صنعاء توجه نداءً أخيراً للشرعية للقبول بالمبادرة وتطمئن أبناء مأرب وقاطنيها “دماءكم وأموالكم مُصانة”
صنعاء – المساء برس|
فيما يبدو أنه الإنذار الأخير الذي توجهه سلطات صنعاء تجاه قيادة سلطة الشرعية المدنية والعسكرية في مأرب قبل دخول قواتها المدينة عسكرياً، وجه المتحدث باسم “لجنة المصالحة الوطنية” وعضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله محمد البخيتي، وجه ما وصفه بـ”النداء الأخير” للطرف الآخر في مأرب للقبول بالمبادرة المطروحة على طاولة شرعية مأرب لتجنيب المدينة الحرب والقبول بصلح مع صنعاء يضمن لسلطة مأرب ومن فيها من مسؤولي الشرعية بقاءهم في المدينة بمصالحهم وأموالهم مقابل عودة مأرب إلى سلطة صنعاء من جهة وتبادل المصالح الاقتصادية والمجتمعية بين الطرفين من جهة ثانية.
وفي مقابل “نداء صنعاء الأخير” لسلطة مأرب التابعة للشرعية، وجهت صنعاء على لسان متحدث لجنة المصالحة رسالة هامة لأبناء محافظة مأرب ومن يتواجد فيها من أبناء المحافظات الأخرى، مفادها أن دماءهم وأموالهم لن يمسها شيء وستكون مصانة، في رسالة طمأنة تقدمها صنعاء لأبناء مأرب في حال دخلت قواتها المدينة عسكرياً إذا ما استمرت شرعية مأرب رفض القبول بالمبادرة والمصالحة.
البخيتي كتب في رسالته التي نشرها على صفحته بالفيس بوك إن “مأرب ستعود إلى حضن الوطن على يد أبنائها وهذا قرار لا رجعة عنه”، في إشارة إلى أن صنعاء قد تكون رتبت مع أبناء مأرب وخصوصاً الشخصيات الاجتماعية والزعامات القبلية للصلح مع صنعاء، إذ سبق أن أعلن البخيتي مطلع مارس الجاري أن الشرعية إذا لم تقبل بمبادرة المصالحة بين مأرب وصنعاء فإن الأخيرة ستتجه إلى القبائل في مأرب للاتفاق معهم كونهم أصحاب الشأن أولاً وأخيراً، وهو ما حدث فعلاً خلال الأسبوعين الماضيين.
ودعا متحدث لجنة المصالحة من وصفهم بـ”المخدوعين والمغرر بهم” في إشارة إلى الموالين للشرعية والتحالف السعودي سواءً من أبناء مأرب أو المقيمين فيها والقادمين من محافظات أخرى للعمل مع التحالف، دعاهم إلى “سرعة التنسيق مع المجاهدين للعودة إلى حضن الوطن لينالو حق العفو العام ويحتفظوا بكامل سلاحهم وعتادهم”، وهنا يرى مراقبون إن البخيتي كشف جزءاً من بنود المبادرة المعروضة على مأرب والتي تتضمن احتفاظ قوات الشرعية وقياداتها بما لديهم من سلاح وعتاد عسكري وأموال في حال قبلوا بالتصالح مع صنعاء.
وتأتي دعوة صنعاء الأخيرة الموجهة لمأرب على لسان البخيتي، بالتزامن مع اشتداد المعارك بين قوات صنعاء وقوات الشرعية المدعومة من التحالف السعودي، خاصة مع اقتراب قوات صنعاء من مدينة مأرب من أكثر من اتجاه، وقد شهدت الساعات الماضية معارك هي الأعنف بين الطرفين أدت إلى تساقط المواقع العسكرية التي كانت بيد الشرعية واحداً تلو الآخر في مديرية صرواح بما فيها المعسكر الغربي لمعسكر كوفل والذي يتضمن ألوية المدرعات والدبابات والمدفعية بالإضافة إلى اقتراب قوات صنعاء بشكل كبير من جبهة “الطلعة الحمراء” والتي تعتبر آخر مرتفع جبلي مطل على مدينة مأرب.