقوات صنعاء من جهة ثانية، خاصة في مديرية صرواح وجبهاتها المختلفة، والتي حققت قوات صنعاء فيها تقدماً لافتاً خلال اليومين الماضيين حيث استطاعت إكمال السيطرة على معسكر “كوفل” بكاملة بعد أن كانت قد سيطرت على المعسكر الغربي مطلع الأسبوع الجاري بما يحتويه من ألوية دبابات ومدفعية بالإضافة إلى اقترابهم من موقع “الطلعة الحمراء” العسكري المشرف على مدينة مأرب من الجهة الغربية.
وبالتزامن مع تقدمات قوات صنعاء في صرواح غرب مأرب، لا تزال المعارك على أشدها في منطقة قانية شمال محافظة البيضاء الحدودية مع مأرب، وحسب معلومات عسكرية موثوقة تابعة لقوات الشرعية إن عدد القتلى والجرحى منهم ليس بالقليل بالنظر إلى ضراوة المواجهات، لكن المصادر أشارت إلى أن الشرعية لا تزال محتفظة بمواقعها السابقة باستثناء ما سيطرت عليه قوات صنعاء في قانية قبل يومين.
المصدر العسكري بالشرعية كشف لـ”المساء برس” أن عدم قدرة قوات الشرعية على تحقيق تقدم في الجبهات واستعادة ما تمت السيطرة عليه من قبل قوات صنعاء سببه “العشوائية في تنظيم القتال وغياب قيادات الشرعية العسكريين من أرض المعركة”، بالإضافة إلى “حالة ارتباك بسبب تسارع الأحداث العسكرية من جهة وكذا التخوف من التعرض لضربات خاطئة من طيران التحالف السعودي”، والذي ضرب قبل أيام قليلة مؤخرة أحد الألوية العسكرية في صرواح وأدى ذلك لسقوط قتلى وجرحى واضطرت على إثره غرفة عمليات المنطقة العسكرية الثالثة إلى وقف رفع الإحداثيات للتحالف.
كما أكد المصدر أن كل جهة عسكرية تابعة للشرعية تقاتل بمفردها وبدون تنسيق مع الكيانات العسكرية الأخرى المنتشرة في باقي الجبهات، الأمر الذي يشير إلى أن حالة الانقسام داخل مكونات الشرعية العسكرية لا تزال مستشرية على المستوى القيادي وهو ما يؤدي إلى عشوائية القتال وعدم جدوى المواجهات، وهو ما تثبته الوقائع على أرض المعركة حيث فقدت قوات الشرعية العشرات من قواتها من دون أن تتمكن من استعادة أي منطقة جغرافية سيطرت عليها قوات صنعاء.