مع اقتراب قوات صنعاء من مدينة مأرب مصدر يكشف أسباب رفض القبائل للقتال مع التحالف السعودي
مأرب – المساء برس|
مع اقتراب قوات صنعاء من مدينة مأرب بعد المعارك الطاحنة التي دارت رحاها خلال الساعات الماضية شرق مديرية صرواح وأدت إلى سقوط مناطق كبيرة بيد قوات صنعاء من بينها سقوط معسكر كوفل، تسعى قيادة التحالف السعودي المتواجدة في مدينة مأرب إلى حشد مقاتلين من قبائل مأرب ودفعهم للقتال في الخطوط الأمامية ونقاط التماس لمواجهة قوات صنعاء.
وعلم “المساء برس” من مصادر موثوقة جداً إن قيادة التحالف بمأرب تواجه رفضاً شعبياً لاستمرار القتال مع قوات صنعاء وتقول إن الأنسب لمأرب ولليمنيين ككل هو وقف القتال والاستجابة للمبادرة التي قدمها الحوثيون لتجنيب مدينة مأرب الحرب ولحقن دماء اليمنيين من الطرفين ومنع المزيد من القتل.
وفي تصريح لـ”المساء برس” اليوم الثلاثاء، قال مصدر قبلي رفيع في مأرب إن “قبائل مأرب سبق أن قاتلت مع الشرعية وقدمت المئات من أبنائها شهداء في مواجهة الحوثيين ولم يكن حينها التحالف السعودي قد أتى بترسانته العسكرية وبعد أن احتضن أبناء مأرب الشرعية في مدينتهم تنكر المسؤولين العسكريين بحكومة هادي لما قدمه أبناء مأرب من تضحيات ولم تجد قبائل مأرب وأبنائها من التحالف أو شرعية هادي المتواجدة في فنادق الرياض أي خير منذ سيطرتهم على مأرب للأسف”.
وأكد المصدر إنه طوال الخمسة الأعوام الماضية لم تنفذ الشرعية أي مشروع لقبائل مأرب، مضيفاً “حتى أبسط المشاريع مثل رصف الطرقات وبناء مدارس أو المعاهد المهنية لم نرَ منها شيء وحتى البعثات الدراسية لم يحصل أبناء مأرب على أي منح دراسية سواءً عسكرية أو مدنية والجريح من قبائل مأرب ممن أصيبوا وهم يدافعون عن الشرعية تنكرت لهم الشرعية وكان الجريح يعالج نفسه على حسابه الخاص في حين كانت أموال الجرحى تذهب لجيوب مسؤولي الشرعية خارج اليمن أو لمن ينتمون إلى تيارات معينة في الشرعية”.
كما كشف المصدر إن هناك رفضاً من قبائل مأرب لمواصلة القتال مع التحالف السعودي، لافتاً إلى أن من بين هذه القبائل “قبائل جبل مراد” التي يضغط ضباط سعوديون ومعهم قيادات عسكرية في الشرعية على مشائخ هذه القبائل لحشد مقاتلين قبليين للقتال في صرواح، وأضاف المصدر أنه ورغم تقديم إغراءات من التحالف لتحقيق ذلك مثل السلاح وأطقم عسكرية إلا أنها قوبلت برفض وعدم تجاوب من القبائل، مشيراً إلى أن تجربة الأعوام الخمسة الماضية جعلت القبائل في مأرب والجوف تعيد حساباتها بشأن هذه الحرب وجدوى الاصطفاف مع التحالف السعودي الذي أثبت أن أهدافه توسعية وفرض وصاية وهيمنة على اليمن وقبائل مأرب لا تقبل على نفسها أن تكون أداة للسعودي لتنفيذ أهدافه في اليمن.
وبشأن المبادرة التي تقدمت بها وساطة من صنعاء تضم مشائخ من مأرب موالين لأنصار الله قال المصدر القبلي إن قبائل مأرب لا تريد معاداة أي مكون يمني، وأن جماعة أنصار الله هي مكون يمني، وأضاف “ومهما اختلفنا مع الحوثيين ففي النهاية سيجلس اليمني مع اليمني ويحلوا مشاكلهم فيما بينهم بدون تدخل”.