رسالة سياسية مشفرة موجهة للتحالف وردت ضمن المؤتمر الصحفي لمتحدث قوات صنعاء بشأن عملية الجوف

صنعاء – المساء برس| المحرر السياسي|

كشفت السلطات اليمنية في صنعاء عن تفاصيل عملية السيطرة على محافظة الجوف شمال شرق اليمن والتي أطلقت عليها قوات صنعاء “عملية فأمكن منهم”.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع اليمية في صنعاء العميد يحيى سريع في مؤتمر صحفي عقده اليوم الأربعاء إن قوات صنعاء وبعملية الجوف تكون قد أكدت على قدرتها على فرض معادلات جديدة في واقع جغرافي مختلف وفي أكثر من جبهة وخلال فترة قياسية، وفي هذه العبارة رسالة سياسية موجهة للتحالف السعودي مفادها أن قوات صنعاء التي كانت تصمد وتستطيع القتال في المرتفعات الجبلية فقط باتت اليوم قادرة على قلب الموازين العسكرية في الجبهات ذات الطبيعة الجغرافية المفتوحة مثل الجوف والساحل الغربي، وهذا هو المقصود بورود عبارة “فرض معادلات جديدة في واقع جغرافي مختلف” في تصريح المتحدث باسم قوات صنعاء.

وأكد سريع خلال المؤتمر الصحفي على أن قوات صنعاء انتقلت من مهام العمليات الدفاعية إلى العمليات الهجومية، وأن عملية “فأمكن منهم” في الجوف عززت الموقف العسكري لقوات صنعاء، لافتاً إن مسرح العمليات شمل كافة المحور الجنوبي للجوف والذي يتضمن مديريات “الحزم، المصلوب، الغيل، الخلق، المتون” بالإضافة إلى منطقة العقبة في خب والشعف.

وقال سريع إن قوات الشرعية خسرت المنطقة العسكرية السادسة بكامل ألويتها وعتادها العسكري، وعددها 6 ألوية و3 كتائب من المقاتلين السلفيين وأفراد من الأمن التابعين لسلطة الشرعية بالجوف.

وفي إشارة إلى أن أبناء محافظة الجوف شاركوا في القتال مع قوات صنعاء لاستعادة باقي مديريات الجوف، قال سريع إن المناطق الغربية للمحافظة كانت قاعدة الانطلاق لقوات صنعاء، وأضاف “لا سيما المناطق المأهولة بالسكان وتحديداً جنوب ووسط المحافظة”.

وقال سريع إن قوات التحالف كانت تأتي من نجران وجيزان وعسير بالإضافة إلى القوات التي كانت موجودة في الجبهات الشرقية الجنوبية للجوف، مشيراً إلى أن طيران التحالف شن أكثر من 250 غارة جوية للتغطية على مقاتلي الشرعية على الأرض.

وأكد سريع أن السعودية “تلقت ضربات موجعة رداً على تصعيدها العسكري البري والجوي في معركة الجوف”، حيث “شاركت القوة الصاروخية بـ6 عمليات استخدمت فيها صواريخ نكال وقاصم وبدر البالستية”، في حين نفذ سلاح الجو المسير 54 عملية “منها 33 عملية استهدفت عدة أهداف عسكرية واقتصادية سعودية”، وحسب ما قاله المتحدث باسم قوات صنعاء فإن العمليات على السعودية كبدتها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح “إضافة لخسائر اقتصادية جراء استهداف منشآت حيوية لها علاقة بصناعة النفط والغاز”، ولم يُعلن عن تفاصيل أضافية بشأن الأهداف المضروبة داخل السعودية، غير أن صنعاء قالت إنها ستكشف في الوقت المناسب عن تفاصيل هذه العمليات التي استهدفت العمق السعودي وما لحق بالمنشآت السعودية من أضرار.

وقال سريع إن عمليات الدفاع الجوي تمكنت من تصدي 10 طلعات جوية نفذها التحالف السعودي على الجوف خلال العملية العسكرية، وسبق أن أعلنت صنعاء أكثر من مرة خلال الأيام الماضية أنها تمكنت من إجبار طائرات التحالف على مغادرة سماء الجوف قبيل تنفيذها أي عمليات عسكرية تحت تهديد المنظومة الدفاعية الجوية التي أعلنت عنها صنعاء مؤخراً والتي تم إنتاجها محلياً.

وكشف العميد سريع أن حصيلة قتلى وجرحى وأسرى قوات الشرعية الموالية للتحالف جراء عملية سيطرة قوات صنعاء على الجوف بلغت أكثر من 1200 جندي وضابط وقائد عسكري، فيما بقية قوات الشرعية من الألوية الستة والثلاث الكتائب هربت من أرض المعركة.

وأكد متحدث قوات صنعاء أن أسرى سعوديين سقطوا بيد قوات صنعاء خلال العملية العسكرية، وهو ما يؤكد المعلومات التي سبق ونشرها “المساء برس” في وقت سابق من هذا الشهر بشأن تعزيزات عسكرية سعودية دخلت إلى منطقة اليتمة للمشاركة في مواجهة قوات صنعاء، حيث أشارت مصادر خاصة للموقع بأن القوات السعودية تتبع حرس الحدود.

وقال سريع إن قوات صنعاء وضعت في اعتبارها المواقع والمناطق الأثرية والتاريخية كي لا تتضرر أو يطالها إطلاق نار، مشيراً إلى أنهم سيظلون ملتزمين بالحفاظ على تلك المواقع حتى استلامها من قبل الجهات المختصة بحماية الآثار، مشيراً إلى أن بعض المواقع الأثرية سبق أن تعرضت لتدمير ممنهج من قبل “العدوان ومرتزقته” حسب وصفه، خلال السنوات الماضية، لافتاً إلى أن وسائل الإعلام بإمكانها زيارة تلك المواقع وتصويرها، وقد سبق أن نشر ناشطون موالون للشرعية خلال السنوات الماضية أن معالم أثرية وتاريخية في الجوف تعرضت للدمار من قبل التحالف السعودي، كما اتهم ناشطوا الشرعية إن بعض المقاتلين مع التحالف قاموا بنهب آثار وقطع من الألواح والأحجار في المناطق الأثرية التي باتت تحت سيطرة الشرعية في الجوف.

قد يعجبك ايضا