“تقرير” واشنطن تنشر قواتها جنوب اليمن
المساء برس – تقرير: يحيى محمد|
قررت الولايات المتحدة نشر عدد من قواتها داخل اليمن بشكل علني، وهذا ما كثفت العمل عليه خلال الأيام القليلة الماضية حيث وصلت إلى اليمن قوات من المارينز الأمريكي بلغت حتى الآن (560) جندياً بينهم 110 من المارينز والبقية خليط بين قوات أمريكية وبريطانية بالإضافة إلى انتشار قوات غير معروفة العدد من المارينز في جزيرة سقطرى.
الانتشار الأمريكي جنوب اليمن صاحبه أيضاً تعزيز بمعدات عسكرية كبيرة من بينها مروحيات قتالية ومنظومات دفاع جوي جرى نشرى في بلحاف بشبوة.
حالياً اليمن أمام احتلال أمريكي علني واضح للأراضي اليمنية والمواقع الاستراتيجية، ويبدو أن الحرب بين اليمن والتحالف السعودي الإماراتي ستصبح حرباً مباشرة ضد الجيش الأمريكي مباشرة، وذلك ما يعني أن واشنطن ترى بأن أدواتها في المنطقة المتمثلة بالتحالف السعودي الإماراتي قد فشلت في إخضاع اليمن والسيطرة على محافظاته وفقاً للرغبات الأمريكية فاضطرت للتدخل العسكري بنفسها وبشكل علني تحت غطاء “محاربة تنظيم القاعدة”.
أولاً: مستشارة للرئيس الأمريكي تصل المهرة في زيارة مفاجئة
في 3 مارس وصلت المستشارة السابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب “فرانسيس تاونسند” إلى محافظة المهرة، حينها لم يكن الأمر مفهوماً حول سبب الزيارة، وتبين لاحقاً أن الزيارة كانت بترتيب ورعاية سعودية وذلك ما تبين من خلال كون من قام باستقبال المستشارة الأمريكية هم الضباط السعوديون في الغيضة ومسؤولون برنامج “إعادة الإعمار”.
بعد أن التقت المستشارة بقيادة القوات السعودية في المهرة التقت بمحافظ المحافظة التابع لحكومة “هادي” محمد علي ياسر وكان معه مدير البرنامج السعودي لإعادة الإعمار، وعدد من مسؤولي السلطة المحلية للمحافظة، الأمر الذي يعني أن القوات السعودية باتت هي المتحكمة أولاً وأخيراً بمحافظة المهرة في حين تأتي سلطة الحكومة المنفية في المرتبة الثانية في دور المنفذ للتوجيهات الصادرة من مقر القوات السعودية بالمحافظة.
بادئ الأمر اعتبر مراقبون إن طلب السعودية من مستشارة سابقة للرئيس الأمريكي زيارة محافظة المهرة التي تسيطر عليها قواتها، بأنه يأتي في سياق مساعي الرياض لتبرير وجود قواتها في المهرة وطمأنة واشنطن أن هذه القوات ستعمل وفقاً للمصالح الأمريكية في المنطقة.
اللجنة المنظمة لاعتصامات واحتجاجات أبناء المهرة الرافضة للاحتلال العسكري السعودي لمحافظتهم البعيدة عن الصراع والتي لم تصل إليها الحرب بين الجيش اليمني التابع لحكومة صنعاء وقوات التحالف السعودي، قرأت زيارة “تاونسند” للمهرة بترتيب ورغبة سعودية من منظور آخر، حيث قال مسؤول التواصل الخارجي في لجنة الاعتصام أحمد بلحاف إن “زيارة المستشارة الأمريكية فرانسيس تاونسند، هي ضمن جهود السعودية ومحاولاتها لتضليل الرأي العام الدولي”.
وأشار بلحاف إلى أن من أهداف الزيارة أيضا محاولة سعودية لـ”مقاومة صوت الرفض الشعبي لها في المهرة، وإيهام العالم انها تقوم بدعم التنمية لإخفاء انتهاكاتها لحقوق الانسان”.
ثانياً: تحالف العدوان يعلن عن إحباط عملية إرهابية بسواحل المهرة
تمهيداً لإخضاع المهرة للاحتلال العسكري براً وبحراً، أعلن التحالف السعودي الإماراتي في اليوم التالي لزيارة المستشارة الأمريكية، أنه أحبط عملية إرهابية ضد ناقلة نفط في بحر العرب قبالة ميناء نشطون بالمهرة.
زعم المتحدث باسم التحالف تركي المالكي إنه “تم إحباط وإفشال عمل إرهابي وشيك كان يستهدف إحدى ناقلات النفط في بحر العرب وبمسافة (90) ميلا بحريا جنوب شرق ميناء (نشطون) اليمني”، كما زعم إن “عدد (4) زوارق حاولت مهاجمة ناقلة نفط كانت تبحر باتجاه خليج عدن وتفجيرها بأحد هذه الزوارق غير المأهول ويتم التحكم به من بعد”.
وبدا الأمر وكأن السعودية – من إعلانها ذاك – كانت تسعى لتعزيز قبضتها العسكرية على المهرة، وذلك بعد أن وجدت مقاومة شعبية مسلحة وصلت حد الاشتباكات المسلحة بين القبائل والقوات السعودية والمرتزقة الموالين لها، وأدت إلى منع الرياض من السيطرة العسكرية بالكامل على الممرات الدولية بين اليمن وسلطنة عمان في فبراير الماضي.
حيث قُرأ إعلان التحالف بشأن إحباط العملية الإرهابية ضد ناقلة نفط جنوب شرق ميناء نشطون، على أنه تمهيد لتعزيز الوجود العسكري السعودي في المحافظة وخطوة تمهيدية لإعادة المحاولة من جديد للسيطرة على المنافذ البرية التي فشلت فيها سابقاً، وعلى الرغم من أن السعودية وجهت علي محسن الأحمر بإصدار توجيه خطي بفتح الطريق أمام القوات العسكرية التابعة للفار “هادي” والسماح لها بالمرور والتمركز في المنافذ البرية بين اليمن وعُمان، وعلى الرغم من أن هذه القوات تعدّ أداة من أدوات الرياض داخل المهرة، إلا أنها – أي الرياض – لن تقبل إلا بالسيطرة بشكل مباشر على المنافذ البرية.
وهنا أيضاً لا زالت الصورة غامضة بشأن السبب الحقيقي لزيارة مستشارة الرئاسة الأمريكية إلى المهرة، ولم تتضح معالمها إلا بعد أن حدثت مستجدات خطيرة تمثلت بتعزيز واشنطن من تدخلها العسكري في اليمن بشكل أكبر مما كان عليه الوضع سابقاً.
ثالثاً: وصول قوات مارينز وبارجتين للأسطول الخامس في البحرية الأمريكية إلى سقطرى وشبوة
بعد وصول قوات عسكرية أمريكية من وحدات “المارينز” إلى محافظة سقطرى، تبين أن زيارة المستشارة الأمريكية ومزاعم العدوان بشأن إحباط العمل الإرهابي ضد ناقلة نفط قرب ميناء نشطون كانت تهيئة وأرضية لوصول قوات من “المارينز” أمريكية إلى محافظتي شبوة وسقطرى.
وحسب مصادر محلية في أرخبيل سقطرى فقد وصلت يوم السادس من مارس الحالي وحدات من قوات المارينز الأمريكية جرى إنزالهم بواسطة قوات إماراتية في إحدى المناطق الساحلية المغلقة والتي تسيطر عليها قوات أبوظبي من سابق، وتعد هذه هي الدفعة الثانية من المارينز الأمريكية التي تصل سقطرى بعد أن سبقتها دفعة وصلت مطلع العام الحالي.
مصادر خاصة في الجزيرة كشفت أن عمليات السيطرة الكبيرة على مساحات واسعة في الجزيرة من قبل مسلحين موالين للإمارات، كانت خطوات استباقية وتمهيدية لعملية إنزال القوات الأمريكية، حيث رتبت أبوظبي لعملية الإنزال ومن ثم تم نقلهم إلى مقرات كانت قد جهزتها أبوظبي سابقاً.
ووفقاً لمصادر موثوقة في الجزيرة فإن البنتاغون الأمريكي سبق أن أرسل خبراء عسكريين لتجهيز نقاط مراقبة على الجزيرة المطلة على بحر العرب والمحيط الهندي ونشر رادارات ونقاط دفاعات جوية ضمن مساعي واشنطن لبناء قاعدة عسكرية في سقطرى في وقت لاحق.
انتشار أمريكي في “بلحاف”
ولم يمضِ سوى يومان اثنان فقط على الإنزال الأمريكي في سقطرى حتى وصلت بارجتين حربيتين تتبعان الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية إلى ميناء بلحاف بمحافظة شبوة.
ووفقاً لمصادر خاصة بـ”المساء برس” فقد كشفت في وقت سابق إن بارجتين حربيتين رستا في ميناء بلحاف أتبعها نزول وحدات من المارينز بكافة عتادها العسكري، بلغت هذه الوحدات (110) فرداً .
وجرى أيضاً إنزال 10 مروحيات أمريكية من طراز “بلاك هوك” و30 مدرعة من نوع “هارفي” و(4) منظومات باتريوت الخاصة بالدفاع الجوي وغرفة عمليات ميدانية متكاملة وأسلحة متنوعة ما بين المتوسطة والثقيلة.
(3) آلاف جندياً أمريكياً وبريطانياً يصلون أمس الأول إلى عدن
آخر دفعة من قوات المارينز الأمريكية وصلت أمس الأول إلى محافظة عدن الخاضعة لقوات الاحتلال السعودي.
ووفقاً لما كشفه فادي المرشدي القيادي الإعلامي في ما يسمى بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم من الإمارات، فإن 450 جندياً أمريكياً وبريطانياً وصلوا إلى مدينة عدن كدفعة أولى.
المرشدي كشف أن واشنطن ولندن تعتزمان نشر (3) آلاف جندي من قواتهما في كل من مدينة عدن وقاعدة العند بمحافظة لحج وجزيرة سقطرى ومحافظات شبوة وحضرموت والمهرة، مشيراً إن مهمة هذه القوات “مكافحة الإرهاب والتطرف في مدن الجنوب” حزب زعمه.
خبراء عسكريون يرون بأن التحركات الأمريكية المكثفة في المحافظات اليمنية الجنوبية هدفه التهيئة لبناء قواعد عسكرية على الأراضي اليمنية.
في سياق ذلك أيضاً كثفت واشنطن من حديثها عن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، قبل عدة أيام من التحركات الأمريكية الأخيرة ألقت طائرات أمريكية على محافظتي البيضاء وحضرموت منشورات دعت فيها المواطنين اليمنيين في هاتين المحافظتين إلى مساعدتها في إلقاء القبض على 3 زعماء من تنظيم القاعدة بينهم زعيم التنظيم الجديد “خالد باطرفي” وقد وعدت واشنطن بمكافآت مالية لمن يدلي عن معلومات عن هذه الشخصيات كما نشرت أرقاماً للتواصل معها.